شيرين النجار: كورونا أحدثت ثورة في المنظومة التعليمية ولم تعد المدارس والجامعات صوامع معزولة
الأربعاء، 29 يوليو 2020 07:00 م
أكدت الدكتورة شيرين النجار، الأستاذة بجامعة "هاى بوينت" بولاية نورث كارولينا الأمريكية، أن جائحة كورونا -فيروس Covid-19- لها تأثيرات خطيرة علي قطاع التعليم ككل، وهو ما دفع الحكومات بجميع أنحاء العالم ومن بينهم مصر، إلى سرعة العمل على ايجاد بدائل في ظل هذا الوباء، مما ادي إلي إعادة تقييم منظومة التعليم الحالي القائمة علي المحاضرين الذين يقفون امام صفوف من الطلاب المفترض أنهم يستمعون بشغف وتركيز من اجل تحصيل المعلومات.
وقالت الدكتورة شيرين النجار أن منظومة التعليم الأكاديمى في ظل كورونا شهدت ثورة وانقلاب، بعد طرح تصور جديد حول المؤسسات التعليمية، موضحة "لم تعد المدارس والجامعات مجرد صوامع معزولة، بل اصبحت ساحات يمكن للطلاب من خلالها التعلم والانخراط في المجتمع المحيط بهم، كما أن التعليم عن بعد اصبح هو البديل وطوق النجاة للطلاب الذين فرضت عليهم الأزمة الحالية المكوث في البيوت".
وشاركت الدكتورة شيرين النجار الأثنين الماضى في مؤتمر "مستقبل التعليم في مصر بعد جائحة كورونا"، الذى نظمه مركز بدر للدراسات الدولية، الذى بدأ فى فبراير الماضى، بحضور عدد كبير من رؤساء الجامعات المصرية والتربويين، وقالت "أصبح للتعليم من بعد واللجوء إلي استخدام التقنيات الحديثة ضرورة حتميه، لاقت استحسانا كبيرا من الخبراء التربويين، لكنها في نفس الوقت واجهت انتقادات حادة من جانب أولياء الامور، الذين وجدوا انفسهم امام نظام تعليمي جديد غير مفهوم بالنسبة لهم، كما عده البعض مخاطرة بمستقبل ابناؤهم الطلاب، وأكد البعض أن هذه المنظومة تستوجب دراية أولياء الامور بنظم التطبيقات الالكترونية الحديثة لمتابعة تعلم أبنائهم"، لافتة إلى أن التعليم عن بعد خلق منظومة تعليمية متطورة تتماشي مع التقدم العلمي السريع، وتلعب دورًا فعالا في رفع كفاءة الطلاب العلمية والثقافية، خاصة أن هذه التقنية تسهل عملية التواصل مع جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية، كما تقدم نظام متابعة دقيقة لتقدم المستوي الأكاديمي لكل طالب على حدة، وايضا تساهم في تقليل المهدر في الموارد وتعوض النقص الكبير في الهيئات التدريسية وتحل مشكلة تكدس الطلاب، بالإضافة إلى أنه يوفر المادة العلمية طوال الوقت ويسمح بالتواصل الدائم بين الطلاب وهيئة التدريس.
وأضافت الدكتورة شيرين النجار "هذه التقنية تمكننا من الوصول إلي اي طالب لم نستطيع الوصول اليه عندما كانت المؤسسات التعليمية مفتوحة، وهذا بالطبع يوفر الجهد والوقت الذي يقضيه الطالب في وسائل المواصلات التي قد تصل لساعات طويلة كل يوم للوصول إلي الجامعات، كما أنه يحفز المتعلم علي اكتساب أكبر قدر من التحصيل العلمي، لأنه اصبح قادرا علي دراسة ما يريد في الوقت الذي يريده، واتاح مجالات جديدة واختيارات عدة علي حسب رغبة كل طالب، وهذا بالتالي يساعد علي الاجتهاد والاعتماد على الذات في تحصيل المعلومات".
وأكدت الأستاذة بجامعة "هاى بوينت" أن التعليم عن بعد ملائم لكافة الأفراد سواء كان محاضرا او طالب علم، فهو يقلل من الضغط العصبي والتوتر الذي يتعرض له الطلاب في الفصول التقليدية ويمنحهم حالة من الهدوء التي تساعدهم على التركيز لغياب عوامل التشتيت بسبب تكدس قاعات الدراسة، مضيفة " أن تطبيق التعليم عن بعد عبر المنصات الإلكترونية يستلزم الأعداد لمناهج تعليمية لها مواصفات خاصة في دراستها، وايضا في تدريسها، لذلك يجب أثراء البنية المعلوماتيه لدي المدرسين والطلاب في نفس الوقت، فلا يقتصر التعلم عن بعد علي استخدام الانترنت فقط، لإن الاذاعة والتلفزيون من الادوات التي لا ينبغي الاستهانة بجدواها، ويمكن ايضا الاستفادة من المميزات التي توفرها لنا شبكات التواصل الاجتماعي في تمكين وزارات التعليم من التواصل بفاعلية مع الاهل والمعلمين لتزويدهم بالارشادات والتعليمات وهيكل عملية التعلم، مستعينا بالمحتوى المقدم عبر الإذاعة والتلفزيون".
وأشارت الدكتورة شيرين النجار الأستاذة بجامعة "هاى بوينت"، إلى وجود عراقيل تواجه المنظومة التعليمية الجديدة، مرتبطة بالأوضاع المعيشية لعدد كبير من الطلاب ممن لا يتوفر لديهم الاجهزة الالكترونية او خدمات الانترنت، وقالت "لا ننكر أن من عيوب التعليم من بعد غياب التفاعل بين المدرسين والطلاب، وغياب تأثير المهارات الفردية التي يتمتع بها بعض المعلمين وضعف بعض المؤسسات التعليمية للبنية التحتية وللتكنولوجيا الازمة لهذا النوع من التعليم".