كانت أوروبا قد صوتت بالفعل فى الجلسة العامة للبرلمان لصالح تطبيق إجراء الطوارئ، بحيث يمكن الموافقة على جواز السفر الاخضر فى يونيو، لإنقاذ الاقتصاد والصيف الذى يتميز بانتعاش قطاع السياحة فى أوروبا، حسبما قالت صحيفة "الكونفيدنثيال" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، فى تقرير لها، إلى أن الحكومة الإسبانية أول من تبنت الفكرة وأرسلت إلى رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين جواز السفر قبل 3 أسابيع، حيث أنه يعتبر أفضل سيناريو لإنقاذ الاقتصاد، وذلك بعد أن أعلن بنك إسبانيا أن نمو اقتصادنا سيتراجع عند 6٪ في عام 2021، بسبب إجراءات كورونا، وبالتالي فإن خسارة صيف آخر ستكون كارثة اقتصادية واجتماعية ذات أبعاد كبيرة.
دعت إسبانيا، إلى تسريع عملية تنفيذ جواز سفر كورونا الأخضر، وتسريع إصدار شهادة التطعيم لضمان التنقل الصحى بين جميع دول الاتحاد الأوروبى، وطالب رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانتشيز بتسريع عملية التطعيم من أجل اعتماد جواز السفر الأخضر.
وتخطط أوروبا، لإطلاق الشهادة الرقمية أو ما يطلق عليها جواز السفر الأخضر قريبا، والتى ستسمح للمسافرين باعتماد تطعيم كورونا ليتمكنوا من التنقل بين دول الاتحاد الأوروبى ، واستعادة الاقتصاد، حسبما يرى بيدرو سانتشيز.
وأشارت صحيفة "الميرا" الإسبانية، إلى أن اجتماع المجلس الأوروبى وضع هذا التقدم فى حملة التطعيم على الطاولة، وبالتالى اتفق جميع ممثلى الحكومة والدولة على الحاجة إلى زيادة إنتاج وتوزيع وإدارة اللقاحات ضد كورونا، وأيد ذلك رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز.
بهذا المعنى ، ألتزم جميع المشاركين باقتراح المفوضية الأوروبية لتحسين إجراءات الشفافية لتصدير اللقاحات على أساس معيارين رئيسيين: المعاملة بالمثل والتناسب.
في هذه المرحلة ، دافع بيدرو سانتشيز عن الوصول "الشامل والعادل والميسور التكلفة" إلى أدوات مكافحة جائحة كورونا، حث رئيس حكومة إسبانيا الاتحاد الأوروبي على تطوير آلية لتقاسم اللقاحات ، بهدف تقديم تبرعات من نفس اللقاحات إلى أمريكا اللاتينية.
أما عن أبرز المعلومات التي سيحتوى عليها جواز السفر الاخضر فهي أن تتضمن الشهادة سلسلة محدودة من المعلومات الأساسية حول المريض لمعرفة موقفه فيما يتعلق بالوباء، ولكنها ستتجنب البيانات الأخرى التي تعتبر حساسة، والتي من شأنها أن تعقد تطوير المشروع بسبب تبادل البيانات الصارم ولوائح الحماية في الاتحاد الأوروبي.بهذه الطريقة، سيتمكن حاملها من إثبات ما إذا كان قد تم تطعيمه خلال رحلاته (وما هو اللقاح الذى تلقاه)، أو إذا كان لديه أجسام مضادة لأنه تغلب على المرض ( وعندما أصيب)، أو إذا كان لديه تشخيص حديث الاختبار الذي يظهر أنه ليس حامل الفيروس.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه الشهادة سيحملها الذى تلقى أحد الأربع لقاحات المعتمدة فى أوروبا وهى فايزر- بيونتك وموديرنا واسترازينكا اكسفورد وجونسون وجونسون.
يمكن للمواطنين الأوروبيين، الحصول على هذه الشهادة على هواتفهم، كما أوضح المفوض الأوروبى للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، حيث سيسمح لهم ذلك "بإظهار أنه من غير المحتمل جدًا أن ينشروا الفيروس"، وحقيقة أنه رقمى من شأنه "تسهيل الأمور على الأشخاص الذين يحتاجون إلى السفر".
وبهذا المعنى، أكد المسؤول أنه "على سبيل المثال، إذا تم تطعيم الشخص، فلن يضطر إلى إجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل".
هل يحل جواز السفر الأخضر محل جواز السفر الاصلىهذه الشهادة الرقمية، لا تحل محل أو تساوى جواز سفر حقيقى، أى وثيقة إلزامية للسفر من بلد إلى آخر، باختصار، إنه أكثر من مجرد وثيقة رسمية، وتطبيق مصمم لتسهيل الضوابط الصحية على الحدود.
لهذا السبب، يدرس القطاع الخاص أيضًا هذا النوع من المبادرات، بدءًا من شركات الطيران، الحريصة على استئناف النشاط، والمتضررة بشدة من القيود.
يدرس الاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA)، الذى يجمع الشركات الرئيسية فى هذا القطاع، منذ شهور إمكانية إنشاء جواز سفر رقمى حتى يتمكن المسافرون من إثبات حالتهم الصحية قبل الصعود إلى الطائرة، بعض الشركات، مثل American Airlines ، تفعل ذلك بالفعل.
ومن ناحية آخرى، حذر العديد من الخبراء الصحيين من تنفيذ جواز سفر كورونا قبل التأكد من نتيجة اللقاحات ، حيث أنه حتى الآن ليس من الواضح أن لقاح كورونا سيكون له تأثير قوى فى عدم نشر العدوى أم لا، ولهذا فإن تطبيقه سيعد انتهاك الحقوق الأساسية لملايين الأوروبيين.
وحذر إتزيار دى ليكونا، مدير مرصد أخلاقيات علم الأحياء والقانون بجامعة برشلونة، من استخدام جواز السفر الأخضر وقال: "من الجيد أنك تريد إعادة تنشيط الاقتصاد، ولكن هل ستطلب الشهادة للسفر فقط أم أنه سيكون جواز سفر اجتماعى، ومن سيتمكن من الوصول إلى هذه البيانات الصحية التى تؤثر على خصوصية الناس".
كما أن هناك بعض الدول التى ترى أن فكرة تنفيذ جواز سفر كورونا تمييزية، حيث إن هناك أقلية فقط من تلقى لقاح كورونا ، ولايزال هناك العديد من الأوروبيين لم يتلقوا اللقاح، وهو ما سيجعل هناك تمييز بين الاوروبيين.
هذا بالاضافة إلى وجود شكوك حول نتائج اللقاحات الغير مكتملة فيما يتعلق بفاعلية اللقاتح فى منع الشخص الذى تم تطعيمه بأن يكون ناقل للفيروس، ولذلك فإن ألمانيا وفرنسا من أكثر الدول التى لا تزال معارضة لفكرة الشهادة الرقمية.
من ناحيتهما أظهرا كلا من ألمانيا وفرنسا موقفا أكثر حذرا، حيث حذرا من إمكانية تحوله إلى أداة للتمييز، خاصة أن مواطنى الاتحاد الأصغر سنا لن يتلقوا اللقاحات حتى نهاية العام الجارى أو حتى العام المقبل، وتتوقع بروكسل تطعيم 70% من البالغين فى الاتحاد الأوروبى بحلول منتصف سبتمبر.
فى إيطاليا، لم يتغلغل الجدل الدائر حول "جواز سفر كوفيد" الافتراضى كثيرًا. وقد طلبت منطقتان فقط تطبيقه: فينيتو، بدافع من تراجع السياحة فى البندقية وصناعة قوية ؛ وكامبانيا، حيث استقبلت نابولى أيضًا تدفقًا سياحيًا مهمًا.