رحلة الـ200 عام مع لقاحات أوبئة فتكت بحياة البشرية
الخميس، 03 ديسمبر 2020 04:00 م
عانت البشرية منذ أكثر من 200 عاما، انتشار مرض الجدري بشكل وبائي، تسبب في سقوط عن آلاف الضحايا، تحديدا عام 1796 بسبب عدم وجود ما يعرف الأن باسم "مصل" أو "لقاح"، الأمر الذي دعى علماء العالم على مدار قرنين من الزمان إلى العمل بجدلاكتشاف أمصال مضادة للفيروسات والأمراض الوبائية التي تفتك بالعالم التي تفتك بالعالم من وقت لأخر.
قشور الجدري
أدى العثور على لقاح لفيروس الجدري إلى حدوث ثورة علمية وعلامة فارقة في حياة البشرية وإنقاذ أرواح ملايين الأشخاص حول العالم، إذ تعمل اللقاحات عن طريق تعريض الجهاز المناعي للجسم إلى كمية صغيرة جدًا من الفيروس، وهو ما فعلته الصين خلال القرن الـ17، وابتكر علامائها لقاح ضد الجدرى، حيث قاموا لقحوا المصابين بمسحوق من قشور الجدري ونفخها في أنف المرضى من خلال أنبوب فضي.
ووفقا لتقارير صادرة من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فان أوروبا بدأت في استخدام اللقاحات ضد الجدري، وكان تلك العملية تعرف باسم "التجدير" وكان طبيبة بريطانية تدعى روتلى مونتاجو، هي المسئولة عن إجراء بحوث حول عملية التجدير، وتشير بعض التقارير إلى استعانة الطبيبة البريطانية بنجلها في إجراء التجارب السريرية للتلقيح ضد فيروس الجدري، لتتأكد من مدى فاعلية اللقاح .
وكانت منظمة الصحة العالمية وصفت الجدري بأنه أحد أكثر الأمراض المدمرة التي عرفتها البشرية، حيث تسبب في وفاة الملايين حول العالم على مدى 3000 عام.
كارثة الحصبة الألماني
وبعد انتصار البشرية على الجدرى، واجه العالم خطر الحصبة والحصبة الألمانية، التي صنفت أنها من أكثر الأمراض المعدية بين البشر، لكن العالم انتصر مرة أخرى على هذا الوباء بعد تقديم أول لقاح ضد الحصبة فقط في عام 1963، والذى ساهم في خفض عدد الوفيات بهذا الوباء بنسبة 73٪ بين عامي 2000 و 2018، كما انه أنقذ نحو 23 مليون شخص من الإصابة.
السعال الديكي يفتك بالأطفال
وكان من بين اللقاحات التي أنقذت آلاف الأطفال من الوفاة، هناك لقاح السعال الديكى، الذى يسبب صعوبات في التنفس وفشل القلب والشلل مما يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، حيث اصبح متاح أول مرة في عشرينيات القرن الماضي، بعد أن تسبب المرض في وفاة ملايين الأطفال.
وبعد ظهور اللقاح انخفض معدل الوفيات إلى الحالات من 30٪ إلى حوالي 10٪ في السنوات الأخيرة"، وفقًا لتقرير مركز السيطرة على الأمراض .
الانفلونزا تجتاح العالم
وكان آخر لقاح هام للبشرية، لقاح الإنفلونزا الذى ساهم في انقاذ الاف من الأشخاص من الدخول الى المستشفى بسبب مضاعفات الانفلونزا، خاصة للأشخاص المصابين بأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن ، المعروف باسم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ويستعد العالم لتوفير أول لقاح ضد فيروس كورونا، بعد أن أعلنت شركة فايزر وشريكاتها الألمانية عن بدء توزيع اللقاح الذى أثبت فعاليته بنسبة 95% في التحاليل النهائية ضمن التجارب السريرية، ومن المقرر أن تتسلم بريطانيا أول دفعات من اللقاح تمهيدا لتوزيعها على المواطنين، بعد أن هدد كورونا جميع دول العالم لمدة سنة كاملة.