شارلي إيبدو.. تفاصيل نشر رسومات مسيئة للنبي للمرة الثانية واستياء مرصد الأزهر
الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 06:14 م
للمرة الثانية تنشر مجلة شارلي، إيبدو الفرنسية رسومات مستفزة للإسلام والمسلمين عن النبي محمد "ص"، وذلك لهجوم مسلحين متطرفين في عام 2015،، حيث جاءت الرسومات بعد يوم من محاكمة 14 شخصاً متهمين بمساعدة المسلحين في هجوم 7 يناير 2015.
وكان قتل في مقر مجلة شارلي إيبدو 12 شخصاً من بينهم رسامون مشهورون، ولقى 5 مصرعهم في هجوم لاحق في باريس، وتبعه سلسلة من العمليات الدامية في هجوم نفذه مسلحون متطرفون في فرنسا.
وكانت مجلة شارلي إيبدو نشرت على غلافها 12 من الرسومات عن النبي محمد "ص"،، كانت صحيفة دنماركية نشرتها من قبل، وكانت تظهر إحدى الرسومات للنبي محمد "ص"، يضع قنبلة على رأسه بدل العمامة تحت عنوان "كل هذا من أجل هذا".
وتقول مجلة شارلي إيبدو الفرنسية أنها تلقت طلبات متكررة بمواصلة نشر الرسومات عن النبي محمد"ص" منذ هجوم 2015، مضيفة أنها رفضت فعل ذلك،، وليس لأنه ممنوع، هناك القانون يسمح بالنشر، بل لأنهم كانوا ينتظرون سبباً وجيهاً،، له معنى ويقدم مادة للنقاش،، وإعادة النشر للرسومات في الأسبوع الذي بدأت فيه محاكمة المتهمين في الهجوم كان يبدو لهم مناسباً".
محاكمة المتهمين بالهجوم على مقر شارلي إيبدو
يحاكم 3 من 14 غيابياً ومعتقد أنهم هربوا إلى شمالي سوريا والعراق، في القضية بتقديم المساعدة المادية والسلاح للجماعة التي هاجمت مقر شارلي إيبدو ومتجر يهودي وشرطي في باريس.
ويحضر عدد من الناجين من الهجوم للإدلاء بشهاداتهم،، كان عدد المدعين في القضية بلغ 200 شخص،، كما أعلنت إذاعة فرنسا الدولية،، وكانت المحاكمة في مارس الماضي وتم تأجيلها بسبب انتشار فيروس كورونا، ومتوقع استمرارها حتى شهر نوفمبر.
تفاصيل الهجوم على شارلي إيبدو
اقتحم الأخوان سعيد والشريف كواشي مقر شارلي إيبدو وقاما بإطلاق النار وتم قتل مدير النشر ستيفان شاربونيي المشهور باسم شارب، و4 رسامين من بينهم كابو،، وكاتبين ومصحح لغوي وضيفاً حضر الاجتماع في 5 يناير 2015، وحارس مدير النشر وشرطي.
وأثناء ملاحقة الشرطة للأخوين كواشي وقتلهما،، اقتحم مسلح اخر يدعى أحمدي كوليبالي من معارف الأخوين،، متجراً يهودياً في باريس وقتل 9 أشخاص قبل مقتله برصاص الشرطة،، وكان هناك شريط فيديو يعلن كوليبالي فيه أن الهجوم تم تنفيذه باسم تنظيم الدولة الإسلامية.
لماذا تم استهداف شارلي إيبدو؟
يرجع استهداف شارلي إيبدو بسبب أسلوبها الساخر وإثارة الجدل من السياسيين في جوانب من اليهودية والكاثوليكية والإسلام،، لكنها دفعت المسلحين إلى تنفيذ هجوم 2015 بعد نشر رسومات مسيئة للنبي محمد"ص"،، فتعرضت للتهديد بالقتل.
وبعدها دافع شارب مدير النشر في مجلة شارلي إيبدو، عن نشر الرسومات معتبرها حرية تعبير، وقال في أحد تصريحاته " لا ألوم المسلمين على عدم الضحك عند رؤية الرسومات،، لكنني أعيش في ظل القانون الفرنسي،، وليس في ظل قانون القرآن".
وبعدها خرجت المسيرات من آلاف الأشخاص متضامنين مع شارلي إيبدو،، رافعين شعار "أنا شارلي"،، وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم "أنا شارلي" في جميع أنحاء العالم.
وعلى الجانب الأخر قال مدير تحرير شارلي إيبدو،، في تصريحاته أن هناك انتقادات بجانب بروز المجلة كرمز لحرية التعبير،، لآسلوبها المستفز لعدم احترام معتقدات الأخرين.
استياء مرصد الأزهر من شارلي إيبدو
وبعد نشر الصور المسيئة للرسول "ص"،، حذر مرصد الأزهر بعد رفضه الشديد على الإصرار على جريمة نشر الرسوم المسيئة في مجلة شارلي إيبدو، مؤكداً أنها ترسخ لخطاب الكراهية، وتأجيج المشاعر بين أتباع الأديان، وتقف حائط صد نحو خلق بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف ديانتهم ومعتقداتهم،، ويعتبر استفراز غير مبرر لمشاعر المليارات من المسلمين حول العالم.
وطالب المرصد من المجتمع الدولي الوقوف بحزم أمام التعدي على مقدسات المسلمين ورموزهم، وأن الإزدواجية في التعامل مع أتباع الأديان وسياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف عن جرائم اليمين المتطرف، لا تقدم غير مزيداً من الكراهية والتطرف والإرهاب.