النظام الرئاسي صنع ديكتاتوراً.. هل تعود المعارضة التركية بنظام الحكم البرلماني مجدداً؟
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 08:00 م
يبدو أن المعارضة التركية قد اقتربت من التخلص من الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان الذي حول نظام الحكم من البرلماني إلي الرئاسي، وركز كل السلطات في يده ليتحول إلي ديكتاتور حقيقي قاد بلاده إلي الهاوية بسياسات اقتصادية وخارجية ورطت تركيا في الكثير من المشاكل وأدت إلي انهيار اقتصادها بحسب التقارير الدولية.
ولعل التحرك الذي وعد به زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار والذي قال أن تحالف الأمة المعارض سيعلن قريباً عن خارطة الطريق للعودة إلى النظام البرلماني، بدلاً من النظام الرئاسيّ الذي انتقلت إليه البلاد قبل عامين ، وهو ما جعل البعض يتنبأ بقرب أن نهاية أردوغان.
وقد جدّد كليجدار أوغلو الاتهامات والانتقادات التي يوجّهها للنظام الرئاسي، مؤكدا إنّه لا يوجد أي ميزة في نظام الرجل الواحد على أي حال.
وخلال لقائه بممثلي وسائل الإعلام في اجتماع التقييم السنوي، أجاب كليجدار أوغلو على أسئلة الصحفيين. وصرح بأنهم في تحالف الأمة سيعلنون قريباً عن خارطة الطريق للعودة إلى النظام البرلماني وأن المرشح الرئاسي سيُناقش من بعد ذلك.
وحين سُئل كليجدار أوغلو عما إذا كان سيعلن ترشّحه للرئاسة، أجاب "هذا ليس حدثًا بإرادتي. الأمر ليس محصوراً بي فقط. سيقرر تحالف الأمة وقادته ذلك. لكن أولاً سيتم تحديد المبادئ. وإلى متى سننتقل إلى النظام البرلماني المعزز، ومتى سيتم التغيير الدستوري؟ سنتحدث ونضع بروتوكولاً. ومن سيكون المرشح للرئاسة ستتم مناقشته بعد ذلك."
واعتبر أوغلو أن التغييرات الدستورية في أعقاب استفتاء عام 2017 ، الذي أدى إلى نظام حكم رئاسي، ألغت الضوابط والتوازنات الديمقراطية، وأضعفت البرلمان والقضاء.
وتطرق أوغلو ردّ فعل الحكومة على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "الإفراج الفوري" عن الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش موجها النقد اللذاع لهم قائلا: "ليس لديهم خيار آخر".
وقال كيليجدار أوغلو موجّهاً كلامه للحكومة : "ستوقعون بموجب الاتفاقية الدولية كدولة ثم تعودون وتقولون" لن أنفذ قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ". يأتي القانون قبل تركيا. لكن سأخبرك. ليس لديهم خيار آخر".
وعلّق كليجدار أوغلو أيضًا علي دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي لزعيمة الحزب الصالح ميرال أكشينار لـ"العودة إلى الوطن"، في إشارة إلى حزب الحركة القومية الذي انشقّت عنه، قائلاً: "السيدة أكشينار هي التي ستقرر هذا".
وسُئل زعيم حزب الشعب الجمهوري أيضًا عن الادعاء القائل بأنه في مقتل بينار غولتكين، اتصل نائب من حزب الشعب الجمهوري موغلا بالعائلة وطلب منهم التخلي عن القضية.
وقال كيليجدار أوغلو: "إنهم يريدون جعل حزب الشعب الجمهوري وليس القتل موضوعًا للنقاش. قال نائبنا، إذا أثبتوا ذلك، سأستقيل من كل البرلمان و من حزب الشعب الجمهوري. هذا واضح جدّاً".
وشدد كليجدار أوغلو على أن "الشباب لا يريدون نظامًا مستبدًا في الدولة، لقد اعتقد أردوغان أنه بذلك (أي بعقد اللقاء) سيجعل الطلاب يصوتون له في الانتخابات المقبلة".
وذكر زعيم حزب الشعب الجمهوري، أن "حزب أردوغان يتعمد تأهيل الشباب غير الكفء وغير المدرب للمناصب والالتحاق بالوظائف على حساب شباب الأمة التركية من المميزين، لذلك الشباب هو من سيقضي على حزب العدالة والتنمية، والنظام".
واتسعت في السنوات الأخيرة دائرة المعارضين لسياسات أردوغان العقيمة وفشله في إنعاش الاقتصاد التركي المتهاوي وتوجهاته الخارجية التي كرست مزيدا من العزلة إلى تركيا.
الجدير بالذكر أن كمال كليجدار أوغلو سبق وقال في وقت سابق إن الشباب الأتراك هم من سيقضون على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحكومة حزب العدالة والتنمية.