طلال رسلان يكتب: "صرح من خيال فهوى".. تقارير الجزيرة عن مصر مصدرها شركات يديرها الإخوان بأموال قصر الدوحة

السبت، 29 أغسطس 2020 10:00 م
طلال رسلان يكتب: "صرح من خيال فهوى".. تقارير الجزيرة عن مصر مصدرها شركات يديرها الإخوان بأموال قصر الدوحة
الجزيرة
طلال رسلان

"ميدل إيست آي" يديرها جمال بسيسو مدير التخطيط السابق بالقناة القطرية والمقرب من الإخوان

"العربي الجديد" يديرها عزمى بشارة مستشار تميم.. و"صحيفة القدس العربي" اشتراها والد زوجة أمير قطر في 2013

"كيف تنقل عن نفسك لخداع العالم؟".. أسلوب قديم اعتمدت عليه قناة "الجزيرة"، أهم ذراع إعلامية للدوحة لتضليل الرأي العام العالمي تجاه قضايا وأجندات تخدم قصر الأمير.

استهدفت القناة القطرية مصر بتقارير ممنهجة لإثارة الفتنة وإشعال غضب الشعب في خدمة مشروع الإخوان الوهمي بالعودة إلى المشهد السياسي المصري من جديد، والمتتبع لتقارير ومواد الجزيرة التي تستهدف مصر، سيكتشف بكل سهولة الخدعة القطرية، في الاعتماد على مصادر معينة لتضفي على لعبتها طابع المهنية، فهى خلطة واحدة قوامها مصادر دائمة تنقل عنها القناة القطرية أخبارها وتقاريرها، ومصادر إعلامية متنوعة من تركيا وبريطانيا، بلغات مختلفة، بدءا من ميدل إيست آي مرورا بالديلي صباح التركية إلى القدس العربي.

لكن بالبحث البسيط تُكشف الخدعة، فمثلا الصباح التركية مؤسسها بيرات البيرق صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو حليف كبير للإخوان في تركيا، وعضو في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، وتساهم قطر في الصحيفة بـ25%.

لم يخل تقرير في الجزيرة أو مادة تستهدف بها مصر إلا وذكرت جملة "وفقا لميدل إيست آي"، تلك الشركة التي تأسست بأموال قطرية في 2014 بعد عام واحد من سقوط جماعة الإخوان في مصر، وكان يديرها جمال بسيسو الذي شغل مدير التخطيط في قناة الجزيرة سابقا والمقرب بالطبع من إخوان الإمارات.

أما العربي الجديد التي تعتمد عليها الجزيرة في تقاريرها، فإنها صحيفة تملكها "شركة فضاءات ميديا" التي انطلقت من الدوحة في 2012، وأحد أهم المساهمين فيها سلطان الكواري رجل الأعمال القطري.

وتنكشف الخدعة القطرية أكثر مع أحد أهم مصادر تقارير الجزيرة عن مصر وهي صحيفة القدس العربي، التي اشتراها والد زوجة أمير قطر في 2013، وبعد شرائها استقال رئيس تحريرها عبدالباري عطوان في أزمة شهيرة انفضحت بعدها اللعبة الإخوانية داخل الجزيرة.

بعد 7 سنوات من خديعة الجزيرة الكبرى وإماطة اللثام عن الألاعيب الإخوانية بتقارير الفتنة التي تستهدف إسقاط الدول العربية، وما بعد الربيع العربي الذي جاء شؤما على دول المنطقة بين الثورات والإرهاب وانهيار الاقتصاد، لم تجد الجزيرة أمامها سوى الاستعانة شركات عالمية في العلاقات العامة لبث الأكاذيب وخلق حروب نفسية تستهدف الدولة المصرية، هذا إلى جانب مجموعة المواقع الإلكترونية، مثل "عربى 21، وعرب بوست"، وغيرها التي تروج لموادها.

لعبة إعادة إنتاج العجلة التي تتبعها الجزيرة هدفها الحروب النفسية وبث الشائعات والأكاذيب، وسخر لها كبرى شركات العلاقات العامة العالمية التي تعد الملفات والدراسات، وتخطط الحملات الدعائية المدعومة بجيش من الإعلاميين والقنوات والصحف وترعى ميدانيا تنظيم تم تكوينه عبر 90 عاما وتدريبه على نشر الأكاذيب وترويج الشائعات وفبركة الفيديوهات والصور"، فى محاولة لصناعة رأي عام داخلي وخارجي ضد مصر.

الأكاذيب التي تروجها قنوات الجماعة الإرهابية غرضها الأساسي هو التأثير بشكل كبير على الدولة المصرية، وإعطاء الأمر صبغة دولية، وهذا يتم بضخ أموال كبيرة للجان جماعة الإخوان الإلكترونية، لبث سمومها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب القنوات الفضائية والمواقع، هذه الكتائب الإلكترونية تعمل على ترويج الشائعات التي تمس المواطن المصري، للتأثير عليه من خلال هذه الأكاذيب لخلق حالة من التشكيك في الحكومة والدولة لإثارة الفتن في المجتمع.

مؤخرا كشفت مصادر متتبعة لتقارير الجزيرة القطرية أن القناة ومن خلفها قنوات جماعة الإخوان في تركيا تمنح ضيوفها ألقابا من قبيل (المستشار والدكتور) لتضليل المشاهد وإيهاهم بأن تلك الذين يتحدثون في تلك القنوات متخصصين، ليس فقط بل تتلقى قنوات ومواقع الإخوان توجيهات من أمير الدوحة لتشويه مصر.

القيادي الموالي للإخوان مسعود حامد، كشف جريمة الجزيرة وقنوات الإخوان مؤكدا أنها منحت ضيوف تلك الفضائيات أوصافا كاذبة كـ"الدكتور والمستشار وهكذا"، وقال "حامد" فى كلمة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: "من الجرائم الإعلامية المسكوت عنها إضفاء المذيع توصيفات كاذبة للضيف لإيهام المشاهد بأهمية ضيفه، يقول الدكتورة فلانة وهو يعلم أنها ليست حاصلة على دكتوراه ولا تدرس الدكتوراه أساسا بل هى أخته فى التنظيم فقط،، ويقول الناشط العمالى وهو لم يكن له أى نشاط نقابى ولا عمالي فقط معين من قبل التنظيم بهذا الوصف وهو وتنظيمه لا نشاط لهما أساسا من أى نوع من سنين عجاف".

وواصل "حامد" كشف لأكاذيب قنوات الإخوان قائلا: "ويقول على شاشات إعلام الجماعة الباحث فى كورونا بدون أن يكون مختصا أكاديميا فى المجال، ويقول النائب البرلمانى وهو لم يكن كذلك إلا شهورا ومن ست سنين ولا يجد له عملا ولا وصفا، ويقول مستشار ويقول سكرتير الأوقاف وهو كذوب" مضيفًا: "كلها توصيفات مضلة تدغدغ مشاعر المشاهد كذبا وتضحك عليه.. لقد أهانوا صاحبة الجلالة بكذبهم" موجها رسالة للعاملين بقنوات الإخوان قائلا :"حرام عليكم يا متخلفون".

لم تكن شهادة القيادي الموالي للإخوان سوى كشف عن فصل من فصول تغلغل جماعة الإخوان وسيطرتها على المشهد الإعلامي في قطر، عن طريق خططهم التي يقدمونها وتحوز على إعجاب الأمير، حتى أصبحوا أصحاب نفوذ داخل الإمارة الصغيرة، بأوامر من تنظيم الحمدين.

توغل الإخوان في مفاصل المؤسسات الإعلامية وعلى رأسها الجزيرة، وعمل فيها الكثير من الموالين للإخوان من مذيعين وأطقم في الإعداد وغيرها من الوظائف، إضافة إلى توغلهم داخل القصر الاميري، وتولوا مستشار لتميم بن حمد، مثل الإرهابي الإخوان يوسف القرضاوي، والذي يعد أحد أهم القيادات التي يتم الاعتماد عليهم بشكل كبير داخل الدوحة.

وكشفت تقارير صحفية دولية وعربية عن توغل هذه الجماعة الارهابية في الدوحة بوصول الشيخ عبد البديع صقر الذى أصبح مستشارا ثقافيا للشيخ أحمد بن على حاكم قطر آنذاك وانشأ دار الكتب القطرية، والذى أحضر حينها مجموعة من الإخوان كانوا قد فروا إلى السودان وعلى رأسهم الدكتور كمال ناجى الذى تمكن من الاستحواذ على الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني مدير المعارف، وتولى ادارة مكتبه، ممسكا بمفاتيح التعليم، إضافة إلى الشيخ على شحاته وهو واحد من القيادات الاخوانية المعروفة والذى اقنع الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني وزير خارجية قطر بأن يكون مدرسا خاصا له ومستشارا ثقافيا له، ومن هذه اللحظة سيطرت جماعة الاخوان الارهابية على جميع المؤسسات التربوية والمؤسسات التعليمية بشكل رئيسي في الدوحة وأصبحوا متحكمين في كل الأمور داخل هذه الإمارة الصغيرة.

لم ينته الأمر فقط على هؤلاء وغيرهم من عشرات الاخوان الذين توغلوا داخل الدوحة، بل كان أيضا يوسف القرضاوي، أحد اهم قيادات الاخوان وبمثابة المرشد الفعلي للجماعة الارهابية، والذي وصل إلى الدوحة وتقرب من الشيخ خليفة بن حمد نائب الحاكم قبل أن ينقلب على ابن عمه ويتولى الحكم، وحين صعد نجم الشيخ خليفة، لمع معه اسم القرضاوي، كإمام لمسجد الأمير ومستشار في الدين والسياسة، وأصبح واحد ممن يتحكمون في زمام الامور داخل الدوحة وبأوامر من الديوان الحاكم بالدوحة.

وبعد ثورة ٣٠ يونيو التي أزاحت حكم الجماعة الارهابية من مصر، هرب العديد من الشخصيات الاخوانية إلى الدوحة والتي وفرت لهم كل الدعم اللوجيستي والمالي وكل الملذات الامنة لهم حتى وان اصبحت قطر بؤرة لتجمع رموز الاخوان حول العالم، وظلت الدوحة حتى وقتنا هذا تقدم كل وسائل الدعم للإخوان حول العالم، حتى وان اتهمتها مؤسسات دولية، بأن دولة قطر تقوم بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة، تخدم الإخوان في البلاد، متسائلين بشأن ما تقدمه الدوحة من دعم مادى بشكل كبير إلى تلك المنظمات والمراكز المشبوهة التي تخدم أجندة الإخوان في مختلف الدول.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق