الغزو التركي لليبيا.. الوفاق ترحب والشعب يثور
الأحد، 05 يوليو 2020 02:30 ممحمود على
تعددت الدعوات المطالبة بتنظيم مظاهرات في عموم الشرق الليبي على خلفية رفض زيارة وزير الدفاع التركي خلوصى آكار إلى العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعدما كشفت عن الكثير من الأطماع التركية في ليبيا نظير الدعم العسكري الذي قدمته أنقرة لحكومة الوفاق لمحاربة قوات الجيش الوطني الليبي.
ردود الأفعال الليبية الغاضبة ظهرت على عدد من النواب الليبيين الذين وصفوا حفاوة استقبال حكومة الوفاق لآكار بأنها خيانة وعمالة واستدعاء للاحتلال، في وقت دعا فيه المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا الشعب الليبي المشاركة في التظاهرة الكبرى ضد الغزو التركي على البلاد.
وينظم المجلس الأعلى لقبائل ليبيا مظاهرة اليوم الأحد بعد صلاة العصر بساحة الكيش بمدينة بنغازي يعلن فيها رفضه للاحتلال التركي الذي يظهر يوما تلو الآخر وما ينتج عنه من مطامع سياسية واقتصادية، وكان آخرها زيارة وزير الدفاع التركي خلوصى الآكار التي أشارت الصحف إنها لجنى ثمار التدخل التركي في ليبيا.
وقال المجلس في بيان له إن "اسماع صوت الشعب الليبي لكل العالم بما يعانيه الوطن من استعمار وإرهاب وجرائم إنسانية هو واجب وطني وشرعي يحتم على كل مواطن ضرورة الإعلان عن موقفه عبر هذا الحشد الشعبي الكبير".
وأظهرت الصور التي التقطتها عدسات الكاميرات المصاحبة لزيارة وزير الدفاع التركي، مدى تبعية حكومة الوفاق لتركيا، حيث وصف عضو مجلس النواب الليبي سعيد أمغيب أعضاء حكومة الوفاق بالعملاء، فيما أثير الصور عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ونشروها تحت عناوين ساخرة تتحدث عن تحول طرابلس إلى ولاية عثمانية.
وخلال زيارته الحالية إلى ليبيا، التي بدأت أول أمس برفقة رئيس الأركان، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي آكار مع ضباط وجنود أتراك بغرفة العمليات المشتركة بطرابلس لمتابعة خطط العمليات والقتال، ولبحث تشكيل فرق عسكرية مشتركة بين البلدين والتنسيق والتدريب بينهما، معلنا رفض بلاده للمبادرة المصرية للحل في ليبيا.
وعلق المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي على زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار والوفد العسكري المرافق له إلى المنطقة الغربية واجتماعاته، مؤكدا أن زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا تأتي في إطار دعم الجماعات الإرهابية التي احتمت بأنقرة وطالبت تدخلها مقابل الأموال الليبية المقدرة بالمليارات وترسيم الحدود وإعطائها حصة لا تستحقها في مياه البحر الأبيض المتوسط بالإضافة للانتهاكات الأخرى التي تقوم بها تركيا بفرض إرادتها على الليبيين في الغرب وجلب الأسلحة والمرتزقة المقدر عددهم بحوالي 17000 مرتزق مشددا على أن كل ذلك يعد تدخلا سافرا في الشأن الليبي واعتداء على البلاد.
ودعا المجتمع الدولي للعمل على وقف هذا الاحتلال الذي يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية، مشددا على رفض الشعب الليبي للتدخل التركي في البلاد مؤكدا أن "الشعب لن ينحني للجبروت التركي بل سيتصدى لهم ويمنعهم من احتلال البلاد".