قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الاحتجاجات الطلابية المتصاعدة بشأن تعيين رئيس جامعة البوسفور، إحدى جامعات إسطنبول المرموقة حافزًا غير متوقع للشباب التركي المحبط والعاطلين عن العمل للتنفيس عن إحباطهم من حكومة الرئيس رجب أردوغان.
ومؤخراً، اندلعت مظاهرات من قبل كل من الموظفين والطلاب الشهر الماضي حول تنصيب ميليه بولو، الشخصية التجارية التي ترشحت كمرشح برلمانى عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في عام 2015، كرئيس لجامعة بوجازيتشى، التي يمكن القول إنها أكثر مؤسسات التعليم العالي شهرة في العالم.
وتكثف قيود أردوغان على المصالح التركية منذ الانقلاب الفاشل 2016، تشير الصحيفة إلى أنه منذ ذلك التاريخ، احتفظت الرئاسة التركية، بالحق في انتقاء عمداء الجامعات مباشرة.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية ، تم إغلاق أكثر من اثنتي عشرة جامعة في جميع أنحاء البلاد.
ويبدو أن الشباب العاطلين عن العمل يرفضون رؤية أردوغان لمستقبل تركيا، حيث يشكل الأشخاص المولودون بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين 39٪ من سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة، وسيكون هناك حوالي 5 ملايين ناخب جديد في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2023 - وهو تحول ديموغرافي يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة على الصعيد السياسي، في ظل استمرار هوامش تصويت حزب العدالة والتنمية في التراجع، وفق الجارديان.
ونقلت الصحيفة، عن جان سلجوكي، المدير العام لشركة اسطنبول إيكونوميكس ريسيرش الاستشارية: "نسبة البطالة بين الشباب مذهلة بنسبة 29% في تركيا ، وأظهر بحثنا الأخير أن 37.9% من الخريجين الجدد عاطلون عن العمل ، مما يشير إلى أن المعدل يرتفع أكثر".
كما تم توقيف أكثر من 300 الغالبية العظمى منهم من الطلاب، في اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في واحدة من أكبر مظاهر الاضطرابات المدنية في تركيا منذ عام 2013 في مواجهات مع الشرطة شهدت مزيدا من العنف والشحن السياسي وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن من بين الموقوفين "عناصر في مجموعات إرهابية" مثل حزب جبهة التحرير الشعبية الثورية، اليساري المتطرف. ولم توجد مؤشرات على وجود مجموعات مثلية في قيادة الاحتجاجات.
وهاجم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس جو بايدن، إثر إعلانه عن الخطوط العريضة للسياسات الخارجية النهج التركي فيما يتعلق بتدخلها في عدد من الساحات في المنطقة اضافة الى ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وهذا الموقف الأمريكي دفع الخارجية للتعبير عن قلقها من ردود قوات الامن التركية تجاه المظاهرات السلمية في جامعة البوسفور (بوجازيتشي) في إسطنبول، قائلة إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب المظاهرات السلمية التي تشهدها تركيا احتجاجا على تعيين رئيس جديد لإحدى أبرز جامعات اسطنبول من جانب رجب طيب إردوغان.
أضافت الخارجية الأمريكية في بيان: "نشعر بالقلق بسبب اعتقال الطلاب وغيرهم من المتظاهرين"، مؤكدة ان حرية التعبير و والاراء التي يجدها البعض "غير مريحة" تعتبر عنصر حاسم في الديموقراطية ودليل على نشاطتها وفعاليتها ويجب توفير الحماية للافكار المعارضة، كما اشارت ان الولايات المتحدة تعطي الأولوية لحماية حقوق الإنسان وهؤلاء الذين يقاتلون من أجل الحصول على حرياتهم وحقوقهم الأساسية.
وفي تقرير لصحيفة أحوال التركية من المتوقع أن يكون ملف حقوق الإنسان وتهم الإرهاب التي تطلقها الحكومة ضد من يعارض سياستها في تركيا من اهم الملفات التي ستهتم بها الإدارة الامريكية الجديدة الى جانب التدخلات في شؤون عدد من الدول بما في ذلك التدخل العسكري في ليبيا ودعمها للتنظيمات الجهادية وإرسال متطرفين ومرتزقة الى طرابلس بعد اتجاه السلطات التركية إلى اتهام الطلاب المحتجين على سياساتها على فرض الأمر الواقع بتهمة الإرهاب.