لم تكن المرة الأولى.. قصة تأخر إعلان اسم الفائز في الانتخابات الأمريكية
الخميس، 05 نوفمبر 2020 11:00 ص
اعتاد الأمريكيين على إعلان إسم الفائز في الانتخابات الأمريكية، بعد ساعات قليلة من انتهاء عملية الاقتراع، إلا أن تأخر عملية الإعلان عن النتيجة كما يجري الأن بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديموقراطي جو بايدن، لم تكن المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأمريكية، لا سيما وقد تكررت من قبل في السباق الذي جرى بين الرئيس السابق جورج دابليو بوش الأب، الجمهوري، ومنافسه الديموقراطي آل جور.
في عام 2000 تأخر إعلان نتيجة الاسم الفائز في الانتخابات الأمريكية، لحوالي 5 أسابيع، ولم يحسم الأمر إلا المحكمة العليا، في السباق الرئاسي الذي جرى بين جورج دبليو بوش، ومنافسه ال جور، حيث كان التقارب بين بوش، حاكم ولاية تكساس، وجور، شديدا جدا في أصوات ولاية فلوريدا، فلم يكن الفارق بينهما يتخطى الـ 0.5% من الأصوات، ما دعى وسائل الإعلام الأمريكية، إعلان فوز ال جور، قبل ساعات من أن تنسب الفوز لجورج بوش، ثم تعود لتغير موقفها.
وجرى تسجيل عدة مخالفات في عملية الاقتراع الذي جرت في الانتخابات الأمريكية عام 2000، خاصة في ولاية فلوريدا التي كان يحكمها جيب بوش، شقيق المرشح الجمهوري، وكان من بينها العثور على صندوق اقتراع داخل إحدى المدارس، والغاء آلاف البطاقات في بالم بتش، المعروفة بأن غالبية سكانها من السود، إلى جانب شطب آلاف الناخبين من اللوائح معظمهم أمريكيين من أصل أفريقي، بسبب اتهامهم خطأ بارتكاب جنح.
بعد تسجيل كل تلك المخالفات بيومين، بادر آل جور، بطلب إجراء فرزا يدويا داخل 4 مناطق في فلوريدا، ذات الأغلبية الديموقراطية، إلا أنه في 26 نوفمبر، أعلنت الولاية تقدم جورج بوش بـ 537 صوت، لكن آل جور، احتج بحجة عدم احتساب آلاف الأصوات، فيما أصدرت المحكمة العليا في فلوريدا، قرارا لصالحه في 8 ديسمبر، وأمرت بإعادة التعداد اليدوي لأكثر من 45 ألف بطاقة اقتراع لم تحتسبها الآت الفرز، إلا أن بوش، تقدم بطعن على القرار أمام المحكمة العليا الأمريكية فتم تعليق الأمر.
في 12 ديسمبر 2000، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية والتي تدخلت للمرة الأول في انتخابات رئاسية، قرارها بأنه لم يعد هناك وقت لإجراء تعداد يدوي جديد في ولاية فلوريدا، بسبب المهلة المحددة لتقوم الولايات بتسوية نزاعات محتملة وتعيين الناخبين الكبار الذين ينتخبون الرئيس في المجمع الانتخابي.
فيما تولى جورج بوش الأب، منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، في 18 ديسمبر، بعد إعلان فوزه بعدد 271 صوت في المجمع الانتخابي، رغم تقدم أل جور بالتصويت الشعبي المباشر، في سابقة لم تحدث منذ عام 1888.