يعد عودة إنفلونزا الطيور (H5N8)، اضافة عبئا جديدا على الأنظمة الصحية التى أنهكتها الحرب المحتدمة ضد فيروس كورونا منذ بداية العام، خاصة فى ظل انتشار الموجة الثانية التى اعتبرها الخبراء اشد شراسة من الأولى، ويخشى العديد من الخبراء على تكرار سيناريو 2003 من تفشى الفيروس وتأثيره على الثروة الحيوانية فى الدول الاوروبية.
وعاد فيروس انفلونزا الطيور لينتشر بشكل مخيف فى أوروبا بعد سنوات من الاختفاء، فمع تهديد كورونا فى الموجة الثانية، يهدد انفلونزا الطيور الدول الأوروبية، مما اجبرها على اتخذا تدابير قوية لاحتواء انتشار الفيروس شديد العدوى الذى يصيب الطيور بشكل أساسى ثم ينتقل إلى الحيوانات والبشر.
وأبلغت دول أخرى فى القارة أيضًا عن ظهور العامل الممرض، مثل كرواتيا، التى أكدت تفشى انفلونزا الطيور فى مزارع ديوك الرومى للتسمين، واتخذت وزارة الزراعة الكروانية أصحاب مزارع الدواجن على اتخاذ تدابير لمنع انتشار الفيروس، مثل منع اتصال الطيور الداجنة بالطيور البرية.
وفى بلجيكا، تم نقل حوالى 120 بجعة تعيش فى قنوات مدينة بروج لحمايتها من أى خطر للتلوث بأنفلونزا الطيور، بعد اكتشاف تفشى جديد فى 13 نوفمبر فى محمية الطيور فى أوستند، على بعد 30 كيلومترا من بروج.
وخلال الأسبوع الماضى، فى فرنسا، بجزيرة كورسيكا، تم اكتشاف تفشى أنفلونزا الطيور بعد "مستوى غير طبيعى من النفوق" بين الطيور، لذلك اتخذوا قرارا بذبحها، كما أنشأت وزارة الزراعة الفرنسية نظام مراقبة بين الطيور فى منطقة كورسيكا حيث تم اكتشاف تفشى المرض، وكذلك بين المربين والموردين لمتجر الحيوانات الأليفة حيث كانت الطيور المصابة.
ورغم عدم الإبلاغ عن أى إصابات بإنفلونزا الطيور فى فرنسا، فإن السلطات رفعت مستوى الخطر إلى "مرتفع" فى 45 مقاطعة، وفرضت قيودًا إضافية لتقليل انتشار الحيوانات المهاجرة للمرض.
كما وصلت أنفلونزا الطيور إلى مزارع فى ألمانيا، وخاصة فى العاصمة برلين، تم اكتشاف عامل ممرض فى أوزة برية، وفقًا لإدارة حماية المستهلك فى مجلس الشيوخ فى برلين، فقد تم العثور على جثة الحيوان فى حى Lichterfelde بالعاصمة الألمانية، ارتفعت معدلات إنفلونزا الطيور فى ألمانيا منذ نهاية أكتوبر. علاوة على ذلك، اكتشفت ألمانيا وجود حمى الخنازير الأفريقية فى الخنازير والخنازير البرية.
كما اكتشفت دول أوروبية أخرى مثل الدنمارك والسويد والمجر وسلوفاكيا والمملكة المتحدة وأيرلندا تفشى إنفلونزا الطيور. تشير التقديرات إلى أن انتشار العامل الممرض فى أوروبا الغربية يحدث بعد ظهور فاشيات جديدة فى روسيا وكازاخستان.
كان أسوأ تفش لإنفلونزا الطيور فى ألمانيا خلال عامى 2016 و2017، عندما أعدمت السلطات أكثر من 900 ألف طائر.
وسارعت السلطات البريطانية، التى أعلنت عن خلو المملكة المتحدة من المرض عام 2017، لإعدام 13 ألف طائر بمزرعة دواجن فى فرودشام خوفا من العدوى، فضلا عن أمرها بتنفيذ عملية ذبح أصغر فى مزرعة بمنطقة كينت سجلت إصابات جديدة.