حالة من التمرد الداخلي تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية، بعد إلقاء القبض على الإرهابى محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وطرح إسم إبراهيم منير، ليتولى زمام أمور للجماعة، وهو ما تسبب فى أزمة داخلية كبرى داخل أروقة التنظيم فى الخارج.
ويعاني تنظيم الإخوان من حالة من الصراع والانهيار الهيكلى، لاسيما مع تصاعد التراشقات والبيانات المؤكدة لوجود مخالفات مالية وانفراد بقرار الجماعة، وهو ما عزز حالة الانقسام بين مكتبى التنظيم، والمواجهات الدائرة بين الطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعى والقنوات التابعة للتنظيم، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من تصريحات مقدمى تلك البرامج التى وصفت تصريحات المرشد الجديد إبراهيم منير بالحمقاء، وتأكيد البعض منهم أن عناصر التنظيم ساروا على نهجه واتبعوه وهو من تخلى عنهم.
ويأتي اسم إبراهيم منير، ليشعل الصراع بين الجماع الإرهابية ورفض الشباب له، بعد أن تبرأ فى مداخلة هاتفية سابقة له من شباب الجماعة الإرهابية، وذكر فيها، إن الجماعة لم تطلب من الشباب الانضمام لصفوفها، ولم تزج بهم فى السجون، ومن أراد أن يتبرأ فليفعل، معلنا حينها رفض الإخوان لمبادرة الشباب المعتقلين فى السجون.
وأثارت تصريحات منير غضبا عارما لدى شباب وعناصر الجماعة فى مصر وخارجها، والتى كانت بمثابة صدمة كبرى تلقاها عناصر جماعة الإخوان سواء الموجودين فى السجون فى مصر على ذمة قضايا عنف وإرهاب، أو الفارين للخارج.
وهاجم القيادي الإرهابي الهارب عصام تليمة، فى فيديو جديد له قيادات الجماعة الإرهابية فى الخارج، على رأسهم محمود حسين، ومحمود الإيبارى وغيرهم من المتحكمين فى الجماعة خارجيا، واصفا إياهم بالفشلة، وأنهم سبب رئيسى فى انهيار الجماعة بالداخل، وأنهم كانوا يتحدثون باسم قيادات أخرى ويوصلون رسائل خاطئة ومسيئة ليوسف القرضاوى على أنها رسائل من القائم بأعمال المرشد محمود عزت.
وأضاف تليمة، أن محمود حسين وغيره من القيادات أطلقوا ما اسماهم بكتائب الذباب الإلكترونى ليسبوه ويتهموه بأنه خان الجماعة هو وسليم عزوز وبعض العناصر بالخارج، ليغطوا عن كذبهم وما فعلوه فى الجماعة من أزمات وتفكك داخلى، لافتا إلى أن هؤلاء عينوا إبراهيم منير نائب للمرشد ومسئول التنظيم الدولى من أجل مصالحهم، وأنهم لم يشروا أحد فى تعيينه واختياره، وأنهم من باعوا القيادى الإخوانى محمد كمال، الذى قتل فى مواجهة مع الأمن وغيرهم من العناصر التى كانت موجودة بمصر.
وتعليقا على ما يحدث من خلافات داخلية قال إبراهيم ربيع الباحث فى شؤون الجماعات الإرهابية، حول ما أثير حول غضب شباب جماعة الإخوان تجاه قرار التنظيم الدولى بتنصيب إبراهيم منير قائما بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، مشيرا إلى أن هذه النوعية من التنظيمات المغلقة تشبه المافيا ولا يسمح فيها بالاعتراض على قرار القيادة.
وأشار ربيع، إلى أن قرار تنصيب إبراهيم منير قائما بأعمال المرشد العام للإخوان جاء وفقا للعرف المتبع داخل جماعة الإخوان منذ تأسيسها، بأن المرشد لابد أن يكون مصريا رغم وجود أصوات داخل التنظيم الدولى بتنصيب قيادات من دول أخرى فى منصب المرشد العام لاسيما الدول التى قيل أن التنظيم حقق فيها نجاح بعد موجة ثورات الربيع العربى مثل تونس على سبيل المثال.
وأكد ربيع، أن قرار تنصيب إبراهيم منير قائما بأعمال مرشد الإخوان واجه انقسامات بين المجموعات الإخوانية فى قطر وتركيا ولندن، لكنه فى النهاية حسم بواسطة أجهزة المخابرات الغربية التى تفرض سطوتها على الجماعة وتستخدمها كأداة فى مواجهة مصر والدول العربية.