بين الصراحة والنخاسة
الأحد، 22 نوفمبر 2020 06:04 م
قالوا والعهدة على الرواة : جلست امرأة جميلة على مائدة واحدة مع الأديب العالمي الساخر جورج برنارد شو فسألها بهدوء: هل تقبلين أن تقضى معى ليله بمليون جنيه استرلينى؟
فابتسمت المرأة و قالت: طبعا بكل سرور.
فعاد و سألها : هل من الممكن تخفيض المبلغ الى عشرة جنيهات فقط؟
فصاحت غاضبة صرخت : من تظننى أكون؟
فرد هادئًا: سيدتى نحن عرفنا من تكونين - نحن فقط اختلفنا على الأجر.
انتهت قصة شو الساخرمع السيدة الجميلة ، عرض شو كان جارحًا بغض النظر عن المقابل المادي، لكن من الواضح أنه قد قرأ ما تحت السطح وما بين السطور، لقد عرف بطريقة ما أنه بطريقة ما أن التي بجواره ستقبل الكلام من حيث المبدأ وقد تقبل العرض كله إن كان مقدرًا لجمالها.
تذكرت تلك القصة وأنا أقرأ ما يشبه البيان العام كتبته ونشرته سيدة تزعم أنها كاتبة وتزعم أنها تدافع عن قضايا المرأة وتزعم التنوير والتثوير وترطن بمصطلحات براقة تخطف العين كما يخطفها السراب.
قالت السيدة في بيانها ما نصه :" أنا يا أعزائي امرأة مادية جداً و مسرفة لأبعد حد و لا أعشق شيئاً في حياتي أكثر من البنكنوت و المجوهرات و الممتلكات.
الرجال و المشاعر عموماً عندي في ذيل قائمة الأولويات وليس لدي كثيرٌ من الوقت لأضيعه معهم أو فيهم ".
ثم أضافت السيدة التي هي أم قبل أن تكون كاتبة :"والذي نفسي بيده إن ساعةً واحدة من الشوبينج في واحدٍ من مولاتي المفضلة أحب إلى قلبي من جلسةٍ ليومٍ كامل بصحبة رشدي أباظة و جورج كلوني و كاظم الساهر مجتمعين فما بالك بك أنت أيها السمج اللزج؟
لا أعتقد أن أحدكم يستطيع أن يهاديني شهرياً بمجموعةٍ من عطوري المفضلة التي تفوح مني حتى في أوقات نومي وتشمونها في صوري و تسير خلفي بأمتار حين أقابل أحدًا
و لا أتوقع أن ثقافتكم عن عالم النساء تستطيع أن تشرح لكم أن ثمن حقيبة ماكياجي تعادل رواتبكم التي تدفعون منها أقساط القروض و السيارات و الشاليهات التي تتفاخرون بامتلاكها وأنتم لازلتم تسددون أثمانها!
و لا فكركم التافه عن كيفية إسعاد امرأةٍ مثلي قادرٌ على إفهامكم أن زيارتي للجواهرجي لمدة عشر دقائق أهم بكثير من قضاء ساعةٍ واحدة مع رجلٍ يثرثر عن بطولاته الوهمية وفتوحاته الجنسية و كأنه عنترة بن شداد !.
ثم تذهب السيدة إلى مربط الفرس فتقول :" خروجي من منزلي أو مكوثي فيه بكامل سحري و أناقتي و جمالي يتطلب نفقاتٍ ومستحضراتٍ و تحضيرات لا يفهمها إلا الموهوبين في ترفيه المرأة و تدليلها فلا تضيعوا أوقاتكم معي..!
الحب و الجنس كلاهما زوادة الخانعات و قليلات الحيلة فقط أما الجبارات مثيلاتي لا زوادة لهن إلا بزيادة رصيدهم في البنك و زيادة رزم الأموال في خزائنهم .. هو ده الحب الحقيقي على رأي محمد فؤاد".
انتهى المنشور الذي هو إلى البيان العام أقرب، ولكل إنسان الحق في أن يكتب عن نفسه ما يشاء، وله الحق أن يرى نفسه بالهيئة التي تحلو له، ومن تلك الزاوية فالمنشور ليس مزعجًا، المزعج كان في التعليقات التي التي كانت بغزارة الأرز في حقول الصين، التعليقات كانت على قسمين لا ثالث لهما.
قسم كل تعليقاته سب ولعن وشتم.
والقسم الثاني والأخير كله تعليقاته مدح لصراحة السيدة.
وإذا كنا لا نقر الشتم والسب، فهل منشور السيدة صراحة أم إعلان عن نخاسة عصرية؟