«سنوات الجامعة العربية».. عمرو موسى يستنفد مرات الرسوب

الجمعة، 01 يناير 2021 08:58 م
«سنوات الجامعة العربية».. عمرو موسى يستنفد مرات الرسوب
طلال رسلان


عودة من باب الجدل لم تختلف كثيرا عن أجواء كتابه السابق والذي عنونه بـ«كتابيه»، تطرق فيها الكتاب الجديد للأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى إلى "سنوات الجامعة العربية"، بما تضمنته من جهوده في حرب الخليج الأولى، وأسرار مليئة بالأحداث الجسام في بلاد العرب.
 
بما شملته كل الوقائع المدونة في كتابه الأول، لم يكف السيد عمرو موسى عن الاستعراض بطريقة شفاهية، بدا فيها التلاعب بسنوات الرسوب، ودفع في كل موضع إلى الحديث عن نفسه باعتباره دبلوماسيا محترفا وقيم شخصيات عاصرها مثل زكريا عزمي وكمال الشاذلي وعاطف عبيد وكمال الجنزوري بطريقة تنسحب إلى ما ظهر فيه خفة، رآها كثيرون لم تناسب التوقعات من شخصية عاصرت ما عاصرت مثل عمرو موسى.
 
رأى كثيرون أن مذكرات الدبلوماسي المخضرم انصرفت عنها القيمة التي تضيف إلى المجتمع، وخالفت توقعات ما تناسب مع حجمه كرمز من رموز الدبلوماسية المصرية في عشرين عامًا، بل إنها لعبت على وتر تسجيل الوقائع والأحداث والذكريات، ولم تقدم للقارئ تفسيرًا لكثير من الأمور.
 
لم ينكر أحد وقتها قيمة مذكرات عمرو موسى، لكن كثيرين أنكروا فيها غياب تجربة السياسي بعيدا عن التجارب الشخصية وحكايات الغرف المغلقة بما يعزل الناس عن التاريخ السياسي والانصراف إلى سرد الوقائع بلا قيمة مضافة، وليس في المذكرات كثيرا مما لا يعرفه المتابعون للسياسة المصرية أو ما نشر في كتب مصرية وأجنبية عن الأحداث المهمة. 

العودة إلى السيرة الأولى.. هل خان التعبير عمرو موسى في وصف موقفه من صدام حسين؟

ويبدو أن عمرو موسى عاد إلى سيرته الأولى في كتابه الجديد، بعد رد ناجي صبري وزير الخارجية العراقي الأسبق في عهد صدام حسين، على ما تطرق إليه موسى في لقاء جمعه بالرئيس العراقي السابق.
 
في 63 صفحة على فصلين من كتابه تطرق موسى إلى جهوده في إقناع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومحاولة تجنيب العراق الحرب، ثم أحداث الغزو الأمريكي للعراق، وجهوده في العملية السياسية بعد 2003.
 
في التفاصيل، كتب موسى أنه التقى بصدام حسين عدة مرات في محاولات لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات وكيفية لقائه مع الرئيس العراقي، وسعيه إلى إقناع الأخير بالقبول بعودة المفتشين الدوليين إلى العراق، وما فجر أزمة وأثار الجدل قول موسى في كتابه: "فقدت أثناء الحوار السيطرة على أعصابي وصرخت بوجهه.. أسمع بقى يا سيادة الرئيس.. التنظير لن ينفع العراق ولن ينفعك بكل صراحة. أنا بقولك العراق معرض لضربة قاصمة من الولايات المتحدة القوة الكبرى الأولى في العالم.. هل أنت واع بأن بلدك معرض لهذا الخطر الداهم؟.. هل أنت واع لمسؤوليتك في تجنيب العراق هذه الويلات؟".
 
لكن وزير الخارجية العراقي وقتها ناجي صبري قال في مقطع فيديو: "هذا الموضوع، عودة المفتشين لم يطرح، هو (عمرو موسى) قال أنا طرحت عودة المفتشين للرئيس صدام حسين وطبعا يذكر أنه انفعل وغضب وتحدث بلهجة عنيفة ثم صرخ بوجه السيد الرئيس واستجاب الرئيس بعد ذلك ووافق على عودة المفتشين وفوضه أن يتحدث باسمه. هل يعقل أن ضيفا يزور مضيفه ثم يهينه في منزله؟ هذه أولا.."
 
وتابع صبري قائلا: "هل يعقل أن السيد عمرو موسى المتمرس في الدبلوماسية والمحترف في الدبلوماسية يفقد أعصابه ويتصرف بهذا الشكل؟".
 

ظهر المشهد محاكي لمشهد المذكرات الأولى لعمرو موسى، وخابت توقعات المتابعين بعد ما نشر حتى من مقطتفات عن الكتاب الثاني، ولم تكن هناك أسرار غير معروفة، وغاب مصدر المؤرخين في الحاضِر والمُستقبل، ولم يتبق سوى الشّعور نفسه الذي ظهر عند مطالعة فصول الكتاب الأولى، الذي أثار جدلا حول ما ورد فيه من وقائع، مثل شهادته بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يتلقى طعاما خاصا بصفة شِبه يوميّة من سويسرا بترتيبٍ من دبلوماسي في السفارة المِصريّة، وهي رواية لم يؤكدها واحد فقط من المقربين من عبد الناصر، وهو ما يتشابه تماما مع شهادته في واقعة صدام حسين الذي لم يشهدها غيره فقط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق