بعد ظهور الكم الهائل من التسريبات والاعترافات من داخل جماعة الإخوان الإرهابية الكاشفة عن فضائحهم في الداخل والخارج، دفع هذا الأمر قيادات الجماعة الإرهابية يحاولون غلق نوافذ النشر أمام قواعد التنظيم، وتحكموا بشكل كبير جدا على جميع المواقع والمنصات التابعة للإخوان، لكن بقيت حسابات القواعد على مواقع السوشيال ميديا الصداع الأكبر في رأس قيادات الإخوان، لذلك أصدروا توجيهات للقواعد بنشر أي انتقادات للقيادات التاريخية عبر السوشيال ميديا، وذلك وفقا للأحاديث التي دارت داخل جروبات لعناصر التنظيم.
ما دار من أحاديث بين شباب الجماعة في المجموعات – الجروبات- في السوشيال ميديا، اعترفت به دراسة إخوانية، سابقة، مؤكدة أن قيادات التنظيم جماعة الإخوان الإرهابية طالبت أبناءها بحذف انتقادهم للجماعة من على صفحات على السوشيال ميديا سواء على الفيس بوك أو تويتر أو الانتقاد عبر برامج الفيديو.
وسردت الدارسة مجموعة اعترافات أبناء الإخوان الذين شعروا بالاغتراب داخل عائلاتهم والمنع الحاد من انتقاد التنظيم على العلن عبر مواقع التواصل وغيرها، وأن القيادات قد عُنّفوا أبنائهم لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعى [فيس بوك] فى نقد الجماعة واستراتيجياتها وقادتها على العلن، بل فى أوقاتٍ أُجبروا أن يمسحوا انتقاداتهم بعد كتابتها فورًا.
وقالت الدراسة المنشورة عبر المعهد المصرى للدراسات الذى يديره الهارب الإخوانى عمرو دراج :"يبدو أن وجود القيادة الحالية الجماعة الإخوان هى محل جدٍل واستنكار من فئة كبيرة من شباب التنظيم ممّا وقعوا فيه من أخطاء استراتيجية وعدم تقديم خطاب منطقى يُقنع الشباب المُستمع بِعُمق أزمة الجماعة فضلًا عن فشل القيادة الحالية فى تجميع الصف مرةً أُخرى، مع التصويب على التجاهل والتعالى فى الاعتراف بالأخطاء والتمسك المُميت بالمناصب الإدارية العُليا داخل الجماعة.
اعترافات بالانشقاقات
وتتزامن هذه الوقائع والأحداث، مع اعترف إبراهيم منير مرشد جماعة الإخوان الإرهابية والمقيم فى لندن، بوجود انشقاقات كبرى داخل الجماعة، مؤكدًا أن الجماعة الإرهابية تمر بمرحلة مريرة جدًا وأزمة شديدة للغاية منذ ثورة 30 يونيو التى أسقطت حكم المرشد، كما اعترف "منير" خلال حوار له بإحدى المنصات الإعلامية التابعة للجماعة التى تبث من دول معادية بمصر، بحمل مجموعات من الإخوان السلاح ضد الدولة المصرية، زاعمًا أن اللجوء للعنف وعمليات التفجير التى نفذتها الأذرع المسلحة للإخوان لم تكن بموافقة القيادات التاريخية للجماعة، مؤكدا أن إلقاء القبض على محمود عزت من قبل الأجهزة الأمنية المصرية كان بمثابة ضربة قوية للتنظيم آثرت عليه بشكل كبير جدا.
وفيما يتعلق بمطالبات قيادات الإخوان لقواعدهم بعد نشر أي انتقادات لهم، توقع طارق البشبيشى القيادى السابق بـتنظيم الإخوان، أن تفشل هذه المطالبات والدعوات، متوقعا أن يخرج من قلب الإخوان خلال الفترة المقبلة العديد والعديد من التسريبات التي ستفضح التنظيم، مشيرا إلى أن الدول الداعمة لجماعة الإخوان تسخر كل إمكاناتهم المادية والبشرية فى محاربة الدولة المصرية.
وأضاف البشبيشى أنه من منذ اللحظة الأولى من الإطاحة بحكم الإخوان وهم فى حالة حرب حقيقية ضد مصر وشعبها، مضيفا: "استخدم الإخوان فى تلك الحرب كل الوسائل لعلهم ينجحون فى العودة للسلطة مرة أخرى".
وتابع: "استخدموا سلاح الإرهاب والعنف وقتلوا وسفكوا دم المصريين وحرقوا المنشآت العامة والكنائس وكانت النتيجة فشلا مزريا وعارا حاق بهم، واستخدموا سلاح تحريض القوى الأجنبية لعلها تتدخل عسكريا لحسابهم وفشلوا أيضا، والآن لم يبق لهم إلا العالم الافتراضى والإعلام والسوشيال ميديا يبثون منها سمومهم وإشاعاتهم لإحداث أكبر قدر من الارتباك والبلبلة فى صفوف المصريبن لعرقلة الدولة فى التحرك للأمام، فكل يوم يمر هو خسارة للإخوان ومكسب لمصر".