مأزق السلطان العثماني.. المجتمع الدولي يفضح إرهاب أردوغان وحكومة الوفاق
الجمعة، 26 يونيو 2020 09:30 م
تتواصل جهود المجتمع الدولى من أجل الحل السلمى فى ليبيا، وهو ما اتضح من عدة مواقف لدول غربية وأوروبية حذرت حكومة ما تسمى بالوفاق من الاستمرار فى القتال والاشتباكات ودعتها للجلوس على مائدة المفاوضات من جديد، وآخرها تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، إنها شددت على حكومة فايز السراج في طرابلس، بضرورة استئناف المحادثات بشأن نزع سلاح الميليشيات.
الحكومة الإيطالية كانت قد سبقت نظيرتها الأمريكية فى توجيه رسالة حاسمة لحكومة فايز السراج، بتحذيرها من أي محاولات لإختراق مدينة سرت.
وزير خارجية إيطاليا، لويجي دي مايو، شدد عقب لقائه السراج في طرابلس، على ضرورة إطلاق العملية السياسية في ليبيا، والعودة إلى المفاوضات ووضع حد للتدخلات الخارجية في ليبيا، والعودة للمسار السياسي.
وقال دي مايو: "لقد أثرت مع السراج مخاوفنا بشأن العمليات العسكرية في سرت التي يمكن أن تؤدي إلى تجدد القتال ووقوع المزيد من الضحايا في صفوق المدنيين".
وتابع: "كما أكدت أن هذه المسألة من شأنها أن تؤدي عمليا إلى تقسيم البلاد، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا باعتباره الخطوة الأولى نحو اندلاع صراع مسلح جديد".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد قال في كلمة قبل أيام إن محور "سرت والجفرة خط أحمر" بالنسبة إلى مصر.
وأكد السيسي أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيا، متابعا أن "جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا"، ومشددا على أن "مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا"، كما أنها حريصة "على سيادة ووحدة الأراضي الليبية".
وكانت واشنطن، قد أعربت في بيان، عن رفض كافة التدخلات الأجنبية في ليبيا، مؤكدة حتمية الوقف الفوي لإطلاق النار، واستئناف المفاوضات تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
وقال البيان أن الخارجية الأمريكية أكدت لحكومة الوفاق ضرورة عدم خضوع قوات الأمن لأي تهديد من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة والمقاتلين الأجانب.
وقالت تقارير صحفية غربية أن المواقف الأمريكية جاءت بعد اجتماع بين مسؤولين عسكريين أميركيين، من جهة، ووفد من حكومة فايز السراج، من جهة أخرى، في الرابع والعشرين من يونيو الجاري.
وكان مجلس الأمن القومي الأمريكي، قد أكد أن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري في ليبيا من جميع الأطراف.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 16 ألف ليبي نزحوا في الأيام الأخيرة من جراء أحدث جولات القتال في العاصمة وفي بلدة ترهونة الواقعة على مسافة 72 كيلومترا جنوب شرق العاصمة.
و دعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك مساء أمس الخميس إلى إنهاء "كل التدخلات" الأجنبية في ليبيا، حاضّةً الأطراف الليبيين على "إنهاء المعارك فورا وبلا شروط".
كما دعت الدول الأوروبية الجهات الأجنبية إلى إنهاء كل التدخلات، و" الاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي". ومن المتوقع أن يتباحث الرئيسان الفرنسي والروسي بعد ظهر الجمعة في ملف ليبيا الشائك.
ماكرون
وقالت الدول الأوروبية الثلاث إنه "في مواجهة الخطر المتنامي لتدهور الوضع في ليبيا والتصعيد الإقليمي، تدعو فرنسا وألمانيا وإيطاليا جميع الأطراف الليبيين إلى إنهاء المعارك على الفور وبلا شروط" وإلى تعليق التعزيزات العسكرية في البلاد.
وقال البيان إن الدول الثلاث "تحض أيضا الجهات الأجنبية على إنهاء كل التدخلات، وعلى الاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي".
يذكر أن مدينة سرت الصحراوية تقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
ينتمي سكان سرت إلى أربع قبائل أساسية هي القذاذفة "عشيرة القذافي" وورفلة" والفرجان والمقريحة واشتهرت المنطقة منذ قرون بتربية الماشية والإبل.
كان يعيش في المدينة 120 ألف شخص، إلا أن بعضهم فروا خلال الثورة عام 2011 أو بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابى عليها في 2015. ولا يزال هناك حوالي 50 ألف مدني في المدينة.
ويعد الخط الذي يربط سرت والجفرة (التي تبعد 280 كلم) تاريخياً بمثابة حدود بين إقليمي طرابلس وبرقة.