يبدو أن معركة الننوي ستشهد فصولا أكثر عقيدا خلال الفترة المقبلة، بعدما لجأت إيران إلى التحصن بالمحور الصيني والروسي لعقد شراكة في مواجهة العقوبات الأمريكية.
لم تقف فرنسا موقف المتفرج في أزمة النووي الإيرانين حيث تواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تنسيق الخطوات بشأن إيران.
وجاء في بيان للإليزيه، أنه "بشأن الملف النووي الإيراني اتفق رئيس الجمهورية مع المستشارة ميركل والرئيس بوتين على تنسيق الخطوات لإقامة الحوار بهدف عودة إيران إلى تنفيذ التزاماتها بأسرع ما يمكن".
فى الوقت نفسه يجرى تنسيق أوروبى أمريكى للضغط على طهران للعودة للحوار، والجمعة الماضى اتفق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي على ضرورة عودة إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي".
فى غضون ذلك أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه حيال اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل التي وقعت عليها الصين وإيران، الأسبوع الجارى.
وتشمل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الصيني وانغ يي أثناء زيارته إلى طهران، التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية، إلى جانب التعاون الدفاعي والعسكري، بما في ذلك إجراء مناورات عسكرية مشتركة.
كما تشمل الاتفاقية الموقعة لمدة 25 عاما تطوير المطارات والموانئ الإيرانية وإيجاد موانئ جديدة، وتطوير سكك الحديد في إيران وتعزيز البنى التحتية، والتعاون في مجالات الطاقة والنفط والبتروكيماويات.
ومن المحتمل أن تخلق الصفقة الصينية الإيرانية محوراً قوياً لا يمكن إلا أن يعزز موقف طهران الإقليمي وقدرتها التفاوضية مع إدارة جو بايدن بشأن عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بحسب صحيفة أوراسيا ديلي.
ووفقا للصحيفة يصف المراقبون الغربيون توقيع اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما بين إيران الغنية بالنفط والصين الطامحة إلى مكانة القوة العالمية، بأنه يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. تدفع جمهورية الصين الشعبية بـ "مخلب استراتيجي" جديد نحو الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
فى الوقت نفسه يرى الساسة فى إيران أن بايدن يواصل سياسة الضغط القصوى للرئيس السابق دونالد ترامب، حيث اتهم الرئيس الإيرانى حسن روحانى بايدن تتبع سياسة ترامب، كما أعلن اليوم الأربعاء، أن بلاده بإمكانها العودة إلى التزاماتها في يوم واحد، شريطة رفع الولايات المتحدة للعقوبات.
وقال الرئيس الإيراني خلال كلمة متلفزة، إن "الإدارة الأمريكية الجديدة لم تفعل أي شيء حتى الآن فقد تكلمت وصرحت ولكن لم تفعل شيئا على أرض الواقع".
وأضاف "نحن نبحث عن المفاوضات يوميا وإلغاء العقوبات ولايجب أن نسمح لهم بأن يروجوا أن إيران تغلق أبوابها ورغم ذلك لسنا مستعجلين".وأكد روحاني أنه "في الوقت الذي يرفعون فيه العقوبات بشكل كامل سوف نعود إلى تعهداتنا بشكل كامل".
وتابع "إنهم يكذبون عندما يقولون إنهم يريدون المزيد من الوقت من أجل رفع العقوبات لأن ذلك يمكن أن يتم في لحظات".وأردف قائلا "نحن نستطيع العودة إلى التزاماتنا وهم أيضا يستطيعون رفع العقوبات في يوم واحد".