- أحد الضحايا: سحبت قرضا من البنك وحصلت على 30 ألف فقط منه
"الحلم أصبح سرابا".. هذا هو حال ضحايا "حسين" مستريح المنيا، والذى استطاع أن يجمع مبالغ طائلة من ضحاياه، تجاوزت المليار ونصف المليار جنيه، ويبقى السؤال الذى يتردد على ألسنة الجميع سواء فى قرية المستريح قفادة التابعة لمركز مغاغة، أو قرية أبا البلد، أو بنى مزار، وغيرها من البلدان التى نجح فى الحصول على أموالهم، هل سيتم إعادة الأموال، وذلك بعد ضبطه من قبل الأمن المصري مساء الإثنين.
بين جدران كل منزل حكاية، "صوت الأمة" التقى عددًا من الضحايا.
فى البداية قالت السيدة نجفة شاكر، إنها وضعت مع مستريح المنيا 30 ألف جنيه وحصلت 3 مرات على 4200 جنيه فى كل مرة فقط، والمتهم اختفى من المحافظة بأكملها، مؤكدةً أنها باعت ذهب زوجة ابنها وجمعت بعض الأموال للدخول معه للحصول على المكسب والرزق منه لزيادة الأموال، حيث وعدها المشتركون بذلك لكنهم ضللوها بتلك الأمور وخسرت أموالها، قائلة: "زوجة ابنى بتبكى كل يوم على الفلوس اللى اديتها لمندوب اسمه صابر تابع لحسين المستريح وأعطانى بهم وصل وموجود معايا".
وقال وليد معتمد المغربى ابن المنيا، إنه فى البداية لم يكن مقتنعا بالموضوع ووجد جميع الأهالى شاركوا معه وقالوا إنه رزق حلال، وتشجع وسحب قرضا من البنك وقدمه لمندوب يدعى "أحمد"، ووعده بنسبة 13 ثم 14 ثم 15%، حيث إنه وضع الأموال منذ 6 شهور وأنهم يعملون فى التجارة والاستيراد والتصدير، وأهالى ومشايخ من البلدة أكدوا على رؤيتهم لتلك التجارة ويوجد معهم عقود مع شركات فى الصين حتى 2030.
وأضاف، كنت أعمل بالخارج وعدت للقرية وفى شهر يونيه 2020 سمعت قصة "حسين" أنه يقوم بتشغيل الأموال، وهناك من باع عمارته بمبلغ 22 مليون جنيه وأعطاها له وآخر باع منزله وقدم المبلغ له، وسمعت قصصا كثيرة والجميع أكد أنه يأخذ أرباحا كبيرة شهريا، وعليها أسرعت إلى البنك وقمت بعمل قرض بمبلغ 80 ألف جنيه وأعطيتها للمندوب، وأنا الآن مهدد بالسجن إذا لم أسدد مبالغ القسط الشهرية، موضحا أنه بسببه تم حدوث عدد حالات طلاق كثيرة وآخرين أصيبوا بجلطات، قائلا: "نستغيث بالمسئولين لإعادة أموالنا إلينا، فقد أخذ أموالنا ولا نعرف له طريق".
وقال رجب محمد محمود، إنه كان يرفض ذلك الأمر منذ 3 سنوات لأنه حرام ولكن الشيوخ أقنعوهم بأنه حلال، حيث خطبوا بالمساجد ويكتبون على الإنترنت كل مشروعاته وغيرها لإقناعهم بالدخول معه فى مشروعاته، مؤكداً أنه باع منزله بـ110 آلاف جنيه وسدد 10 آلاف جنيه ديونه، ووضع مع المستريح 100 ألف جنيه ولم يحصل على جنيه منه، مؤكداً أنه يعيش مع أبنائه فى منزل إيجار حالياً رغم الوعود بالحصول على 15 ألف جنيه فى الشهر الواحد، مشدداً على أنه يوجد العديد من المواطنين بالبلدة أصيبوا بأمراض صعبة ويوجد سيدات تطلقوا نتيجة تلك الأمور.
فيما قال أحمد جمال، ويعمل سائقا : "سمعت عن قصة مستر حسين من أشخاص كثيرين وما زادنى ثقة الفيديوهات التى كان ينشرها عن المشروعات الاستثمارية وعمله بتصدير الرخام ليس ذلك فحسب بل الكثيرين من العائلات الكبيرة أودعت أموالها عنده وهذا ما دفعنى أن أسرع فى بيع سيارتى وهى كانت كل ما أملك وسلمتها للمندوب عنه.
وأضاف أحمد جمال، لـ"صوت الأمة"، أنه فى شهر يونيو الماضى وبعد أن بدأ الحديث عن الأرباح المغرية والتى تجاوزت 15 ألف جنيه عن الـ 100 ألف فى الشهر، سمعت العديد من خطباء المساجد يؤكدون أن هذا العمل حلال، وعليها قررت أن أبيع السيارة بمبلغ 200 ألف جنيه وقمت بتسليمها للمندوب ومر شهر والثانى والثالث وبالفعل كنت أحصل على 30 ألف جنيه شهريا، وبعد الشهر الثالث لم أخذ منه شيئا حتى الآن، مشيراً إلى أنه كان دائما ما يقول أن هناك بعض المشاكل فى العمل وسوف تحل ولم نكن نعلم ما يخفيه، وفى ذلك الوقت أصبت فى حادث سيارة جعلنى طريح الفراش لا أقوى على الحركة وأجريت جراحة بمبلغ 120 ألف جنيه وأحتاج إلى 60 ألف جنيه آخرى لكن لا أجدها، فضلا عن أن نجلى الصغير دفع تحويشة عمره وقدرها 10 آلاف جنيه جمعها من عمله فى الورشة وضاعت عليه أيضا.
أما الحاج عبادة، قال جمعت كل ما أملك أنا وأبنائى وبلغ حجم ما تم جمعه ما يقرب من 500 ألف جنيه حتى محل البقالة الذى كنت أعيش منه بعته على أمل أن أخذ أقساط شهرية تساعدنا على الحياة إلا أننى فوجئت باختفائه وانقطعت الشهرية عنا، وأصبت بهوس فأنا أضحك بدون سبب ولا أستطيع استيعاب الصدمة.
أما على أحمد، طالب، قال إن البداية كانت منذ عامين أو يزيد قليلا فقد سمعنا عن هذا الرجل، وكنا نرى الحال الذى وصل إليه المناديب وتغير حياتهم المعيشية، فقمت ببيع أجهزة البلاى ستيشن بمبلغ 30 ألف جنيه وقدمتهم للمندوب، موضحا أن مستريح مغاغة كان له فى كل قرية مندوب وكان له فيه صفات معينة أهمها أن يكون له سمعة طيبة لدى أهل القرية حتى يثقوا فيه ويعطوه أموالهم، ولا أحد رأى مستر حسين أبدا وكل التعامل كان مع المناديب فقط، وكان دائما ما ينشر أعماله على صفحته الشخصية وذلك لبث الثقة بين الناس، وبمرور الوقت وانتشار أسماء شخصيات كبيرة في القرى قاموا بإقراضه مبالغ مالية مما أعطى الثقة للكثيرين من أجل الاشتراك معه بل كنا نبحث له عن مشتركين، وخلال الفترة الماضية كانت هناك محاولات لإعادة أموال الناس لكنه قال إن الفلوس أكلت بعضها وأصبحت لا أملك شيئا منها .
أما الحاج مصطفى، قال بعت منزلى بمبلغ مليون جنيه وسلمتها للمندوب، وبالفعل أخذت فوائد لمدة شهرين وبعدها انقطعت أخباره تماما وأصبح لا يرسل الشهرية ساعتها أيقنت أن هذا الرجل سوف يغدر بضحاياه، وأن مستر حسين، أطلقوا عليه الاسم وذلك لا يجادته اللغة الصينية فهو مترجم للغة الصينية، وبعد هروب هذا الرجل الجميع يجلس ينتظر عودة أمواله ولكنها لم ولن ترجع فهو جمع ما يفوق عن مليار ونصف جنيه.