يتحدث مذيعو قناة الجزيرة وطواقمها عن المهنية فى عملهم ليل نهار، وأنهم صوت الحق فى الإعلام العربى من المحيط للخليج، رغم أن المتابع للقنوات سيجد أن القاعدة الأساسية فى عملهم دس السم فى العسل، والهجوم لتحقيق أغراض سياسية تخدم دول قطر، وأن هناك خطوط حمراء لها لا يمكنها تعديها وليس كما تتدعى أنها تعمل بلا سقف.
على سبيل المثال لا الحصر، سنجد خطة عمل القناة تجاه مصر، تتمثل فى محورين تضخيم السلبيات وتشويه الإيجابيات، ومحاولة البحث عن أي شيء يثير الرأي العام، وتأجيج الفتن والمشاكل بهدف إظهار الدولة المصرية فى صورة غير موضوعية.
واقعة الكنيسة تفضح المهنية المزعومةمثلاً فى 1 سبتمبر الجارى، نشرت تحقيقا عبر موقعها تتحدث فيه عن أن "وحدة التحقيق" بها تواصلت إلى أن طريق الساحل الشمالى يوجد به كنيسة لم يتم التعامل معها وتم تركها لتقطع الطريق فى الوقت الذى تم إزالة العديد من المساجد من أجل تنفيذ الطريق، وهو ما يخالف الحقيقة تماما، حيث حاولت هذه القناة الخبيثة إظهار الأمر من ناحية طائفية.
الجزيرة كعادتها فى التضليل حاولت تضخيم الأمر والزعم بأنها حققت فيه عبر فريق التحقيق الخاص بها، وأنها تأكدت من أن الكنيسة التى تقطع الطريق تم تركها فى حين يتم إزالة المساجد لتنفيذ الطرق، ومن بعدها تحرك قطيع الإعلام الإخوانى لينشر هذا الفيديو المضلل محاولا الإساءة للدولة المصرية، ونشر الشائعات حولها، وإثارة الفتن الطائفية.
وعقب ذلك، نشرت الجزيرة فيديو أخر تكذب فيه نفسها، حيث أكدت من خلال الفيديو الذى نشرته أنها تسعى للحقيقة والمهنية، وأن الفيديو الذى اعتمدت عليه حول طريق الساحل مضلل، وأن الطريق لم يشهد أى إزالة للمساجد، ومع نشر الفيديو على صفحاتها على السوشيال ميديا، وهجوم المتابعين عليها وكشف أكاذيبها، حذفت على الفور هذا الفيديو الذى يعد خير دليل وشاهد على أكاذيب الجزيرة، وأنها وفريق التحقيق الخاص بها ينسقون وراء فيديوهات السوشيال ميديا على أنها معلومات حقيقية، وأن التحقيق الذى نشرته كان فارغا وبدون أى محتوى حقيقى أو تدقيق صحفى يؤكد معلومة وجود الكنسية فى حرم الطريق، وأنه تم إزالة مساجد وتركت هذه الكنيسة.
نفاق أردوغان
أيضًا هناك واقعة جديدة تفضح الجزيرة، إذ انتشر مقطع فيديو نشرته القناة القطرية، يظهر بكاء أحد النازحين السوريين أثناء خروجه من مدينة معرة النعمان التى تقع جنوبى إدلب في سوريا، يشكو فيه من المأساة التى تعيشها المدينة وخلوها من الناس، واستشهاد 6 من أشقائه، قائلا: "روحوا تفرجوا وين ساكنين، نزحنا، شكيناكم لواحد أحد".
الفيديو الذى نشرته الجزيرة، عبر منصاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى، حذفت حديث النازح عن شكوى الرئيس التركى رجب أردوغان، وقامت بقطع جزء قال فيه: "شكينا أردوغان لله الواحد الأحد"، لكن تأتى رياح الجزيرة بما لاتشتهى أنفسها، ويقوم ناشطون سوريون على نشر المقطع الأصلى للنازح وفيه دعاءه على الرئيس التركى أردوغان، واستنكاره لعدوان القوات التركية على سوريا.
وبالتأكيد لا يمكن نسيان الواقعة الشهيرة عندما استجابة منظومة "الجزيرة بال بلس"، إحدى أفرع قنوات الجزيرة لطلب إسرائيلى من أجل حذف فيديو عن المحرقة التى تعرض لها اليهود على يد زعيم النازية هتلر والمعروفة باسم الهولوكوست.
وقناة الجزيرة القطرية لم يقتصر قراراها على هذا الأمر، بل أقدمت أيضا على تقديم اعتذار لإسرائيل، ووقف أصحاب هذا الفيديو عن العمل، تحت مزاعم أنهم يعادون السامية، فى موقف أثار جدلا واسعا فى الأوساط العربية.
وقتها سخرت صحف عربية من هذه الواقعة بعدما أكدت أن مقطع فيديو قصير عن "الهولوكوست"، أنتجته قناة الجزيرة القطرية ومنصتها للإعلام الجديد "AJ+"، تسبب فى ردود فعل إسرائيلية غاضبة؛ وسريعًا ما رضخت الجزيرة للضغوط الإسرائيلية، ونزولا عند رغبتهم حذفت الشبكة القطرية مقطع الفيديو متحججة بمخالفته المعايير التحريرية المعتمدة لدى الشبكة، وفى الوقت نفسه تتدعى القناة أنها تقف فى وجه إسرائيل طوال الوقت، وتهاجم الدولة العربية التي تتحدث عن السلام مع تل أبيب.