استثنائي السينما العربية.. حكايات أحمد زكي في تقمص شخصياته الفنية
الجمعة، 27 مارس 2020 10:00 ممحمد أبو ليلة
في كتابه "يوميات طفل عجوز"، يحكي الدكتور سامح وجيه الذي شغل منصب الطبيب للفنان المصري الأسطورة الراحل أحمد زكي، أن فتي الشاشة الأسمر كان لديه صدق فني نادر لا يتواجد في زملائه الفنانين لدرجة أنه أثناء تصوير فيلم "البيه البواب" قرر أن يظل أسبوعاً كاملاً دون أن يستحم ولبس ملابس صعيدية مهترئة قيل تصوير مشاهده كفلاح صعيدي فقير تعكس ملامحه كل مشاعر القرف الحقيقة من الحياة ومن نفسه.
وهذا انعكس على رائحته وجعل حالته لا تُطاق في اللوكيشن وعندما طلب منه المخرج في نفس اليوم استبدال ملابسه بأخرى نظيفة من أجل تصوير مشاهد البواب بعد العز والغنى لأداء أغنية "أنا بيه" الشهيرة، رفض أحمد واعتذر عن تصوير المشهد في نفس اليوم وطلب أن يذهب للفندق لأخذ حمام ملوكي ورش البارفان كي يشعر بالعز الحقيقي، وذهب بالفعل للفندق ثم عاد للتصوير وقال للمخرج "أنا جاهز يا أستاذ".
في مثل هذا اليوم الـ ٢٧ من مارس عام ٢٠٠٥ رحل أحمد زكي أحد أساطير السينما العربية في القرن العشرين.
أول ظهور سينمائي
كان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم ولدي عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، وكان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة.
ويعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري عام 1996 حيث له في القائمة 6 أفلام وهم "البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت".
حصل أحمد زكي على عدة جوائز وتكريم من بينها مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990 ومهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "طائر علي الطريق" في مهرجان القاهرة، وجائزة عن فيلم "عيون لا تنام" من جمعية الفيلم، بالإضافة لجائزة عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" من مهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "كابوريا" من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990.
أحمد زكي والسادات
وكتب الناقد الفني خالد بطراوي في سلسلة حلقات عن حياة زكي، أنه مع بداية تصوير أحد مشاهد فيلم "أيام السادات"، وكان داخل فيلا الرئيس الراحل أنور السادات، وكان المشهد بحضور السيدة جيهان السادات، بدأ المخرج محمد خان الاستعداد للمشهد بقوله "سكوت ح نصور"، وخيم الصمت على المكان، لتصوير المشهد الذي كان يجمع أحمد زكي وميرفت أمين، ودارت الكاميرا.
حيث بدأ أحمد زكي في تقمصه التام لشخصية الرئيس الراحل، لدرجة تجعل من الصعب أن تتعرف من ملامح وجهه أيهما هو تحديدا، ولن يسعفك إلا إذا تذكرت أن أحد الشخصيتين قد رحل لعالم أخر، والثاني يقف أمام الكاميرا مؤديا دوره، وكان المشهد يتطلب من أحمد زكي أن ينادي بصوت مرتفع على ميرفت أمين باسمها، فما إن قال بصوته: "يا جيهان"، حتى ردت السيدة جيهان السادات بشكل عفوي: "نعم يا ريس"، فأوقف خان المشهد، ونظر الجميع إلى السيدة جيهان السادات التي انهمرت الدموع من عينيها، واتجهت نحو السلم لمغادرة المكان، فأسرع إليها أحمد زكي يعتذر.