حالة من السخط والسخرية انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الدعوة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طب أردوغان والتي طالب فيها شعبه بالتبرع لانقاذ الاقتصاد التركي المنهار، وهي الدعوة التي واكبت حالة البذخ التي يعيشها الديكتاتور التركي وعائلته حيث نصحوه بتبرع زوجته بحقيبتها الفرنسية الأنيقة باهظة الثمن، ونجله بإحدى سفنه، وصهره بتدفئته المذهبة.
لم تكن المرة الأولى التى يثير فيها بذخ وفساد العائلة الحاكمة فى تركيا غضب الأتراك، حيث تمتلك عائلة أردوغان سجلا حافلا بالفساد والمحسوبية والبذخ فى وقت يعانى فيه المجتمع التركى من الفقر الشديد وتتدهور العملة المحلية لأدنى مستوى لها منذ عام 1999.
جاء في ويكليكس ووفقا لخبر دير شبيجل، أن الموظفين الذين اختارهم أردوغان هم من ذوي النوعية الرديئة، بينما عين الوزيرة نعمة تشوبوكجو في منصب وزيرة التربية والتعليم لأنها من أقرباء زوجته أمينة.
كما أثارت أمينة أردوغان الكثير من الجدل بتصرفاتها المبالغ فيها في البذخ وهو ما تسبب في غضب الشعب التركي والرأي العام، حيث أشارت تقارير إلى أن قيمة حقيبتها تبلغ 50 ألف دولار، وقد انتقد الرأي العام بصفة عامة والمعارضة بصفة خاصة هذا البذخ الغير مبرر من جانب زوجة الرئيس التركي.
المثير للغرابة أن الديكتاتور العثماني سخر الإعلام التركي للهجوم علي كل من ينتقد السيدة الاولى، فقد طُلب الصحفي في صحيفة أفرنسال اليسارية، إندر إيمريك، إلى المحكمة في إسطنبول بسبب مقال كتبه عن السيدة الأولى أمينة أردوغان بعنوان "حقيبة هيرميس كانت لامعة".
وطالب المدعي العام بمعاقبة إيمريك على جريمة الإهانة، لكنه لم يحدد سببا لذلك، وفقا لتقرير الصحيفة عن المحاكمة. استُشهد بالتهمة الكاملة الموجهة لإيمرك على أنها "إهانة بعدم إسناد صفات حسنة" إلى أمينة أردوغان.
أما نجلهما بلال فهو الأخر ارتكب جرائم منها المساهمة فى تسويق النفط من تنظيم داعش وقضايا فساد أخرى في تركيا وإيطاليا، وتلاحقه اتهامات بالفساد فى تركيا تعود إلى عام 2013 عندما ورد اسمه فى لائحة المطلوب استدعاؤهم للتحقيق معهم بصفته مشتبه به بتهم تلاعب وتزوير وفساد فى 28 مناقصة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى اتهامات بشراء النفط من داعش.
وفي إيطاليا، تم رفع دعوى قضائية فى مدينة بولونيا ضد بلال حيث كان يتواجد بها فى عام 2015 بتهمة "غسيل الأموال" رفعها رجل أعمال معارض للرئيس التركى، وتضمنت قيام بلال بنقل أموال سوداء بكميات ضخمة إلى إيطاليا بعد أن زعم أنه قرر الاستقرار لدراسة الدكتوراة، كما أوردت وسائل الإعلام الإيطالية.
ونشر ناشطون فى السابق، على موقع التواصل الاجتماعى صورا توضح دور أردوغان ونجله بلال فى دعم الإرهاب بسوريا، من خلال نشر صور تجمع بلال أردوغان مع عناصر من جبهة النصرة وتنظيم داعش.
فساد صهر أردوغان ووزير المالية
يبلغ البيرق من العمر 40 عاما ومتزوج من إسراء، الابنة الكبرى لأردوغان، منذ عام 2004 وقد شهد نفوذه فى السنوات الأخيرة تناميا لافتا فى النظام وداخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقبل زواجه من ابنة أردوغان كان مديرا لمجموعة جاليك التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم "نمور الأناضول" فى حزب العدالة والتنمية، واشترى صحيفة الصباح التركية بمبلغ 1.5 مليار دولار، واسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الإخبارية "خبر" بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك حكومية بمبلغ 750 مليون دولار. وترك المجموعة وأصبح يتولاها الآن شقيقه يافوز وترشح للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتنمية عام 2015 وأصبح عضوا فى البرلمان وبعدها بأشهر قليلة تولى منصب وزير الطاقة فى 2015.
ويتورط البيرق فى قضايا فساد كبرى، فالعام الماضى كشفت محاكمة تجرى فى إيران لرجال أعمال تورطوا فى ملف فساد نفطى شارك فيها أيضا رجل أعمال تركى يدعى رضا ضراب، ومسئولين أتراك، أحداث مثيرة حيث اتهمت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط "استيلاء صهر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان على أموال النفط الإيرانية".
وتعمد النظام التركى اعتقال الصحفيين الذين فضحوا فساد البيرق، وفى يوليو العام الماضى اعتقلت السلطات التركية الصحفى تونجا أوكرتان بعد نشره أخبارا حول تسريبات المراسلات الإلكترونية لـ البيراق، قال الصحفى المعتقل آنذاك "أخبرنى المحامى أن قرار احتجازى جاء بسبب نشرى مقتطفات من مراسلات ألبيراق، ثم كشف أن مذكرة الاعتقال بحقى صدرت بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابى".
وفى عام 2016 كشفت وسائل اعلام أجنبية، أن البيراق وأخيه سيرحات كانا وراء تقديم داود أوغلو، رئيس الحكومة التركية السابق من المشهد السياسى التركى وتنحيه عن رئاسة حزب العدالة والتنمية فى 22 مايو من العام نفسه، حيث نظما هجوم سياسى وإعلامى ضده، لأن خروجه من المشهد السياسى يفسح المجال أمام أردوغان لتعزيز سلطته، وذلك من خلال دفعه بصهره إلى ألأضواء بحسب تقرير نشرته فايننشال تايمز مايو 2016.