أردوغان "مش هيجيبها لبر".. تحركات تركية لنسف النجاحات السياسية في ليبيا
الأحد، 14 فبراير 2021 12:00 ص
في وقت تتزايد فيه التحركات الدولية لفرض الاستقرار في ليبيا، ودفع عملية توحيد المؤسسات، تواصل تركيا تصعيدها على الأرض، حيث تتواصل حركة الطائرات التركية لنقل المرتزقة والإرهابيين إلى غرب ليبيا لا تزال مستمرة.
ومؤخراً، كشف المرصد السوري، عن وقف رحلات عودة مجموعة من المرتزقة السوريين والتركمان من ليبيا للمرة الثانية خلال الشهر الماضي لأسباب مجهولة، في الوقت التي لا تزال فيه الخطوط الجوية التركية لشحن الإرهابيين مستمرة في إرسال دفعات جديدة من مرتزقة الفصائل السورية.
وترفض تركيا وقف إرسال المرتزقة والسلاح إلى ليبيا، وسحب مرتزقتها السوريين، رافضة بنود الاتفاق الليبي - الليبي الموقع في يناير، وهو الأمر ما شدد عليه وزراء خارجية دول اليونان ومصر والإمارات والسعودية والبحرين وفرنسا وقبرص، خلال فعاليات منتدى فيليا (الصداقة) بأثينا منتصف الأسبوع الماضي.
ويرى مراقبون أن التحركات التركية من شأنها وقف التفاهم الليبي، والخميس، زعم مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، أن المجلس الرئاسي الجديد في ليبيا يدعم دور أنقرة في ليبيا، ولا يعارض التدخل العسكري التركي في البلاد.
وأضاف أقطاي: "أن الاتفاقيات التي عقدت بين أنقرة وحكومة الوفاق لن تتأثر بوجود المجلس الرئاسي الجديد، بل على العكس أنها تدعم الدور التركي هناك"، محذراً من محاولة دول إقليمية من تقويض الدور التركي في غرب ليبيا.
وفسر مراقبون تلك التصريحات بأنها محاولة "لدق إسفين" بين المجلس الرئاسي الجديد والجيش الوطني الليبي، على عكس التحركات على الأرض، حيث أكد رئيس المجلس محمد المنفي دعو القيادة العامة للقوات المسلحة وأيضاً تأكيدات القيادة لدعم المجلس الجديد.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، زاد من الأسافين، قائلاً إن الوجود العسكري التركي في ليبيا سيظل قائما طالما استمرت مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة السراج، مضيفاً : "لا يمكن لأي مفاوضات أو مسار سياسي أن ينجح في ليبيا دون وجود تركيا".
وتسعى تركيا من وراء تواجدها إلى السيطرة على ملف إعادة الإعمار ونهب الثروات، وهو ما صرح به قالين، قال: "ليبيا بلد غني بثرواته النفطية وما يملكه من سواحل شاسعة على المتوسط، إلا أن الشعب لا يستفيد من هذه الثروات، وفي حال قامت تركيا بإدارة لتلك المصادر فستتحقق الرفاهية للشعب الليبي خلال فترة قصيرة".
ونقلت شبكة سكاي نيوز عن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية، اللواء خالد المحجوب، قوله إن الجيش الوطني الليبي أبدى تعاونا كبيرا مع كافة الأطراف لخروج البلاد من تلك المرحلة الصعبة، مضيفاً أن القيادة العامة متمسكة بكل القرارات الدولية التي تطالب بخروج كافة المرتزقة والمسلحون الأجانب من البلاد، لضمان تحقيق الاستقرار أولا، والحفاظ على التقدم في مسار العملية السياسية وتحقيق ديمقراطية حقيقية ثانيا.
وتسعى تركيا لنسف أي حوار سياسي بين فرقاء ليبيا، وعرقلة جهود الأمم المتحدة والأسرة الدولية لإنهاء الحرب في ليبيا، فهي تدرك جيدا أن قوتها في الملف الليبي تأتي من التفكك الداخلي، لذلك كانت تركيا عبر الثلاث أعوام الأخيرة تعمل على قطع أي اتصال بين الشرق والغرب، أو وقف أي تقدم من الشرق للجنوب.