أردوغان يستنفذ ثروات بلاده في تدخلاته الخارجية.. الاقتصاد التركي ينكمش 5% وتوقعات بتفاقم النزيف
الجمعة، 16 أكتوبر 2020 10:30 ص
لا تزال الليرة التركية عالقة في دوامة هبوط اليورو والدولار الأمريكي، الأمر الذي جعل ميزان المدفوعات والقدرة المالية لحكومة رجب طيب أردوغان على الحبال.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه حدة الأزمات التى تواجه تركيا مع ظهور مؤشرات سلبية مدفوعة بانهيال الليرة التركية لمستويات تاريخية غير مسبوقة، ينشغل الرئيس التركي رجب أردوغان عن الأزمات الداخلية التى تلاحق بلاده بإثارة استفزاز أوروبا.
ونشر صندوق النقد الدولي تقريره "آفاق الاقتصاد العالمي" لشهر أكتوبر الجاري، بشأن رؤيته للأوضاع الاقتصادية حول العالم، أشار فيه إلى أن الاقتصاد التركي سيسجل انكماشًا بنحو 5%.
وكان تقييم الصندوق في شهر يونيو الماضي، يشير إلى تسجيل انكماش بنسبة 4.4%، كما توقع الصندوق في تقريره ارتفاع الأسعار في تركيا خلال عام 2020 وعام 2021 بنحو 11.9%، أما معدلات التضخم في العامين نفسهما فقد توقع وصولها إلى 12%، وتوقع الصندوق أن تسجل البطالة بنهاية العام 14.6٪.
صحيفة "لا انفورماثيون" الإسبانية، قالت إن تركيا تركيا تتحرك بشكل بطئ للدفاع في الأسواق المالية لحماية نفسها من التضخم المحموم وأزمة عملتها، وقررت لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزى التركى زيادة أسعار الفائدة المعيارية بمقدار 200 نقطة أساس من 8.25% إلى 10.25% ، إلا أن الشكوك حول الانتعاش الاقتصادى لا تزال مرتفعة.
وارتفعت فائدة الدين الخارجي لأنقرة بمقدار 20 مليار دولار، جراء تهاوى العملة المحلية الليرة بشكل مستمر أمام العملات الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي.
وأوضح التقرير أن الاقتصاد التركي، من المنتظر أن ينكمش بمقدار 110 مليارات دولار، ويتقلص نصيب الفرد من الدخل القومي بمقدار ألف و357 دولارا، فيما ستظل معدلات التضخم مكونة من رقمين حتى العام 2023.
ومع تضرر الاقتصاد التركي مع التوترات القائمة بين أذربيجان وأرمينيا، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، النظام التركي بتقديم "تفسيرات" بشأن وجود مقاتلين في إقليم ناجورني قره باغ الذي يشهد صراعا بين أذربيجان وأرمينيا، وأكد ماكرون أن: "هناك 300 إرهابي غادروا سوريا لإقليم ناجورني قره باغ عبر تركيا، وهذا تجاوز للخطوط الحمراء وغير مقبول".
وقالت الصحيفة الإسبانية إن الديكتاتور التركى يثير استفزاز الاتحاد الأوروبي من خلال العديد من الافعال المثيرة للجدل، حيث أنه يستخدم اللاجئين وأزمة الهجرة كورقة مساومة وابتزاز اوروبا، فى الوقت الذى ابحرت سفينة تركية للاستكشاف فى شرق المتوسط لصرف الأنظار، مما دفع اليونان الى الدعوة لفرض عقوبتات من الاتحاد الأوروبى على انقرة فى خلاف حقوق التنقيب البحرى.
ويزعم أردوغان أن بلاده أنفقت 40 مليار دولار حتى الآن على استضافة السوريين وتصف اتفاقا أبرمته مع الاتحاد الأوروبى لتزويدها بستة مليارات يورو لدعم تلك الجهود بأنه غير كاف وتنفيذه بطىء للغاية، لكن ربما التهديدات الأخيرة التى أطلقها الرئيس التركى ما هى إلا ورقة تستخدم اللاجئين للضغط على الأوروبيين.