حكاية مثل شعبي: «اللي خدته القرعة.. تاخده أم الشعور»
الجمعة، 02 أكتوبر 2020 02:52 ممحمد ممدوح
تعُد الأمثال الشعبية هي حكم شفهية متوارثة، وأقوال نثرية مجهولة القائل والتوقيت، واسعة الانتشار في المجتمعات، وتأخذ خصائص المجتمع وملامحه ومعاييره الأخلاقية والاجتماعية والثقافية، وقد يحتل المثل مكانا كبيرا في الذاكرة الشعبية لكل المجتمعات، والأمثال الشعبية نتيجة لحكاية أو نكتة.
وقد يستعمل المثل بين الناس دون معرفة قائله، وبعض الأمثال اقتبست عن اللغة الفُصحى، ومنها استمد من كتب التراث الأدبي أو من الأغاني الشعبية، وهي عصارة تجارب عديدة وممارسات لجأت لها بعض الشعوب. في السطور التالية نذكر بعض الأمثال التي ذاع صيتها في نطاق جغرافي واسع، وتتردت على ألسن النساء، خاصة حين يكون محور الحديث رجل، ومن هذه الأمثال: «اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور».
يبدو أن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت وما زالت وستزال تربة خصبة لإنتاج الحكم والأمثال والأقوال والأحاديث المأثورة، ومن الواضح أيضا أن النساء مواقفهن لم تتغير منذ قديم الزمن إذ نتجت عن علاقتهن بأزواجهن، مجموعة من الكلمات والعبارات يتم تداولها دوما في أحاديثهن.
وترجع حكاية المثل الشعبي: «اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور»، إلى امراة كانت فائقة الجمال تزوجت من رجل فقير الحال رسخ الثياب قبيح المنظر، ولم يُحسن معاملتها وتحملت معه فقره وعيوبه وسوء معاملته لها، وفي صباح يوم أخبرها إنه سيتزوج من فتاة أخرى تصغرها عمرا وأكثرها جمالا.
حزنت الزوجة حزنا شديدا، وندمت على أجمل أيام العمر، وجمالها الذي أضاعته بجانبه وبجواره، وشبابها الذي اختفى بسبب المعيشة الضنكة التي رأتها معه وثم ردت له قائلة: «إلى خدته القرعة تاخده أم الشعور»، ليقينها وتنبؤها بأن الزوجة الجديدة ستلقى بنفس مصيرها وسيتغير حالها وجمالها قريبا.