فتنة «آيا صوفيا».. تركيا تنتظر عزلة دولية بعد تحويل المتحف إلى مسجد

الإثنين، 13 يوليو 2020 12:01 م
فتنة «آيا صوفيا».. تركيا تنتظر عزلة دولية بعد تحويل المتحف إلى مسجد
آيا صوفيا

تداعيات عديدة وخسائر محتملة سوف تتبع قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتحويل متحف "أيا صوفيا" إلى مسجد، حيث رصدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ردود الفعل المحتملة للقرار والتي أكدت تعرض تركيا لعزلة خارجية وتضييق بسبب هذا القرار. 
 
وتتضمنت الدراسة إلى أن ردود الفعل حول قضية "آيا صوفيا" انقسمت بين مؤيد ومعارض لها داخل تركيا، حيث ينظر الاتجاه المؤيد من أنصاره إلى متحف “آيا صوفيا” باعتباره أحد رموز الحقبة العثمانية، وأحد انتصاراتها بغض النظر عن هوية "آيا صوفيا" السابقة، واستنادًا إلى أنه ضمن أملاك السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي قام بشرائه من أمواله الخاصة من القساوسة، وبالتالي فإنهم يعتبروا إعادة إقامة الشعائر الإسلامية بالمسجد ما هو سوى تلبية لوصية السلطان وانتصار للسيادة التركية.
 
ويحظى هذا التيار بتأييد شريحة من الأتراك وفقًا لاستطلاع رأي أجرته إحدى المؤسسات البحثية التركية، بجانب دعم بعض الأحزاب السياسية في تركيا.
 
أما الإتجاه الثاني المعارض لتوظيف قضية "آيا صوفيا" يرون أن الأمر لا يخرج عن كونه استمرار لسياسات أردوغان في خلط الأوراق والتوظيف السياسي.
 
واتضح ذلك في استطلاع رأي أجرته مؤسسة “متروبول” للأبحاث كشف أن نحو 44% من الأتراك يعتقدون أن الخطوة دعائية تهدف إلى تحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية، وهو ما يشير إليه تناقض مواقف "أردوغان" من القضية.
 
وصرّح أردوغان في حديث سابق للتلفزيون التركي بأن تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، لكنه عاد وغير موقفه في مارس 2019 في أعقاب الانتخابات البلدية ليؤيد اتجاه تبني قضية تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد.
 
وترى هذه الشريحة أن "أردوغان" ربما يعمل على كسب أصوات القوميين وأصحاب النزعة الإسلامية والمحافظين لصفه من خلال هذه القضية، خاصة في ظل مساعيه للدعوة لعقد انتخابات رئاسية مبكرة تضمن له الاستحواذ على السلطة قبل نجاح أحزاب المعارضة والقوى الناشئة من التكتل ضده.
 
ومن ضمن تداعيات القرار الخاص بتحويل متحف "آيا صوفيا" لمسجد، تعرض تركيا لعزلة وتضيق خارجي وتوتر في العلاقات مع عدد من الدول في مقدمتها اليونان التي تنظر إلى "آيا صوفيا" باعتبارها جزءًا من تراثها ورمزًا لإمبراطوريتها.
 
كما يزيد القرار من التوتر مع عدد من القوى والمؤسسات الدولية، خاصة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن انتقادات من قبل الاتحاد الأوروبي واليونسكو، ومن ثم يمكن أن يتسبب هذا القرار في إحداث مزيد من العزلة بين تركيا ومحطيها الإقليمي والخارجي.
 
ويفتح "آيا صوفيا" الباب لمزيد من الضغوطات والقيود على تركيا خاصة في ظل التوقعات بقيام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا في الاجتماع المزمع عقده في 13 يوليو الجاري.
 
بالإضافة لتداعيات القرار على القطاع السياحي التركي، حيث يعتبر “آيا صوفيا” ضمن أبرز المعالم السياحية في تركيا، فقد زاره كمتحف نحو 3.7 ملايين سائح خلال عام 2019، كما تشير التقديرات إلى أن عدد زواره بلغ نحو 31 مليون سائح خلال الاثني العشر سنوات الأخيرة.
 
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد لا تؤثر على إجمالي أعداد السياح الوافدين إلى تركيا بشكل ملحوظ، إلا أنها ستؤدي إلى انخفاض عائدات قطاع السياحة بما يقدر بنحو 41 مليون دولار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق