«اضحك مع أردوغان».. القبض على اثنين من ممثلي الكوميديا بتهمة إهانة الرئيس التركي

الأربعاء، 17 فبراير 2021 09:17 م
«اضحك مع أردوغان».. القبض على اثنين من ممثلي الكوميديا بتهمة إهانة الرئيس التركي
أردوغان - أرشيفية

ما تزال تهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تطارد كل من يحاول توجيه النقد للديكتاتور العثماني، حيث كانت آخر فصول هذه المهزلة التركية تعرض اثنين من فناني الكوميديا الأتراك، وهما متين أكبينار، وموجدات جيزين، لإصدار أحكام بالسجن تصل إلى 4 سنوات.

تفاصيل القضية الهزلية بدأت في أعقاب تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في إسطنبول عام 2018 بشأن التعليقات التي أدلى بها الممثلان الكوميديان في البرنامج التلفزيوني "Public Arena" ، الذي تبثه قناة Halk TV الإخبارية الموالية للمعارضة.

وفي الجلسة الثانية للمحاكمة، أصدر القاضي الذي يترأس الجلسة قرارا بتأجيل الدعوى حتي الأول من مارس لإعطاء المدعى عليهم وقتًا لإعداد بيانات ضد المزاعم، فيما عقدت جلسة استماع أولى في ديسمبر.

وحسب قرار الاتهام الصادر بحق الممثلين، فأن أكبينار، 79 عامًا تتم محاكمته بعد إدلائه بتعليقات حول علاقة أردوغان الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إن تحسّن العلاقات قد يؤدي إلى إقالته.

وقال إن هذا هو الحال مع القادة الأتراك السابقين: "كل من توجه إلى روسيا، باستثناء مصطفى كمال أتاتورك، كان عليه أن يترك كرسيه. كان لدى عدنان مندريس موعد وحدث انقلاب. وبالمثل، حدث الشيء نفسه مع سليمان ديميريل إذ حدث انقلاب. دعونا نرى من التالي".

كما قال أكبينار إن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان كان يحرض على الاستقطاب في البلاد: "الحل الوحيد لتخليص أنفسنا من هذا الاستقطاب هو الديمقراطية. إذا تمكنا من الوصول إلى هذه النقطة، فيمكننا الخروج من الوضع الذي نحن فيه دون قتال وفوضى. وإذا لم نتمكن من ذلك، فربما يعلقون القائد على قدميه، ربما سيموت في قبو بعد تسميمه أو قد يواجهون النهايات المروعة التي عاشها القادة الآخرون''.

أما الممثل الكوميدي الأخر جيزين ، 77 عامًا، فقد وجه نقدا لأردوغان بسبب تصريحاته القاسية المزعومة التي أدلى بها ضد المعارضين لحكمه.

وقال "رجب طيب أردوغان، لا يمكنك اختبار وطنيتنا، واعرف حدودك"، مضيفًا أنه اتبع المبادئ التي وضعها مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية.

من ناحية أخري كشفت مصادر أن أكثر من 9554 شخص في تركيا أدينوا بإهانة الرئيس التركي منذ أن تولى رجب طيب أردوغان منصبه في عام 2014، من أصل 63.041 شخصاً واجهوا دعوى قضائية.

ووفقا للمادة 299 من قانون العقوبات التركي فإن إهانة الرئيس في تركيا جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها أربع سنوات.

من جانبه علق كيليش النائب عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، إنّ 68 من أعضاء البرلمان من حزب الشعب الجمهوري كانوا من بين أولئك الذين واجهوا تحقيقات أو أدينوا بتهمة إهانة أردوغان على مرّ السنين.

مسلسل الاعتقال والمحاكمة بتهمة إهانة وتهديد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، ما زال متواصلا، بل ويتصاعد بأيّ ذريعة كانت دون تقدير للحريات الصحفية أو الفنية وحرية الرأي بشكل عام، وما على الجميع سوى تمجيد الرئيس وتقديم فروض الطاعة والولاء.

ومنذ انتخاب أردوغان رئيسا للجمهورية، تزايدت الملاحقات بسبب "الشتائم" الموجهة إلى صفة رئيس الدولة في تركيا، وقد استهدفت الصحفيين والمغنين والفنانين والسياسيين والأفراد العاديين على حدّ سواء، وحتى المُراهقين، حيث تمّ تنفيذ الآلاف من الإجراءات القضائية في هذا الصدد.

والعام الماضي، تمّ اعتقال رجل يبلغ من العمر 80 عاما منذ يومين بتهمة إهانة الرئيس التركي بعد "الإعجاب" بمنشور تم نشره على فيسبوك.

وقال موظف الدولة المتقاعد، من منطقة تشايلي في شمال شرق مقاطعة ريزه، إنه يضغط عادة على زر الإعجاب في وسائل التواصل الاجتماعي دون قراءة محتوى المنشورات، مُعتذراً عمّا بدر منه، وفقًا لشهادة شككت بها الشرطة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق