اقتربت من الانهيار.. هبوط الليرة التركية بشكل حاد والمستثمرون يترقبون اجتماع "المركزي"
الإثنين، 17 أغسطس 2020 12:30 م
هبوط حاد شهدته الليرة التركية هذا الأسبوع أمام الدولار الأمريكي ، وهو ما جعل المستثمرين، حيث تنامت توقعات المستثمرين لتبني البنك المركزي خطوات تشديد نقدي بينما يترقبون اجتماع سعر الفائدة هذا الأسبوع.
وقد هبطت الليرة أكثر من 0.25 بالمئة إلى 7.3880 مقابل الدولار بحلول الساعة 0645 بتوقيت جرينتش، من حوالي 7.3650 يوم الجمعة.
في حين تنامت التوقعات لزيادة رسمية لأسعار الفائدة من أجل كبح خسائر الليرة، فقد لجأ البنك المركزي حتى الآن لإجراءات غير رسمية لرفع تكلفة التمويل، بما في ذلك خطوات على صعيد السيولة وتوجيه المقرضين للاقتراض بسعر أعلى.
وقال مصرفي من إدارة الخزانة ببنك تجاري إن إجراءات التشديد مهمة لليرة التي لم تهبط بالسرعة التي هبطت بها خلال الأزمة المالية في 2018.
ومن المقرر أن يعلن البنك المركزي قراره بشأن سعر الفائدة لشهر أغسطس يوم الخميس. حيث يتوقع بعض المحللين أن يقوم المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي، في الوقت الذي يتنبأ فيه آخرون بأن يواصل سياسة التشديد من خلال السيولة بدلا من رفع السعر رسميا.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات من وزارة الخزانة التركية اليوم الاثنين تسجيل الحكومة المركزية عجزا في الميزانية قدره 29.7 مليار ليرة (4.02 مليار دولار) في يوليو، في حين بلغ العجز الأولي، الذي لا يشمل مدفوعات الفائدة، 21.2 مليار ليرة، حيث بلغ عجز ميزانية الأشهر السبعة الأولى من السنة 139.1 مليار ليرة، متجاوزا بقليل ما توقعته الحكومة للعام بأكمله.
كان وزير المالية بيرات البيرق قال الأسبوع الماضي إن هدف عجز الميزانية لن يتحقق هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا، ليدور العجز بين خمسة وستة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع التوقع الحكومي السابق البالغ 2.9 بالمئة.
وكانت مصادر تركية أفادت بأن البنك المركزي يُقدّم للبنوك تمويلا من خلال قناة يحتمل أن تكون أكثر تكلفة، وذلك في أحدث محاولة لوضع حدّ لتراجع سعر صرف الليرة دون رفع سعر الفائدة الرئيسي.
من جانبها نقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المصادر، التي وصفتها بأنها في مواقع صنع السياسة، أنهم بدأوا تلقي طلبات على مزاد اتفاقية إعادة شراء لأجل شهر بقيمة 20 مليار ليرة (7ر2 مليار دولار) عبر ما أسموه الطريقة التقليدية. كما فتح البنك مزادا لمدة ثلاثة أشهر لمبادلة 20 طنا من الذهب بالليرة عبر الطريقة ذاتها.
وعلى عكس الطريقة الأخرى التي يحدد فيها البنك المركزي سعر الفائدة، فإن السعر سيتم تحديده من خلال عروض البنوك. ونظرا لأن المركزي أوقف استخدام اتفاقيات إعادة الشراء الخاصة به، فإن البنوك المحتاجة إلى تمويل ربما تشارك في المزاد وكذلك ستقوم برفع تكلفة التمويل.
ومع تراجع قيمة الليرة التركية، وتفاقم العجز الاقتصادي، يبدو أن تصريحات البيرق ووعوده وتأكيداته أن تركيا ستتجاوز الأزمة، وأنّ الاقتصاد التركي قوي ويتعافى بسرعة، وأنّها لم ولن تلجأ لأي مؤسسة أو منظمة دولية خلال إدارتها للمرحلة الحالية من وباء فيروس كورونا، لا تلقى أذناً صاغية لدى الأسواق التي تئنّ تحت وقع الضغوطات المتراكمة.
وأطلق ناشطون أتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ # BeratAlbayrakİstifa ، الذي يعني "استقالة بيرات البيرق"، على تويتر مع تراجع الليرة، مما دفع ماهر أونال، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في البرلمان، إلى الدفاع عن الوزير الذي يشغل منصب زوج ابنة رئيس البلاد، وفقاً لما يقوله أتراك.