وفى شارع الباشا، ولد أحمد زكى فى منزل بسيط مساحته 80 مترا وعاش طفولته فيه، حتى وفاة والده ثم انتقلت والدته إلى منزل آخر، وتزوجت وأنجبت أشقاءه الأربعة الذين رحلوا ولم يتبق على قيد الحياة سوى شقيقتين «منى وإيمان عطية»، ومنذ سنوات اشترى المنزل شخص آخر هو والمنزل المجاور له وحوله إلى جمعية خيرية لخدمة أهالى المنطقة، يتضمن الطابق الأول مسجدا والثانى مركزا طبيا وحضانة.
عددا من الأهالى وجيران النجم الأسمر، تحدثوا عنه وعن حياته ومسيرته حيث قالت السيدة هناء القاضى: أنا كنت أشاهد أحمد زكى فى طفولته حيث كان يلعب الكرة هو وأقرانه أمام الفيلا الخاصة بعائلتى، التى ما زالت متواجدة بالمنطقة، حيث كانت توجد أرض شاسعة المساحة يلعب فيها الأطفال وكان مميزا بين أقرانه بملامحه السمراء، ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة بنات الجمهورية المجاورة للفيلا، وفور انتهاء اليوم الدراسى يتجمع هو وأقرانه للعب.
وأضافت «القاضي»، أروى لأولادى وأحفادى عنه أنه ابن حى الحسينية، وعندما برز نجمه السينمائى لم ينس أسرته وكان دائم التواصل معهم ويفعل الخير باستمرار، وبار بوالدته وأشقائه، مضيفة: «أحب الكثير من أعماله الفنية»، مؤكدة أن أحمد زكى لا يقل نجومية عن الكثير من النجوم من أبناء الشرقية والذين خلد أسماءهم على شوارع المحافظة، مطالبة بضرورة إطلاق اسمه على شارع رئيسى وهو أقل تكريم يستحقه.
وقال محمود محمد، أحد جيرانه، إن «الفنان الراحل أحمد زكى ووالدى وأعمامى كانوا يلعبون سويا فى منطقة الجبلون وهى أرض شاسعة المساحة، وفور مشاهدة عمل فنى له فى التليفزيون، أقول لأبنائى أنه ابن الحسينية ولعب مع جدكم أيام زمان»، فنحن نفتخر به. ويكمل محمد زيد، أن والدى عاصر النجم فى طفولته، وشقيق أحمد زكى يدعى محمد عطية كان معلمه فى المدرسة، وكان يروى لنا عنه وعن حبه لعمله وتقمصه للشخصيات التى يلعبها، لافتا إلى أن محمد عطية كان يوصل الشهريات التي خصصها أحمد زكي لأهاليه من المحتاجين دون ذكر اسمه فهو يحب فعل الخير في الخفاء.
ويضيف أيمن عبده، نحن نفتخر بالتاريخ الفنى لأحمد زكي، ولكونه ابن الشرقية ونجم كبير يستحق أن يطلق اسمه على شارع أو قصر ثقافة أو منشأه تخلد ذكراه لكى يعرف الأجيال القادمة بتاريخ أبناءها من العظماء. يذكر أن النجم أحمد زكى توفى فى 27 مارس 2005 بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، عن عمر يناهز 56 عاما، قدم خلال تلك المسيرة العديد من الأعمال الفنية التى أثرت الدراما المصرية، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج منه فى عام 1973، وبعد تخرجه عمل فى المسرح، وشارك فى مسرحيات (مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، هاللو شلبي، اللص الشريف)، واتجه للسينما منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، وبدأت الأنظار تلفتت إليه بسبب موهبته الاستثنائية وغير المعتادة فى التمثيل.
وشارك فى عشرات الأفلام التى جعلته من أكثر الممثلين جماهيرية، كما قدم العديد من الأفلام منها (شفيقة ومتولي، موعد على العشاء، النمر الأسود، زوجة رجل مهم، البريء، الهروب، ناصر 56).