كارثة إنسانية في إثيوبيا.. 33 ألف لاجئ دون مأوى يفرون من جحيم الحرب في تيجراى
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020 05:00 م
مازال القتال دائرًا بين الحكومة الفدرالية فى أديس أبابا وحكومة الإقليم، ما جعل المنظمات الإغاثية غير قادرة على الوصول إلى المدنيين المعرضين إلى الموت فى إقليم تيجراى الإثيوبى، فمنذ أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد تأجيل الانتخابات العامة التى كانت مقررة بالبلاد فى شهر يونيو الماضى، بسبب تفشى فيروس كورونا، ورفضت الجبهة التأجيل واعتبرت الحكومة غير شرعية، وأن تفويضها لحكم البلاد قد انتهى اشتعلت الحرب.
ولدى المنظمات الإغاثية قلق كبير من أن يكون آلاف المدنيين قد قتلوا منذ اندلاع القتال فى بداية نوفمبر، وقد عبر بالفعل ما لا يقل عن 33 ألف لاجئ إلى السودان.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تستعد لاستقبال ما يصل إلى 200 ألف شخص خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر القتال.
وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن تدفق اللاجئين إلى السودان، الأمر الذي قد يزعزع استقرار دولة تدعم بالفعل نحو مليون نازح من دول أفريقية أخرى.
وحثت الأمم المتحدة إثيوبيا على ضمان حماية المدنيين، بعد يوم من إمهال رئيس الوزراء آبي أحمد قوات إقليم تيجراي 72 ساعة للاستسلام قبل شن هجوم عسكري على ميكيلي عاصمة الإقليم، محذرة من وقوع أزمة وكارثة إنسانية.
ويُعتقد أن العديد من اللاجئين الذين يصلون إلى السودان هم من الأطفال، وتقول وكالات الإغاثة إن الوقف الفوري لإطلاق النار سيسمح لها بمساعدة آلاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل إثيوبيا، مناشدة العالم بضرورة جمع 50 مليون دولار لتوفير الغذاء والمأوى للوافدين الجدد.
قال مسؤول من مقر الأمم المتحدة في نيويورك ووثيقة اطلعت عليها رويترز إن مجلس الأمن التابع للمنظمة سيجري محادثات غير رسمية اليوم الثلاثاء بشأن الصراع الدائر في إقليم تيجراي في إثيوبيا في إشارة على تنامي القلق الدولي من الوضع هناك.
ما يحدث اليوم في إقليم تيجراى الإثيوبي؟
اليوم الثلاثاء، قالت قوات جبهة تحرير تيجراي التي تقاتل الحكومة الإثيوبية إنها ألحقت "دمارا تاما" بالفرقة 21 الآلية بالجيش، وذلك بعد يوم من إعلانها تدمير طائرة هليكوبتر ودبابة، وفق بيان نشره التلفزيون في الإقليم.
على الناحية الأخرى، قالت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الثلاثاء إن الكثير من أفراد قوات تيجراي المتمردة والقوات الخاصة بالإقليم بدأوا في الاستسلام قبل انقضاء مهلة ذكرت الحكومة أنها ستشن بعدها هجوما على مقلي عاصمة الإقليم.
وقال فريق العمل الحكومي المعني بالوضع في تيجراي "يستسلم عدد كبير من ميليشيا تيجراي والقوات الخاصة استفادة من مهلة الاثنين وسبعين ساعة التي حددتها الحكومة. استسلم الكثيرون عبر منطقة عفار والقوات المتبقة تستسلم بهدوء".
كما ذكرت محطة (فانا) التلفزيونية التابعة للحكومية الإثيوبية أمس الاثنين، أن الشرطة اعتقلت نحو 796 للاشتباه بهم في التخطيط "لهجمات إرهابية" في العاصمة أديس أبابا لصالح الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
موقف السودان من تدفق اللاجئين
فى السودان التى يتدفق إليها الفارين من الحرب كل يوم، شدد الاجتماع التنسيقي الخاص بوضع خطة للتدخلات الصحية الطارئة لمقابلة تدفقات اللاجئين الإثيوبيين بمعسكرات الاستقبال بالمدينة (8) بمحلية الفشقة والإيواء بمنطقة أم راكوبة بالقلابات الشرقية .
وأكد الاجتماع التنسيقى الذي ترأسه المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية، د .أميرة هاشم القدال، والمنظمات العالمية والوطنية على ضرورة تحديد المنظمات التزاماتها من الدعم لمقابلة تدفقات اللاجئين الإثيوبيين الذين وصلوا الولاية بإعداد كبيرة خلال الأيام الماضية، بحضور ممثلي مفوضية اللاجئين ومعتمدية اللاجئين بالولاية.
وطالبت القدال، ممثلي المنظمات إلى الإسراع في تقديم الدعم اللازم لمقابلة الأوضاع الحرجة بمعسكرات الإيواء خاصة في مجال توفير الأدوية والغذاء والاحتياجات اللوجستية بصورة عاجلة، مشيرة إلى أن أعداد اللاجئين التي دخلت الولاية فاقت الـ30 الف لاجئ وهو ما يفوق إمكانيات الولاية .
ومن المتوقع أن تقوم المنظمات العالمية التي شاركت في الاجتماع التنسيقي بالإعلان عن التزاماتها من الدعم اللازم خلال الساعات المقبلة توطئة لتقديم الدعم اللازم لهم .
مجلس الأمن يبحث الصراع في إثيوبيا بشكل غير رسمي
قال مسؤول من مقر الأمم المتحدة في نيويورك ووثيقة اطلعت عليها رويترز إن مجلس الأمن التابع للمنظمة سيجري محادثات غير رسمية اليوم الثلاثاء بشأن الصراع الدائر في إقليم تيجراي في إثيوبيا في إشارة على تنامي القلق الدولي من الوضع هناك.
وأفادت الوثيقة بأن جنوب أفريقيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي ستطلع المجلس على الوضع وعلى الجهود الدبلوماسية الجارية في أفريقيا لخفض التصعيد في الحرب الدائرة منذ ثلاثة أسابيع.