ضحايا الهيروين
السبت، 14 نوفمبر 2020 06:45 م
عندما نظر اليها كانت شاردة يائسة، فهى فتاة نحيفة القوام ترتعش عند كل كلمه تنطق بها.
القى مقبوض عليها بتهمة قتل صديقة عمرها، وعندما قال لها رئيس المباحث "أنتى متهمة بقتل منال"، ردت عليه "لا أدرى علي وجه التحديد من أين ابدأ قصتي، منال كانت صديقه غالية جدا علي واكثر من اخت، ولم استطع انقاذها، فقد ماتت بين يدي وأنا من قتلتها بيدي.. لم اقصد قتلها لكن الكارثة أكبر من أن اتحملها، فقد فقدت اسرتي وعملي وصديقتي، واصبحت مجرمة.. اردت الانتحار قبل القبض علي، لكن تصورت أنني انقذ صديقتي عندما اسرعت بها إلي المستشفى، فلم اكن اعلم أنها قد ماتت، وتم القبض علي بتهمه قتلها وتعاطي الهيروين".
وأضافت "نعم أنا مدمنه وقاتله، ولم اصدق نفسي عندما سكت كل شئ حولي وأنا في السيارة في طريقي إلي القسم.. أنا مهندسه وكان الطريق مفتوح امامي وكنت سأحقق الاحلام التي عشت احلم بها، فقد كنت مدلله، لكن التوجية والرعاية لم اجدها في اسرتي يا سيدي، انا كنت متدينة واصلي واحفظ القرآن وتفوقت في الثانوية العامة، ودخلت كليه الهندسة، وتعرفت بزميلتي ونشأت بيننا صداقه قوية، وكنا دائما مع بعض اسرارنا وافراحنا مشتركه، وتخرجنا وبحثنا عن عمل ونجحنا في الحصول علي عمل سويا في احدي الشركات الكبرى، وتعرفت بشاب طلب الزواج بي وحدد الزفاف بسرعة غريبة، وفعلا تم الزفاف بعد موافقة والدي، ودخلت قفص الزوجية واصبحت علاقتي بصديقتي منال إلي حد ما محدودة، فكنت أنا وزوجى عماد نطير ونحلق في سعادة وفرح، وعندما سألته عن الشيء الذي كان يعطيني منه ويشعرني بهذه السعادة كان يبتسم دون افصاح، وعرفت مؤخرا أنه السم القاتل، الهيروين، وبعد أن دخلنا هذا الطريق وفِي شهر العسل اتصلت بصديقتي اشكو اليها واطلب منها أن تمدني بهذا المسحوق الغريب، وقلت لها انني احلق في سعادة ومتعة غريبة عندما اتناول هذا الشيء اللعين، ومضي عام علي زواجي وزاد تعلقي بالهيروين، وكنا نتناوله في سرية تامة بعيد عن اسرتي، لكن مع مرور الوقت تغيرت حياتي واصبحت متقلبه المزاج، وكثيرا ما اشعر بالصداع والخمول، وخيم الحزن علينا انا وزوجي الذى أعترف لى أن صديقا له من كان يمده به، وكنت اثور عندما اراه يتناول الهيروين واشعر بانقباض واصبحت كثيرة الشكوي لصديقتي، وكانت صدمتي عندما عرفت أنها ايضا تتعاطي الهيروين وغارقة معنا في نفس المأساة".
وتكمل الفتاة اعترفاتها "يوم القبض علي كنت اعاني من صداع قاتل واحتجت لحقنه هيروين، فاتصلت بصديقتي واتفقنا أن نتقابل في السيارة، ولأنني امارس هواية اعطاء الحقن فقد تعلمتها في عياده والدي الطبيب، وكثيرا ما كنت اعطي الحقن لأفراد الأسرة، فلماذا اخاف اعطائك الحقنه والتقينا بالسيارة، وأعطيتها الحقنه، لكن لا ادري ما أصابها، ظننت في البداية أنه أغمي عليها، وحاولت افاقتها ولكن شعرت أن جسدها بارد، لذلك اسرعت بها إلي المستشفى، وهناك عرفت أنها لفظت انفاسها الأخيرة.. فقدت صديقتي التي بمثابة اختي، وتم القبض علي والتحقيق معي وهذه نهاية مدمني الهيروين"