60 يوماً على تحذير السيسي: سرت خط أحمر.. الإرادة المصرية تتجسد على الأرض
الجمعة، 21 أغسطس 2020 03:05 م
60 يوماً مضت على إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي منطقة سرت - الجفرة الليبية، خطاً أحمراً غير مسموح بتجاوزه من قبل ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين، وأن الرد المصري سيكون قاسياً.
الرئيس السيسي، وأثناء تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، ووجه رسائل قوية وحاسمة إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، وهو ما اعتبره مراقبون بداية مرحلة جديدة في الوضع الليبي.
يوم 20 يونيو، كان الرئيس السيسي أكثر وضوحاً في التعامل مع الملف الليبي، وأكد على أن مصر تكن كل الاحترام والتقدير لليبيا ولم تتدخل يوما في شؤونها الداخلية ومستعدة لتقديم الدعم من أجل استقرارها.
وشدد: "نحن في مصر نكن لكم احتراما وتقديرا كبيرا ولم نتدخل في شئونكم ودائما مستعدين لتقديم الدعم، من أجل استقرار ليبيا وليس لنا مصلحة ليس إلا أمنكم واستقراركم ، وتجاوز سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا ومستعدين نساعد ونساند هذا".
وعلى مدار تلك المدة لم تستطع أي من الميليشيات والمرتزقة الإرهابيين التابعين لحكومة الوفاق، تجاوز هذا الخط، لتعلن اليوم الجمعة حكومة الوفاق، عن العودة لصوابها، وأعلنت وقف إطلاق النار في جميع الأراضي الليبية، فيما طالبت بعثة الأمم المتحدة ببدء ترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، لتكون الترجمة الأقوى لرسائل الرئيس، خلال 60 يوما فقط.
وترجمت تصريحات الرئيس على الأرض، بإعلان حكومة الوفاق، فالواقع أكد أن الإدارة المصرية قوية، لم تحم حدودها فقط، بل حمت إرادة الليبيين أيضاً، وحفظت أراضيه من الغزاة، وطهرت البلد الشقيق من شرعنة تواجد القوات الأجنبية على أراضيه، وباتت القضية الليبية معروفة لكل المجتمع الدولي، ويعلم الجميع الآن من المعتدي، ومن الطامع في مقدرات شعب ليبيا الشقيق، بعدما أعلنت الأمم المتحدة رسمياً ضرورة طرد القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
ما وصلت إليه ليبيا اليوم يعكس بشكل واضح الدور المصري الكبير في ليبيا، من حيث حماية حدودها، والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، بعدما وصلنا إلى مرحلة وقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية، وما تلاه من مطالبات دولية بالتطهير.
واعتبر مراقبون وسياسيون تلك الخطوة انتصاراً للإرادة المصرية، يقول الكاتب الصحفي، خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، إن التحول في موقف حكومة السراج يعدا انتصارا للإدارة المصرية، في ملف الأزمة الليبية، وكذا انتصارا سياسيا وإقليميا لرؤية وإرادة الرئيس السيسي.
وقال خالد صلاح، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "التحول في موقف حكومة السراج يؤكد انتصار الإدارة المصرية لملف الأزمة الليبية بالحسم والردع المبكر وفضح مواقف المستعمرين الجدد في أنقرة والانحياز الكامل للشعب الليبي ومصالحه الوطنية العليا تحت شعار ليبيا موحدة.. انتصار سياسي وإقليمي جديد لرؤية وإرادة وحسم ودبلوماسية الرئيس السيسي".
وتتوافق تلك التطورات، مع المبادرة المصرية للحل السلمي في ليبيا "إعلان القاهرة"، والتي تنص، على: التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن، والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار اعتبارا من 8 يونيو الجاري.
وترتكز مبادرة "إعلان القاهرة" على مخرجات مؤتمر برلين، التي نتج عنها حلا سياسيا شاملا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة (المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية)، واحترام حقوق الإنسان، واستثمار ما انبثق عن المؤتمر من توافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية.