المختلس مرشداً للجماعة.. إبراهيم منير استمرار لسيطرة التيار القطبي على الإخوان
السبت، 05 سبتمبر 2020 04:13 م
منذ اللحظة الأولى للقبض على القيادي بالجماعة الإرهابية محمود عزت، ويتصدر سؤال من سيخلفه؟.. أروقة الجماعة ومجالس اجتماعات شبابها وكذلك قيادات الصف الثاني.
وفقاً للائحة الجماعة الداخلية، يأتي إبراهيم منير على رأس المرشحين لإدارة أمور الجماعة بصفة مؤقتة، فالمادتين 4 و5 من اللائحة تقول إنه في حالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته، ويليه الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.
على موقع العربي الحديث التابع للجماعة الإرهابية، نشر بيان يشير صراحة إلى اختيار إبراهيم منير قائم بأعمال المرشد، في مطالبة لمكاتب الجماعة باحتواء الشباب الرافضين لاختيار منير قائم بأعمال المرشد في هذه الفترة، في تأكيد جديد على تصدع الجماعة وانقسامها من الداخل.
رفض شباب الجماعة لإبراهيم منير وفقاً لما رصده المرصد المصري، سببه أنهم يرون نذلاً يتخلى عن شباب الجماعة، تماماً كما فعل حسن البنا قديماً، عندما صاغ عبارته الشهيرة: «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، في تعليقه على حادث اغتيال المستشار الخازندار فى محاولة للتبرؤ من شباب الجماعة، وفي 2019 قال منير جملة شبيهة بسالفة الذكر، فصرح بأن الجماعة لم تطلب من أتباعها الانضمام لصفوفها، ولم تزج بهم فى السجون، ومن أراد أن يتبرأ فليفعل.
ليس ذلك فقط، بل تنصل «منير» من حركتي حسم، ولواء الثورة، بعد تنفيذهم عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة ورموز الدولة المصرية، فقال نصاً: «أقسم بالله ما نعرفهم، وليست لنا بهم أية علاقة».
تبرؤ البنا ومنير من شبابهم، لا ينفي علاقة بالجماعة بحوادث الإرهاب، القائم عليهم منهجهم، ولكنها جزء من خداعهم الاستراتيجي الذي يستخدمونه وقت الأزمات، للهروب من ضغط الشعب والدولة.
شباب الجماعة يرفضون منير، لأنه جرى اتهامه في السنوات الأخيرة بالفساد والنهب والاختلاس من أموال الجماعة ومخصصات الأسر والشباب، وكان قد أصدر الشباب بيانًا بعنوان «هذا ما جناه منير وحسين»، نشروه على قناة الجماعة على موقع «تيليجرام»، وحمَل البيان كل من إبراهيم منير ومحمود حسين مسؤولية ما وصلت إليه الجماعة من انقسامات حادة، فما كان من منير إلا أنه أوقف تسهيلات منح شباب الجماعة الهاربين في تركيا للحصول على الجنسية التركية، ليؤكد على نفسه تهم الاختلاسات المالية التي قام بها خلال السنوات الماضية.
لا يخفى على أحد بان الجماعة سارعت للإعلان عن اسم مرشدها الجديد، خوفاً من ضياع التمويلات، ولطمأنة الداعمين على قدرتها في تحقيق الاستقرار المؤثت والصمود أمام أشد المتغيرات الممثلة في القبض على محمود عزت، إلا أن ذلك كله انكشف وفضح أمرها بردة فعل الشباب على القرار، مما يشير بقوة إلى التحديات التي تواجهها الجماعة خلال تلك الفترة.
اختيار إبراهيم منير مرشداً للجماعة، فيه نقل لأول مرة لقيادة الجماعة من الداخل للخارج، مما يصعب الأمور في السيطرة التنظيمية داخل مصر، فضلاً عن أنه في تأكيد على استمرار سيطرة التيار القطبي على مقاليد الحكم داخل الجماعة، وهو ما قد ينسف ما تبقى للجماعة من صفوف منظمة في المنطقة، نظراً لأن التيار القطبي يعتمد في الأساس على تكفير الحكومات القائمة في بلاد المسلمين واستخدام العنف لتغيير ذلك، وهو ما ستواجهه كافة حكومات المنطقة بكل عنف واستعداد أمني، سينتج عنه بالطبع القبض على عدد جديد من قيادات الجماعة الفاعلة في تنفيذ العمليات الإرهابية.
تولي منير مقاليد الحكم في الجماعة، سيقضي على ما تبقى بداخلها من شباب يرفضون على بكرة أبيهم وجود القيادي بالتنظيم الدولي داخل الجماعة من الأساس، فما بالك بإجبارهم على السمع والطاعة له، وهو الذي لم يقدم لهم أي مساعدة تذكر منذ هروبهم لتركيا.
كل ذلك يقول إن الجماعة خلال الفترة المقبلة ستشهد حالة أكبر من الانقسام وذلك بسبب عدم التوافق حول إبراهيم منير، وهو ما حدث أيضاً عندما تولى محمود عزت منصب القائم بأعمال المرشد، وانقسمت وقتها الجماعة لفريقين، الأول كان يرأسه كل من محمود عزت ومحمود حسين وإبراهيم منير، والثاني كان يرأسه كل من “محمد كمال ومحمد طه وهدان و على بطيخ.