كارت أحمر في وجه إرهاب الإخوان.. تحركات فرنسية جادة لـ«تحجيم» الجماعة ومنع تمويلها
السبت، 11 يوليو 2020 02:55 م
«جماعة الإخوان تهدد أمن فرنسا ويجب اتخاذ خطوات جادة تجاهها»، هكذا دعت وسائل الإعلام الفرنسية إلى التصدي لخطر التنظيم الظلامي، محذرة من هيمنتها وأفرعها في الأراضي الفرنسية ومحاولات المريبة في التأثير على نسيجها المجتمعي بالتضليل والخداع وإنشاء خلايا سرية، داعية إلى الاهتمام أكثر بتقرير مجلس الشيوخ الفرنسي بشأن تهديدات الجماعة الإرهابية ووضعه في قائمة الاهتمامات الأولية.
وجاء في نصر تقرير مجلس الشيوخ الفرنسي أنّ «التطرف الإسلامي اليوم في عدد متزايد من المناطق في فرنسا، وذلك بناء على تقرير أعِدّ بعد على 70 مقابلة أجراها أعضاء مجلس الشيوخ مع باحثين وناشطين وجهات فاعلة في المؤسسات وقادة سياسيين ضمن لجنة تحقيق تم إنشاؤها في نوفمبر 2019 بمبادرة من حزب الجمهوريين».
وأكدت وسائل الإعلام الفرنسية أن الجماعة يتنامى نشاطها بشكل ملحوظ، وباتت تمثل خطرًا داهما على أمن فرنسا، موضحة أن سلوكيات تنظيم جماعة الإخوان والمنظمات التابعة له في باريس تمس جميع الأقاليم الفرنسية وخاصة في الغرب، الذي خرجت بعض المناطق من سيطرة الحكومة، بحسب محطة «بي.إف.إم» الفرنسية.
وتمثلت التحذيرات التي أوضحها مجلس الشيوخ الفرنسي، في منظمات محسوبة على تنظيم الإخوان منها «ائتلاف مكافحة الإسلاموفوبيا» في فرنسا، ومنظمة «مسلمي فرنسا»، كما أشار إلى أن هناك اتهامات تطال عدد من العاملين في «مجلس الديانة الإسلامية» المقربين من التنظيم الإرهابي، مطالبًا بإغلاق الأماكن أو الجمعيات التي تبث خطابات تمييزية أو تحض على الكراهية والعنف، وتدعو إلى عدم تجديد الاتفاقات الموقعة مع دول أجنبية لتدريب الأئمة الذين يعتزمون الوعظ في فرنسا.
وسلطت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، الضوء على أن جماعة الإخوان في فرنسا يقدر عددهم بما يقارب 50 ألفًا، مشيرة إلى أنهم جماعة متطرفة ورفضوا المثول أمام البرلمان للرد على اتهاماتهم بالإرهاب، لافتة إلى أن الهجمات الإرهابية التي نفذت في فرنسا منذ العام 2015 قدر أعداد الضحايا بما يقارب 250 شخصًا، محذرة من تولي الجماعة لتدريبات في الخارج وتلقيها لتمويلات، داعية إلى حظر الأيديولوجيات المتصلة بتنظيم الإخوان من الأراضي الفرنسية، بحسب رئيسة لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ، ناتالي ديلاتر.
ووقعت هجمات إرهابية عدة في فرنسا بعد ظهور تنظيم داعش شملت تفجيرات وحوادث دهس وطعن، وهو ما دفع الدوائر السياسية الفرنسية إلى التحرك بقوة للتحذير من تنامي جماعة الإخوان، والتركيز أكثر على مصادر الدعم التي تتلقاه من الخارج عبر بوابة المساعدات الإنسانية والعمل الخيري.
عدو قاتل للحكومة
اتخذت الحكومة الحكومة الفرنسية الجديدة دوراً حازماً في مواجهة تهديدات تنظيم الإخوان والجميعات المنبثقة منه، حيث نبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من «الحركات الانفصالية الإسلامية» وأعلن إجراءات ضد التأثيرات الأجنبية على الإسلام في فرنسا (تمويل المساجد والأئمة).
أما وزير وزير الداخلية الجديد، جيرالد دارمانين، قال أمام مجلس الشيوخ إن «الإسلام السياسي كان عدواً قاتلاً للجمهورية»، داعياً إلى محاربة أي شكل من أشكال الطائفية.
تغلغل مريب
وكشفت صحف فرنسية تواطؤ بعض النواب في مجلس الشيوخ في دعم جماعة الإخوان، حيث أوضح موقع "أتلنتيكو "الفرنسي أن بعض النواب المنتخبين من عدة أحزاب تواطئوا مع الجمعيات والمنظمات المرتبطة بالإخوان خاصة في المجال التعليمي، عبر تسهيل دخول أقارب الإخوان في المؤسسات الأكاديمية، في المقابل عجزت السلطات الفرنسية عن مواجهة هذه الممارسات لعدم فهم خطورة تلك المشكلات.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن أعضاء جماعة الإخوان ازداد خلال السنوات الماضية بشكل كبير في أوروبا، بعد اختبائهم في ثوب الوعظ الديني للاقتراب من السلطات على مدار 30 عامًا.
وبدورها أوضحت الباحثة الفرنسية فلورنس بيرجود بلاكلير، أن جماعة الإخوان في فرنسا تخطط لإقامة ما تسمى «خلافة عالمية»، عن طريق تنشيط خلاياهم في المجتمعات الرأسمالية والديمقراطية متعددة الأديان، والاستثمار في التعليم والمؤسسات الدينية لتحقيق أهدافهم.
france_0
وكانت سلطت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، الضوء على تقرير للبرلمان الفرنسي يحذر من مغبة تنامي الحركات السلفية والإخوانية في البلد، ويطالب الحكومة الترحك لمواجهة التطرف.
وبحسب التقرير، الذي صدر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن هناك نحو 40 إجراء لأجل «مواجهة التشدد»، لأن الأمر قد يصبح أكثر تهديدا، في وقت اقترح فيه التقرير اتباع جملة من الإجراءات، بينها منع التحريض والخطابات الانفصالية، إضافة إلى مراقبة المدارس والجمعيات.
ويشير التقرير، إلى أنه يجب على كل جمعية ترغب بالاستفادة من دعم الدولة، أن توقع على ميثاق تتعهد فيه باحترام «قيم الجمهورية الفرنسية»، إضافة إلى وضع قاعدة بيانات للتلاميذ الذين يتابعون الدراسة من بيوتهم.