حكاية سيدة تربط ابنها المعاق في شجرة لعدة سنوات.. والأهالي: تكافح من أجله
الأحد، 10 يناير 2021 10:00 م
كشفت أجهزة الأمن ملابسات تداول مقطع فيديو على «يوتيوب» يظهر خلاله شاب «معاق ذهنيا» موثق بشجرة، تحت عنوان شاب مربوط بحبل فى شجرة كافور، وبالفحص تبين أن الفيديو لأحد الأشخاص «معاق ذهنيا» مقيم بدائرة مركز شرطة فاقوس بالشرقية، مقيد من قدميه بشجرة داخل أرض زراعية بدائرة المركز، وناشد المصور الجهات المعنية باتخاذ اللازم وإيداع المجنى عليه داخل دار رعاية اجتماعية.
الحكاية بدأث عندما كانت الأم تربط ابنها في شجرة «كافور» باحدى قرى فاقوس بمحافظة الشرقية، خوفًا عليه من تعرضه لمكروه أثناء عملها، حتى يعودان معًا نهاية كل يوم. قررت الزوجة أن تواجه الحياة بمفردها، لا سيما أنها تعيش برفقة أبوين مسنين، ولا مصدر رزق لها، ونظرًا لاضطرارها للنزول لسوق العمل "عاملة يومية في الزراعات"، كان العبء الأكبر يتمثل في ابنها المعاق ذهنيًا، فلا تستطيع تتركه بمفرده، الأمر الذي دفعها لاصطحابها معها يوميًا للزراعات.
وخوفًا من تعرضه لمكروه، أو تحركه أثناء انشغالها بعملها، كانت الأمر تضطر لربطه في شجرة حتى لا يتحرك بعيدًا عنها، وكانت بين الحين والآخر تذهب لرؤيته، لما سمحت الظروف، فما بين شقاء البحث عن لقمة العيش والخوف على "الضنا" كانت خطوات الأم تتحرك.
ووثق أحد المواطنين فيديو للابن وهو مربوط بالحبل ونشره على الفيس بوك، كنوع من الاستغاثة، حيث أعتقد البعض من الوهلة الأولى أن الأم تعذب ابنها، وباستدعاء الشرطة لها، تبين أن الأمر مختلف تمامًا، وأنها تفعل ذلك خوفًا عليه. ووفقًا لروايات الأهالي، فإن السيدة تزوجت من شاب يقاربها في العمر قبل نحو 15 سنة من الآن، وكانت حياتهما تسير بطريقة طبيعية، حتى أنجبت طفلًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي جعل الزوج يتمرد عليها وينفصل عنها.
وباستدعاء والدة المجنى عليه "ربة منزل – مقيمة بدائرة المركز"، أكدت أن زوجها هجرها منذ حوالى 10 سنوات لإنجابها طفلهما "معاق ذهنياً"، وتصطحب ابنها للأرض الزراعية التى تعمل على زراعتها وتقيده لخوف الأطفال منه وخشية هروبه، وعقب الانتهاء من عملها تحرره ويعودان سويًا إلى المنزل، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي قرية كفر عمار التابعة لوحدة يناير المحلية مركز فاقوس، والتى يعيش السيد أحمد على محمد المسيرة 26 سنة المعاق الذي قامت والدته بربطه بحبل فى شجرة منذ 15 عاما بجوار مدافن القرية لحين انتهاء عملها، قالت أمل كامل، شقيقة الأم ثريا كامل: "اختي ترعى نجلها مثل الطفل الرضيع، مسئولية كاملة، من نظافة شخصية وطعام، لا أحد يساعدها أو يتكفل به، فهى أفنت عمرها منذ انفصالها عن والده من أجل رعايته".
وأضافت أن القرية كلها تحب السيد وتعطف عليه ويرعونه، فهي تضطر إلى ربطه بالشجرة خشية تغيبه أو خروجه من القرية أو تعرضه لأى أذى.
مؤكدةً أن شقيقتها انفصلت عن زوجها منذ ولادة نجلها الوحيد السيد منذ تبين إعاقته الذهنية، فهي تعمل عاملة زراعية من أجل توفير النفقات الأسرية، فهي كانت تراعي والديها أيضا حتى الوفاة منذ ثلاثة أشهر، والتي كانت تعاونها في رعاية السيد، فهو لا يأكل ولا يشرب إلا من يد أمه.
ويقول ناجى حسن محمد الحضرى من أهالى القرية وجار المعاق، إن والدته لم تنجب سواه وطلقها أبوه منذ أكثر من 25 عاما وترك القرية ولا نعرف عنه شئ وهى تقوم برعايته رعاية كامله من ملبس ونأكل ومشرب وخلافه وهى بارة بابنها بشكل لا يمكن وصفه وهى تقوم بربطه خوفا عليه من أن يترك القرية لانه معاق ذهنيا وقال ايمن عبد المنعم ابن عم والدة المعاق أن السيد المعاق يقوم بأفعال عادية لكنها تخوف من حوله وأكثر من مرة يهيج على سيدات ماركات بالشارع من أمامه ويخضهن ونقوم بمنعه نحن رغم أنه لا يؤذى أحد.
وأشار إلى أن المعاق هرول وراءه مره منذ أيام قليلة، و أضاف أنه منذ فترة خلع قرط من أذن طفلة كانت مارة بالشارع، و يكمل على محمد ابراهيم مؤذن سجد كفر عمار أن السيد إذا لم يجد والدته بجواره يترك القرية ويتحرك للقرى المجاورة وهى تصر لربطه بجوار عملها لتأمينه وتحافظ عليه من الضياع وعمل مشاكل مع المارين.
وأضافت آمنه خالة المعاق، أنها تركت القرية بعد أن تزوجت بمحافظة السويس وينفطر قلبها على شقيقتها الكبرى والدة المعاق بسبب ظروفها الاجتماعية الصعبة لأنها تعانى من عدد من الأمراض وتعول السيد المعاق. وقالت الحاجة نبيلة جدة السيد المعاق، إن السيد المعاق لا يدري عن شئ يمسك أسلاك الكهرباء وعدد من المرات نجده منكب بالمياه وننقذه، وله ظروف صعبة وهى تسعى لتدبير لقمة العيش ليأكل السيد لأنه لا يأكل إلا من يدها.