نجيب محفوظ.. رحلة أديب نوبل من البداية إلى النهاية (صور)
الإثنين، 31 أغسطس 2020 09:00 م
14 عاما مرت على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ الحاصل علي جائزة نوبل عن عمر يناهز الـ 94 عاما، بعد رحلة عطاء طويلة في عالم الثقافة والإبداع جعلته يتربع علي عرش الأدب المصري والعالمي، بعد أن وصل برواياته للعالمية، وذلك قبل أن يفارق الحياة في أغسطس 2006 إثر قرحة نازفة بعد 20 يوما من وجوده بالمستشفى.
بدايات الأديب العالمي نجيب محفوظ
ولد الأديب نجيب محفوظ بحي الحسين عام 1911 وهو ابن الموظف عبد العزيز إبراهيم، وكان محفوظ هو الأخ الأصغر للأشقاء الست، وفي عام 1930 التحق محفوظ بجامعة القاهرة ليحصل منها علي ليسانس الفلسفة، ليعمل بعد ذلك بوزارة الأوقاف والتي تدرج فيه لينتقل منها لوزارة الثقافة ليصبح مديرا للرقابة علي المصنفات وفي عام 1960 أصبح مديرا لمؤسسة دعم السينما ليصبح أخر منصب حكومي يشغلة هو رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للسينما وفي 1971 تقاعد نجيب محفوظ ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
الاديب نجيب محفوظ
الراحل نجيب محفوظ
بدا الاديب نجيب محفوظ اول تجربة أدبية له في سن الـ17 ،وفي عامه الـ21 قام بنشر أول رواياته وهي «عبث الأقدار» أو حكمة خوفو، كما سميت فيما بعد والتي تنتمي للاسلوب الواقعي التاريخي في الأدب، ولم يجد نجيب محفوظ في بداياته أي اهتمام الا بعد مرور ما يقرب من الـ 15 عاما، إلا أنه ظل يقدم رواياته الأدبية، التي اتسمت في البداية بالطابع التاريخي الفرعوني لتكون روايتي «كفاح طيبة» و«رادوبيس»، فمنذ عام 1945 قام الاديب نجيب محفوظ بتصوير المجتمع المصري وما مر به من أحداث خاصه في الفترة مابين الحربين العالميتين الاولي والثانية ليكشف ايضا من خلال كتاباته عن نضال الشعب المصري ضد الاحتلال الانجليزي وهو ما ظهر بوضوح في روايات مثل الثلاثية «بين القصرين وقصر الشوق والسكرية»، وأيضا القاهرة الجديدة وخان الخليلي وزقاق المدق وبداية ونهاية.
أولاد حارتنا
في 1950قام الاديب نجيب محفوظ بنشر رواية أولاد حارتنا مسلسلة بجريده الاهرام ولاعتراض الهيئات الدينية عليه ووصفها بالتطاول علي الذات الالهية توقف عن النشر ليستمر الوضع لثماني سنوات حتي ظهرت كاملة في طبعه دار الاداب اللبنانية التي طبعت ببيروت عام 1967 ليتم طباعتها مرة اخري عام 2006 بدار الشروق لتلقي نفس مصير الانتقادات والجدل حولها.
ليتعرض نجيب محفوظ في 1995للطعن في عنقه علي يد شاب بهدف اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل والتي تسرب منها بعض النسخ التي طبعت في بيروت قبل طباعتها مجدد في مصر لينجو نجيب محفوظ من محاولة الاغتيال.
مرض نجيب محفوظ
اصيب الاديب نجيب محفوظ منذ الصغر بالصرع والذي كان من الامراض النادرة في ذلك الوقت والتي لايوجد لها علاج وكان هذا المرض دائما ما ينهي حياة صاحبة بالجنون ، وهو ما كان يخشي منه محفوظ الا أن الله قدر له الشفاء منه تماما.
أخر ايام نجيب محفوظ
وما انهي نجيب محفوظ معاناته مع الصرع حتي سيطر عليه مرض السكر الذي عاني منه في عمر الـ49 والذي قاومه بشده فلم يؤثر علي ايقاع حياته اليومية النشيط الذي اعتاد عليه ونجح في ذلك الا انه أثرعلي شبكية العين في مطلع الثمانينات وهو ما جعله يختصر ساعات القراءة والكتابة التي كانت في روتين حياته.
لتأتي معاناته فيما بعد مع ضعف السمع والذي تسبب له في مواقف محرجة كثيرة فبعد أن أنهي كتابة الثلاثية بدأ يستخدم سماعة الاذن فلم يكن يسمع بالاذن اليمني علي الاطلاق أم الاذن اليسري فكان يسمع بها بشكل ضعيف، وقد تسبب ضعف السمع في تخلي الاديب العالمي نجب محفوظ عن أحد اهم هواياته المفضلة وهي الذهاب للمسرح فلم يكن يترك مسرحية حتي يذهب لمشاهدتها والاستمتاع بها.
نجيب محفوظ وجائزة نوبل
قدم نجيب محفوظ او كما أطلق عليه «أبو الرواية المصري» العديد من الأعمال الأدبية التي اتسمت بالواقعية، التي كانت دائما تعكس الحارة المصرية والإنسان المصري بكل صغيره وكبيرة إلا أن رواياته لم تخل من القضايا الوجودية، لينجح نجيب محفوظ في الحصول على جائزة نوبل عام 1988 للإداب ليكون بذلك الأديب العربي الوحيد الذي حصل عليها.
تحويل منزل نجيب محفوظ لمزار
اكدت نجله الاديب العالمي نجيب محفوظ أم كلثوم أن فكرة تحويل منزله الي مزار للقراء قد تكون صعبه، وذلك لعدم وجود مقتنيات له يتم عرضها بالمنزل بعد أن تم تسليمها جميعا لتكية أبو الدهب، مشيرة إلى أنها لم تعد تحتفظ بشيء الا بالهدايا الشخصية فقط ليتم تسليم كافة المقتنيات التي لم يهديها لأحد لوزارة الثقافة والتي كان أخرها محموعة جديدة من أعمال الاديب نجيب محفوظ مشيرة إلى أنه لعدم تجهيز الدور الثالث بالمتحف لم يتم عرض الكثير من المقتنيات.
وقد بلغت مقتنياته 257 كتابا من الأعمال المترجمة بالعديد من اللغات إلى جانب معطفه الشهير و3 مخطوطات بخط اليد قبل محاولة اغتياله.
نجيب محفوظ 2
نجيب محفوظ العالمي