من يخلف أنجيلا ميركل؟.. صراع بين ارمين لاشيت وماركوس زودر يهدد التحالف الأكبر في ألمانيا
الثلاثاء، 20 أبريل 2021 03:00 م
لم تتمكن الحكومة الألمانية من تحديد اسم من يخلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رغم المباحثات العاجلة على مدار الأسبوع ولكنها لم تصل لاسم زعيم جديد فالصراع مازال محتدم داخل اليمين الالماني رغم انتهاء مهلة المفاوضات مع معسكر المستشارة
ففى 26 سبتمبر تجرى المنافسة الداخلية لقيادة اليمين فى الانتخابات التشريعية بين رجلين كلاهما يحمل توجهات مختلفة فارمين لاشيت والذي خلف ميركل على رأس الاتحاد المسيحي ويسير على نفس نهجها أما فى الجهة المقابلة ماركوس زودر رئيس حليفة البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي ويميل إلي اليمين أكثر
ويتمتع لاشيت بمميزات تجعل فرصه افضل أولها أنه رئيس الحزب صاحب التحالف الأكبر وثانيهما أنّه يحظى بدعم الكوادر الرئيسيّة في حزبه، لكنّه يفتقر إلي الشعبية لدى الرأي العام، وتفوقها شعبيّة منافسه بفارق كبير.
وكشف استطلاع حديث أجرته محطّة "إيه آر دي"، يعتقد 44 في المئة من الألمان أنّ ماركوس زودر هو الأنسب لقيادة المحافظين في الانتخابات، في مقابل 15 في المئة للاشيت، الأمر الذي حول المنافسة الي خلاف شرس يهدد بانقسام التحالف المحافظ بعد انتهاء مدة ميركل التى ظلت بالمنصب 16 عاما خاصة بعد فشل مفاوضات الاحد لتوصل لاسم زعيم واحد
وذكرت صحيفة "بيلد" أن "كلّ واحد متمسّك بترشيحه". ويبدو أن ماركوس زودر أقلّ ميلاً إلى الاستسلام، وحصل الأحد على دعم منظمة الشباب المحافظين الألمان بأغلبية كبيرة وكذلك عبّر بعض قادة حزب ميركل عن دعمهم له.
وبالتالي قد يعود أمر اختيار الزعيم المقبل لليمين إلى النوّاب المحافظين من الحزبين الذين يجتمعون الثلاثاء ويخشى العديد منهم على حظوظهم في الفوز بولاية جديدة في الانتخابات. وفي هذه الحالة، ستزداد فرص ماركوس زودر.
وتُعتبر مواجهة من هذا النوع بين الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أمراً نادراً منذ التحالف الذي قام بين هذين "الحزبين الشقيقين" بعد الحرب.
لكن سبق أن تواجها بشدة على منصب المستشارية في عام 1980، وفي ذلك الوقت، كان البافاري فرانز جوزيف شتراوس هو الفائز مقابل مرشح الاتحاد المسيحي الديموقراطي هلموت كول.
وحذرت صحيفة "بيلد" من أن الحركتين "تتقاتلان مع بعضهما"، بينما قالت مجلة دير شبيغل إن الأمر "قد يصل إلى الانفصال".
خلال عطلة نهاية الأسبوع، هدّد مسؤول محلي من الاتحاد المسيحي الديموقراطي مقرّب من لاشيت، بفسخ اتفاق معاهدة عدم الاعتداد المبرم بين الحزبين، والذي ينص على عدم تقديم الاتحاد المسيحي الديموقراطيّ أي مرشح في بافاريا مقابل أن يفعل الاتحاد الاجتماعي المسيحي الأمر نفسه في سائر مناطق البلاد.
وحذر دينيس رادتكي بأنه "إن كان زودر يريد فرض ترشحه للمستشارية، إن كان يريد تدمير الاتحاد المسيحي الديموقراطي، عندها فإن تموضع الاتحاد المسيحي الديموقراطي في بافاريا يجب ألا يعود من المحرمات".
في هذا الوقت، تبقى أنجيلا ميركل صامتة بعد أن أعلنت عدم الرغبة في التدخل في مسألة خلافتها.
ومع ذلك، فهي تُعتبر مسؤولة جزئيًا عن الخلاف الذي بدأ في نهاية فترة "حكمها" إذ إنها قضت على مدى سنوات على منافسيها الداخليين ومنعت بروز خلف طبيعي لها.
ويرى البعض في حزبها أن عليها الآن التدخل لمنع هذه المعركة من إضعاف المعسكر المحافظ بشكل دائم قبل الانتخابات التشريعية.
بعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخراً، يواجه الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة، فتحالف الحزبين لا يحصد حالياً سوى 26% إلى 28.5% من نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته في فبراير وفي انهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40%.
وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجّل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، وهو يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديموقراطي المسيحي