حكاية 9 عواصم مصرية قبل العاصمة الإدارية الجديدة
الجمعة، 12 فبراير 2021 07:47 م
العاصمة الإدارية الجديدة في مصر ليست مكانا للعمل والإدارة فحسب، بل تحتوي أيضا على متحف يقع داخل مدينة العلوم والفنون يلقي النظر على عواصم مصر عبر آلاف السنين وهي 9 عواصم.
ومتحف "عواصم مصر" في العاصمة الإدارية الجديدة، تم الانتهاء من كل الأعمال الخاصة به، وهو جاهز الآن الافتتاح في أي وقت يتم تحديده.
وينقسم متحف عواصم مصر قسمين، بحسب رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار المصرية، مؤمن عثمان.
ويوضح عثمان في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن القسم الأول يشمل تاريخ العواصم المصرية عبر العصور المختلفة، حيث يتكون من قاعة رئيسية يُعرض فيها آثار لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة يبلغ عددها 9 عواصم هي: منف وطيبة وتل العمارنة والإسكندرية والفسطاط والقاهرة الفاطمية ومصر الحديثة والقاهرة الخديوية.
كما يحتوي على مجموعة من المقتنيات المختلفة التي تمثل أنماط الحياة في كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة.
أما القسم الثاني من المتحف فهو عبارة عن جناح يمثل العالم الآخر عند المصري القديم، ويضم مقبرة توتو التي تم اكتشافها عام 2018 بمحافظة سوهاج، بالإضافة إلى قاعة للمومياوات والتوابيت وإلى جانب منافذ لعرض الأواني الكانوبية ومجموعة من الأبواب الوهمية ورؤوس بديلة تحاكي الطقوس الدينية في مصر القديمة.
وأضاف عثمان أن فكرة المتحف جديدة للغاية، وتمثل عرضا تاريخيا العواصم المصرية عبر آلاف السنين، منذ عهد الفراعنة مرورا بالرومان والحضارة الإسلامية وحتى العصر الحديث، وتم اختيار بعض القطع التي تمثل الدولة والنظام الإداري في ذلك الوقت.
وتابع أن العمل في المتحف بدأ في عام 2019، ضمن منظومة متكاملة لمدينة العلوم والفنون التي تشمل أيضا مكتبة عامة ودار الأوبرا في العاصمة الإدارية.
وأشار إلى أن المتحف استقبل بعض من الآلات الموسيقية من المتحف المصري بالتحرير، مثل: الهارب والصلاصل والمسقفات، بالإضافة إلى منبر خشبي ودكة مبلغ من متحف الفن الإسلامي، وأطباق فاطمية من الخزف من متحف "جاير آندرسون"، وقنية مزينة بصليب وعناقيد من العنب والصدفة من المتحف القبطي.
من جانبه، قال وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني، إن متحف العواصم يسرد حكاية عواصم مصر، وعند الدخول يكون في استقبال الزائر مسلة رمسيس الثاني، ثم يوجد حوضين علي الشمال واليمين واحد يمثل زهرة البردي والأخر اللوتس في إشارة لشمال وجنوب مصر، ثم سيجد الزائر خريطة محفورة في الأرض علي شكل نهر النيل وحولها اسماء المدن المصرية.
مدينة منف
تعتبر مدينة منف أو ممفيس من أهم العواصم المصرية تاريخيا، وهي أول عاصمة مصرية قديمة تأسست عام 3200 قبل الميلاد على يد الملك نارمر، وتقع جنوب دلتا نهر النيل حوالي 24 كلم جنوب القاهرة الحديثة.
وكان يطلق عليها اسم منفر و"الجدار الأبيض"، نسبة إلى قصر الملك الذي بُنِي من الطوب المطلي باللون الأبيض، وأصبحت تسمى ممفيس بعد مجيء الإغريق، ثم أطلق عليها العرب اسم منف كما هي معروفة الآن.
ولهذه المدينة مكانة مرموقة في التاريخ المصري، فقد كانت أرض قدماء المصريين تتكون في الأصل من مصر العليا والسفلى، لكل منهما حكوماتها وحكامها، وتذكر كتب التاريخ أن ملك ممفيس كان وراء توحيد المملكتين.
وترتبط شهرتها بأهرامات مصر المعروفة عالميا، إذ تحيط بها من الشمال إلى الجنوب حقول الأهرامات الرئيسية مثل الجيزة وأبو رويش ودهشور، وتم تصنيف منطقة ممفيس الأثرية كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1979.
مدينة طيبة
عرفت مدينة طيبة لدى المصريين القدامى بمدينة الصولجان وهي مدينة الأقصر حاليا.
وكانت مدينة سياسية ودينية مهمة، وتعتبر من أغنى مدن العالم بالآثار المصرية القديمة، حيث شيدت بها العديد من المعابد، أشهرها معبد الأقصر والكرنك. ونافست منف على لقب أكبر مدن مصر آنذاك.
تل العمارنة
كانت تل العمارنة عاصمة مصر في عهد الملك إخناتون، وتم التخلي عنها بعد وقت قصير من وفاته.
وتقع جنوب محافظة المنيا بصعيد مصر بين النيل والجبال، ويقال إنها بنيت من الطوب اللبن خلال ثلاث سنوات فقط وكانت عاصمة مصر الثقافية والإدارية في عصر الأسرة 18.
الإسكندرية
وكانت الإسكندرية عاصمة مصر من 332 قبل الميلاد إلى 641 بعد الميلاد.
وتقع في الشمال على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتنسب تسميتها إلى الإسكندر الأكبر الذي دخلها وأسس فيها أحد جنرالاته أسرة بطليموس.
واشتهرت قديما بمنارة كانت إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وكانت تعرف أيضا باسم المركز الفكري للعالم إذ تضم أكبر مكتبة في العالم. وهي ثاني أكبر مدينة في مصر اليوم.
القاهرة
وهي العاصمة الحالية وأهم وأكبر مدنها من حيث المساحة وتعداد السكان.
ويصفها البعض بالمتحف المفتوح، لأنها تتميز بآثار حضارية متنوعة كالآثار المصرية القديمة والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية.
ويعود تاريخ القاهرة بطرازها الحالي إلى الفتح الإسلامي عام 641 للميلاد، وأصبحت العاصمة الجديدة على يد قائد الدولة الفاطمية جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز لدين الله في عام 969.