المثير في الأمر أن الأوضاع في اليمن قد اقتربت من مجاعة واسعة النطاق، رغم جهود الإغاثة المنقذة للحياة إلا أنها غير كافية، وهو ما يهدد حياة عشرات آلاف من اليمنيين بالجوع في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولكن شُح الموارد يجعل وكالات الإغاثة غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات وإنقاذ الأرواح. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة.
ومن جانبها أوضحت المنظمة الأممية خلال تقرير لها 10 حقائق عن الوضع في اليمن:
1- أسوأ أزمة إنسانية في العالم
يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. مع دخول الازمة عامها السابع، حيث تشير أحدث التقديرات إلى أن نحو 50 ألف شخص يعيشون حاليا في ظروف تشبه المجاعة. ويشتد الجوع في المناطق المتضررة من الصراع. ويحتاج ما يقرب من 21 مليون شخص، أي أكثر من 66% من إجمالي عدد السكان، إلى مساعدات إنسانية وحماية.
2- مجاعة وشيكة واسعة النطاق
من المتوقع أن يصل عدد الجوعى في اليمن إلى 16 مليون شخص هذا العام. وبالفعل يشارف ما يقرب من 50 ألف شخص على الموت جوعا مع عودة ظهور أوضاع تشبه المجاعة في بعض مناطق اليمن للمرة الأولى منذ عامين. ولا يفصل 5 ملايين شخص آخر عن المجاعة سوى خطوة واحدة.
من المتوقع أن يعاني حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية خلال العام الحالي. ومن بين هؤلاء الأطفال، 400 ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة. هذه الأرقام تشير إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن منذ تصاعد الصراع عام 2015.
4- كوفيد-19 يضيف إلى الأعباء الصحية الهائلة في اليمن
تم التأكد رسميا من أكثر من 2100 حالة إصابة بمرض فيروس الكورونا (كـوفيد-19) نجم عنها 617 وفاة، ولكن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير وما زال الفيروس ينتشر في اليمن. وقد تأثرت الاستجابة للجائحة في اليمن بمحدودية أدوات الاختبار ومراكز الرعاية الصحية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية والحماية الشخصية.
5- أزمة غير مسبوقة
لم يواجه اليمن وضعا مشابها لما يشهده الآن من أزمة اقتصادية حادة وانخفاض في التحويلات المالية من الخارج وتراجع دعم المانحين للمساعدات الإنسانية، كل ذلك فيما تلوح المجاعة واسعة النطاق في الأفق.
6- الاقتصاد اليمني يتجه إلى الكارثة
شهدت العملة اليمنية تدهورا كبيرا مما أدى إلى عدم توفر الغذاء والسلع الأساسية، التي يستورد اليمن الغالبية العظمى من احتياجاته منها. ومع زيادة سعر الوقود وتكاليف النقل، لا يستطيع الكثيرون التوجه إلى المستشفيات والعيادات للحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. وتُضطر وكالات الإغاثة إلى خفض المساعدات لعدم قدرتها على الوصول إلى المجتمعات المستهدفة.
7- تضرر أكثر من 9 ملايين شخص بتراجع المساعدات
كانت المساعدات توفر الغذاء والماء والرعاية الصحية تصل إلى حوالي 14 مليون شخص كل شهر، ولكن العدد تراجع إلى حوالي عشرة ملايين فقط. عدم توفر التمويل الكافي للاستجابة الإنسانية في اليمن الآن يعد عقوبة بالإعدام على ملايين الأسر.
8- وكالات الإغاثة تواصل جهودها في اليمن
تواصل وكالات الإغاثة تنفيذ برامج واسعة النطاق في اليمن،على الرغم من محدودية الموارد وبيئة العمل الصعبة، فيما تأمل في أن تتمكن من الوصول بالمساعدة المنقذة للحياة إلى أعداد أكبر من المحتاجين في جميع أنحاء اليمن. إلا أن التمويل يقف عائقا أمام ذلك.
9- المساعدات تصل إلى 14 مليون شخص شهريا
تتمكن وكالات الإغاثة من إنقاذ الأرواح وتغيير حياة الناس عام 2018 بالتمويل الكافي، حيث قام العاملون في المجال الإنساني بتنفيذ إحدى أكبر وأسرع عمليات المساعدة في التاريخ الحديث إذ وصلت إلى ما يقرب من 14 مليون شخص شهريا. حال ذلك دون وقوع مجاعة واسعة النطاق في اليمن، وتصدى لأسوأ وباء كوليرا يشهده العالم منذ أجيال، ودعم ملايين النازحين.
10- 3.4 مليار دولار مطلوبة لاستجابة اليمن
انخفض تمويل وكالات الإغاثة بشكل حاد العام الماضي، ولم تتلق الاستجابة الإنسانية للاحتياجات في اليمن سوى نصف المبلغ الإجمالي المطلوب لتمويلها والذي قُدر بـ3.4 مليار دولار. نتيجة ذلك اُضطرت المنظمات الإنسانية إلى إلغاء أو تقليص برامج إغاثة مهمة خلال عام 2020. وإذا لم تتلق الوكالات التمويل اللازم خلال العام الحالي، فستُضطر إلى تقليص البرامج المنقذة للحياة بشكل أكبر.