أردوغان ينتقم من الأكراد باعتقال 17 سياسيا تسببوا في خسارة حزبه خلال الانتخابات
الإثنين، 12 أكتوبر 2020 07:00 م
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وضع خطة لقمعه، وإضعاف حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للاكراد، كتكتيك انتخابي جديد، حيث ساهم الحزب في الهزيمة الانتخابية الأولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، بعدما سحبت قيادة حزب الشعوب الديمقراطي مرشحيها في بعض المدن وطالبوا ناخبيهم بالتصويت بدلاً من ذلك لمرشحي حزب الشعب الجمهوري المعارض (CHP) فبدون الدعم الكردي، كان فوز حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات في بعض المدن التركية غير وارد.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، قامت سلطات أردوغان بحملة اعتقالات بالجملة، فى محاولة منها لتفكيك المعارضة، حيث انتقد زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين «كيليجدار أوغلو» حملة الاعتقالات، التي نتج عنها، اعتقال 17 سياسيا ينتمي إلى الحزب الكردي. وأكد تقرير دويتشه فيله أن هناك موجة اعتقالات جديدة، تحاول من خلالها الحكومة التركية رفع الضغط على الأكراد وممثليهم السياسيين، إلى الانتقام من الهزيمة الانتخابية لعام 2019 وتشتيت صفوف المعارضة.
ويبرر الادعاء العام في أنقرة هذه الاعتقالات بأحداث شغب اندلعت بسبب ما كان يقع في مدينة كوباني شمال سوريا في عام 2014، مستدلين على ذلك بأنه وعندما حاصر تنظيم داعش مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية خلال الحرب الأهلية السورية قبل ست سنوات، دعت التكتلات الكردية - بما في ذلك حزب الشعوب الديمقراطي - إلى تنظيم مظاهرات لحمل الحكومة التركية على اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه تنظيم «داعش»، ولم تكن كل التظاهرات سلمية، حيث اندلعت آنذاك أعمال شغب في عدة مدن جنوب الأناضول، مما أسفر عن مقتل العشرات. ويقول المدعي العام الآن إن «جرائم القتل ومحاولات القتل وعمليات النهب»، خلال أعمال الشغب هي سبب أوامر الاعتقال الصادرة.
وقال المحلل السياسي التركي «بوراك بيلجيهان أوزبيك»: يبدو أن أحداث كوباني أصبحت أداة لنسف المواقف السياسية للحركة الكردية وحزب الشعوب الديمقراطي وحلفائه. ونجحت مؤخرًا المعارضة في تركيا، التي كانت منقسمة غالبا في الماضي لأسباب أيديولوجية، في حشد قواها ضد حكومة أردوغان، وقد ظهر ذلك جليا بشكل خاص في الانتخابات المحلية العام الماضي، حيث وحدت مجموعة واسعة من أحزاب المعارضة – إسلاميين وقوميين وديمقراطيين اجتماعيين وليبراليين يساريين - رغم كل الخلافات السياسية، قواها لأول مرة ضد «عدوها المشترك» أردوغان، وبذلك أصبحت تمثل وحدة المعارضة إلى جانب الأزمة الاقتصادية، أحد أكبر التحديات التي تواجه أردوغان للاحتفاظ بالسلطة.
وفي الموضوع يؤكد خبراء السياسة الأتراك أن الحكومة التركية تحاول تشتيت صفوف المعارضة باستخدام القضية الكردية الحساسة للغاية، حيث تقوم حسابات السلطة، حسب مراقبين، على التالي: كتلة المعارضة تضم الجمهوريين ممثلين بحزب الشعب الجمهوري وحزب «الخير» (IYI) القومي، وأي تقارب بين هذين الحزبين وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي تتهمه الحكومة بـ «الإرهاب» قد يردع قاعدة الناخبين الأساسيين لديهما.
لكن من الواضح أن استراتيجية شرخ المعارضة، التي تحاول الحكومة التركية اتباعها، لم تحقق أي نجاح، فقد أبدى زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين «كمال كيليجدار أوغلو» تضامنه مع سياسيي حزب الشعوب الديمقراطي مرة أخرى هذا الأسبوع؛ وانتقد موجة الاعتقالات منوها بالتعاون الجيد مع حزب الخير القومي، وقال كيليجدار أوغلو في كلمة بالبرلمان التركي: «لا أحد يستطيع تدمير تحالفنا، وسنقيم دائما علاقات طيبة».