بعد الزيارة المريبة لغينيا.. لماذا يصر أردوغان على التوجه لإفريقيا؟

السبت، 25 يوليو 2020 11:40 ص
بعد الزيارة المريبة لغينيا.. لماذا يصر أردوغان على التوجه لإفريقيا؟
رضا عوض

"أحلام أردوغان التوسعية في أفريقيا لا تنتهي".. هذا ما ترجمته الزيارة المريبة والغريبة التي قام بها وزير خارجية تركيا تشاووش أوغلو، إلى غينيا، الأسبوع الماضي وهي البلد التي تتمتع بأهمية ساحلية شديدة على المستوى الاستراتيجي، حيث قام بافتتاح أول سفارة لتركيا في غينيا.

الغريب أن أوغلو وصف غينيا الاستوائية بأنها "حليف استراتيجي" لتركيا، وهو ما فتح الحديث عن مخططات أردوغان السابقة للوصول إلى القرن الإفريقي، تلك المنطقة التي تذخر بمواقع هامة علي البحر الأحمر ومضيق باب المندب والمحيط الهندي.

البداية كانت مع الصومال ذلك البلد الذي يقع في منطقة القرن الإفريقي والذي مزقته الصراعات والحرب الأهلية، حيث استطاع أردوغان استغلال الأزمة السياسية التي وقعت فيها البلاد منذ التسعينات وأغدق بأموال المساعدات وأطلق مشاريع تنموية وفتح مدارس، كما انخرطت تركيا في وضع أجندة بناء الدولة، بما في ذلك افتتاح منشأة عسكرية ضخمة لتدريب الجنود الحكوميين الصوماليين.

كما استولت شركات تركية على مطارات موانئ مقاديشو، بل أن الصومال أرسلت طلبا لأردوغان بالتنقيب عن النفط في البلاد، وهو ما يدل على تمدد النفوذ التركي داخل إفريقيا، كما استغلت تركيا الفوضى السائدة في الصومال جراء الحرب الأهلية، وافتتحت، في 2017، قاعدة عسكرية.

واتجه أردوغان ناحية جارتها جيبوتي وافتتح أكبر مسجد في البلاد، بتمويل من مؤسسة "ديانيت" التركية.

كما سعي ناحية إثيوبيا وقام بعمل استثمارات ضخمة هناك أكبر من تلك الموجودة في الصومال وجيبوتي جارتا أثيوبيا، وهو ما جعل تقرير "بروكينجز" يلمح إلى هذا التعاون التركي الإثيوبي وهو ما سيشكل قوي معادية لمصر، مشيرة إلي أن هناك ترتيبات في الداخل التركي لزيارة كبيرة يقوم بها أردوغان إلى أديس أبابا.

كما وجه أردوغان انظاره إلى غرب إفريقيا، حيث اتجه إلى السنغال وسعي لبناء شراكة تجارية بمشروعات خاصة في أعمال البنى التحتية، وفي 2018، منحت مؤسسة "ديانيت" التركية، غانا واحدًا من أكبر المساجد في غرب أفريقيا، بسعة 5 آلاف شخص، ومدرسة للأئمة.

كما قام أردوغان بعدد من الزيارات الغريبة بداية العام الحالي إلى السنغال والجزائر وجامبيا، وهو ما كشفت عنه صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي تحدثت عن مساعي أردوغان الخطيرة لتمديد نفوذ تركيا داخل القارة السمراء، مؤكدة أنه يسعى لاستغلال موارد دول القارة لمصالحه الخاصة.

تحركات أردوغان الأخيرة تأتي في ظل رؤية عثمانية جديدة يقودها أردوغان، حيث أعدت أنقرة، في 2003، ما سمي بـ " استراتيجية تنمية العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأفريقية" بغرض الاستيلاء على المواد الخام، إلا أن التحرك الفعلي لم يبدأ إلا بعد ذلك ب 5 سنوات، عندما عقدت قمة التعاون التركية الأفريقية في إسطنبول في عام 2008، ومنذ هذا الوقت ارتفع عدد سفارات أنقرة في إفريقيا من 12 إلى 42، كما قفز عدد مكاتب وكالة التعاون والتنسيق التركية " تيكا "، من 3 إلى 11.

كما نجح أردوغان في التسلل إلى النيجر وهي الدولة الغنية باليورانيوم، حيث قام باستثمارات لمجموعة "سوما" والتي تعد ستار تركيا لسلب الثروات في الدول الأفريقية، حيث فازت بعقود ضخمة أبرزها بناء مطار العاصمة نيامي الجديد بتكلفة 154 مليون يورو.

وتستعد تركيا هذه الفترة للانقضاض على ليبيريا، حيث يترقب أردوغان طرح مناقصة تشمل 9 مناطق بحرية للاستكشاف، تشمل بالأساس حوض هاربر أقصى جنوبي البلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق