قال الداعية الإسلامى، الدكتور أسامة الأزهرى، إن الزيادة السكانية وانشغال الأسر عن الأولاد بالعمل، وتعنيفهم مفرخة للإرهاب، والمخدرات، مؤكدا أنه تحدث مع الأطفال فى درس بمسجد المشير لمدة 5 دقائق عن الراحل الدكتور أحمد زويل وعن عبقريته.
وأضاف الأزهرى، أن منع الطفل من اللعب يميت قلبه، وينغص حياته، ويكسر قلبه، متابعا أن هناك وقف إسلامى كان يسمى وقف الرحمة يتكفل بشراء ما كسره الطفل من إناء أو غيره مما كلفته به أمه لشرائه من الشارع، بدلا من أن تعنفه أمه وتعاقبه به، مشددا على ضرورة الحفاظ على الأمانة.
وأكد الداعية الأزهرى، أن الطفل المهمل من قبل الوالدين هو ولد يتيم فى حياة أبويه، تسبب والديه فى تضيع الأمانة التى وكلت إليه من قبل الله، وسيحاسب من الله عن نجله الذى ضيعه، وسيسأله الله عن أولاده يوم القيامة.
وأضاف الأزهرى، خلال برنامج "مساء dmc"، الذى يقدمه الإعلامى رامى رضوان على قناة "dmc"، أن النبى احترم كيان الطفل، حيث استأذن النبى طفلا جلس فى مجلسه أن يسقى الكبار قبله، مشددا على أهمية تقدير الطفل ومراعاة مشاعره، وقد ترك النبى الخطبة من أجل الحسن والحسين وصعد بهما المنبر وأكمل الخطبة.
وأوضح الأزهرى، أنه يجب على الأب المرهق من كثرة العمل أن يشبع أولاده ويعطيهم حاجاتهم الإنسانية مهما كان متعبا، حيث يتعب الأب من أجل الأولاد، فكيف يتعبهم، ويهملهم، ويتركهم، ويدمرهم، مضيفا أن النبى ظل ساجدا فى الصلاة ليلعب حفيديه على ظهره حتى ظن الصحابة أن النبى توفى من طول السجود، مشيرا إلى أن الطفولة تتوقف عندها الأحكام.
وأشار الأزهرى، إلى أنه تحدث مع الأطفال فى درس بمسجد المشير مع الأطفال لمدة 5 دقائق عن الراحل الدكتور أحمد زويل عن العبقرية، لافتا إلى أن المشاكل الأسرية بين الأبوين والأولاد يبدأ بالعنف اللفظى ثم العنف الجسدى ثم التجاهل ثم التبلد، مضيفا أن هناك بناء بين الأبوين والطفل لبناء لغة مشتركة ولغة للفتاهم وجسر مشترك، وهذه صنعة متقنة تراجعت فى آخر الثمانينات والتسعينات.
وأضاف الأزهرى، أن آلية التفاهم والردع وإيصال مشاعر الحب والرفض تلاشت فى أول التسعينات، وافتقدنا آلية الرفض والتقويم وأصبح لدينا أن الطفل ليس لديه أى قيمة لدى الأبوين.
وقال الأزهرى: "أقول للأبوين لا تستهين بتجاهلك لابنك، ولا تستهين بأفعال الطفل الرافضة للكبت والتجاهل، مضيفا أن الأبوين زمان كانوا يربون ويهتمون ولم يكن هناك سوشيال ميديا، ولم يكن هناك فراغ، وتحول الأمر لضرب وإهانة الطفل، حيث كان الطفل يتحمل عقاب الأبوين لتيقنه قديما أنه كان من باب المحبة والتقويم، أما حاليا فقد تحول الأمر إلى عنف أسرى".
وأشار الأزهرى، إلى أن العنف الأسرى جعل الأولاد لهم أطوارا غريبة، وله تصرفات غريبة، وأفعال غير مقبولة، مضيفا أن زيادة الأسرة عن 4 أفراد تسبب فى انتشار العنف الأسرى، وذلك لإنشغال الأبوين فى متطلبات الأولاد بدل الانشغال بأولادهم، حيث الزيادة السكانية هى السبب الأكبر فى انتشار العنف الأسرى، وذلك لتغير الاهتمامات الأسرية والمتطلبات الاقتصادية.
وشدد الأزهرى، على أن التطرف لدى الطفل فى تصرفاته وهروبه من البيت قد يكون بترك الطفل يتعارك فى الشارع وعدم الاهتمام به وتركه يتكون بصورة تلقائية، وذلك بعد خروج الطفل بهذا السلوك للتنفيس عن الضغط المنزلى الذى يتعرض له، والنتيجة هى هروبه من البيت.
وأكد الأزهرى، أن ضرب الأولاد جريمة، مشددا على ضرورة مراعاة مشاعر الطفل، وعدم تعنيفهم، مضيفا أن فلسفة التعامل الأسرى على مدى العصور فى مصر مبنى على المحبة ما جعل الطفل يستوعب العقاب، أما الآن تحولت العلاقة إلى عبء، ويتعامل مع الطفل بمنتهى نفاذ الصبر، وليس لديه صبر، والتخلص من الطفل فى إلهائه، مؤكدًا أن الأب المرهق فى العمل طوال الأسبوع حول علاقة الأسرة والأمومة من الحب إلى العبء، ولا أحد يستطيع العطاء النفسى.
وأضاف الأزهرى، أن حب الأسرة للطفل تحول إلى تهميشه، ما جعل الطفل يلجأ لزملائه ليتشبع من زملائه بدلا من التشبع من أسرته، التى تهمله، ولا تجالسه، ولا تسأله بل تعنفه وتقهره، ولا تستوعبه، ما يجعل الأولاد يهربون إلى خارج البيت من أسرة منشغلة ولا تعطيه حاجاته الإنسانية.
وأوضح الأزهرى، أن الأسر تتعامل مع البنت على أسس ثقافة أنها لا تستحق كثير من الأمور، وممنوع عنها الترفيه، لافتا إلى الميراث النبوى فى تدليل الأولاد وتقبيلهم واللعب معهم، وضرورة المساواة بين الأولاد مع اتفاق أو اختلاف النوع، بقبولهم وإشعارهم بالاهتمام، مشيرا إلى خطورة الضغط النفسى الذى تتعرض له الفتاة داخل وخارج الأسرة، وخاصة خارج البيت، محذرا من كبت وتوبيخ وضرب الأولاد والبنات.
وأردف الأزهرى، إلى أن العنف الأسرى يتسبب فى الانفجار ويجعل الطفل والأولاد يلقون بنفسهم فى المجهول، وقد يلقى الطفل بنفسه فى طريق الإرهاب والإدمان، ما يجعلنا نضع العنف الأسرى تحت الميكروسكوب.
وأضاف الأزهرى: "العنف الأسرة يخلف هروب الأبناء، متابعا: "أن أبحاث المركز القومى للطفولة، والمجلس القومى للبحوث الجنائية تناولت قضايا العنف الأسرى، مشيدا بمؤسسات البحوث المصرية القادرة على العمل والتحليل ويلقى بالحمل علينا للعمل وحل المشكلة.