حكاية أحمد عمر ضحية «التنمر» المزعوم.. هاتصدق إن فيها إخوان؟
الأحد، 23 أغسطس 2020 05:53 م
انتشر خلال الـ 24 ساعة الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، منشور كتبه أحد الشباب ادعى خلاله تعرضه لتنمر قاسي من أحد أساتذة كلية التربية الرياضية، فرع كفر الشيخ، أثناء تقدمه للالتحاق باختبار القدرات المخصص للكلية.
وأثار المنشور الذي كتبه الشاب أحمد عمر- 19 عاما- موجة عارمة من الاستياء ضد كلية التربية الرياضة، وخلق حالة تعاطف كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فبلغت نسبة التفاعل مع البوست نحو 24 آلاف مشاركة، وأكثر من 45 ألف تعليق، و7 آلاف إعجاب.
لم يحمل البوست الذي نشره أحمد عمر، الذي حكى فيه واقعة التنمر الذي تعرض لها تحت عنوان «أنا شكلي قبيح»، ما يستحق كل هذه الضجة التي حدثت على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنال كل هذا العدد الضخم من المشاركات والتعليقات في أقل من 24 ساعة، إلا إذا كانت مروجة من الأساس عبر صفحات تابعة لكتائب إلكترونية منظمة، فمن يمتلك هذا الذباب الإلكتروني إلا جماعة الإخوان الإرهابية.
أحمد عمر
تتبعت «صوت الأمة»، مصدر البوست الذي نشره الشاب أحمد عمر، وتوصلت إلى أن كل الصفحات والجروبات التي شاركت المنشور بإعادة نشره أو التعليق عليه بعناوين رنانة لجذب التعاطف مع صاحب الواقعة، ووجدت أنها جميعا صفحات تتبع جماعة الإخوان الإرهابية، وأخرى لها صلة بجماعات الإسلام السياسي.. فكان السؤال الذي طرح نفسه، من هو أحمد عمر لينال كل هذا الاهتمام من اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، أو من صفحات الإسلام السياسي؟
أحمد عمر
بدأت «صوت الأمة»، عملية البحث على صفحة أحمد عمر، الشخصية على موقع فيسبوك، والتي لم تخيب الظن، فحملت الصفحة مفتاح اللغز بكل سهولة ويسر، إذ أن الشاب كان صاحب الصورة التي نشرها موقع «رصد» الإلكتروني، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، في 8 مايو 2014، بعنوان«طفل يقبل يد أحد أفراد قوات الداخلية يتبعه حشد من البلطجية، لكي يا عتقل والدته».
أحمد عمر مع والدته
أحمد عمر مع والده
كان الأمر الأكثر غرابة، من جانب مجلس النواب، الذي دخل هو الأخر على خط أزمة استبعاد الطالب من اختبارات كلية التربية الرياضية، من خلال النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، التي لم تجهد نفسها بالبحث عن أصل وحقيقة ما ادعاه الشاب، وأصدرت تصريحات صحفية، أكدت فيها اعتزامها تقديم طلب إحاطة لرئيس المجلس علي عبد العال، موجه للدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، بشأن ما اعتبرته واقعة التنمر ضد الطالب تستوجب عقاب المسئول عنه، بعد ما تسبب في إلحاق الضرر النفسي له.
النائبة ماجدة خضر
فيما أوضح الدكتور عبد الحليم عكاشة، عميد كلية التربية الرياضية بكفر الشيخ، أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه الحقيقي وما ذكره الطالب غير دقيق، لافتا إلى أن الطالب أحمد تم التعامل معه بشكل راق وأسلوب تربو، مشددا على أن الكلية تتبع المواصفات التي وضعها المجلس الأعلى للجامعات، وأن الطالب افتقد لأحد شروط القبول بالكلية في اختبار لجنة القوام.
وأوضح عميد الكلية، أن أحد الأساتذة في اللجنة نفسها، تحدث مع الطالب أحمد عمر، على انفراد مراعاة لحالته النفسية، إلا أن الطالب أصر على معرفة سبب عدم لياقته، فتم إبلاغه بأن لديه في الشفة، وأنه من معوقات الالتحاق بالكلية، لكنه فهم الكلام بالخطأ وعكس ما قصد منها.
وقال: «إذا كان الطالب في أحد محاضرات الملاكمة ضمن التمارين الرياضية، ووجه له زيل أخر لكمات في وجهه، فسيتسبب في تعرضه لكسر في الفكين، وسيتم اتهام الكلية بكيفية قبول الطالب في هذه الحالة، رغم عدم استيفائه الشروط، كذلك فإن خريج كلية التربية الرياضية سيعمل كمدرس أو مدرب، فكيف سيتعامل مع طلابه أو المتدربين؟ الأمر الذي سيؤثر عليه نفسيا بشكل قاطع».