بعد اكتشاف معبد أثري في إسنا بـ«الصدفة».. هذه اكتشافات عرفت «دون قصد»
الأحد، 05 يوليو 2020 01:04 م
"رب صدفة خير من ألف ميعاد".. مثل قديم ربما ينطبق على سلسلة من الاكتشافات الأثرية الهامة والتي لعبت فيها "الصدفة" دور البطولة، وقادت هذه الاكتشافات الأثرية لثورة ضخمة في عالم الأثار بعد أن كشفت جانب هام من تاريخ مصر القديم، وهو ما ظهر في الاكتشاف الأثري الكبير الذي تم منذ عدة أيام في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بعد أن تسبب محاولة بعض المواطنين التنقيب عن الآثار في كشف أثرى هام يعود للعصر البطلمي بجوار معبد خنوم بإسنا.
تبين وجود رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش الغائر، ترجع للعصر البطلمي وامتدادا لمعبد إسنا الذي يقع على بُعد حوالى 200 متر من المنطقة التي جري فيها التنقيب.
وعقب القبض على المتهمين بالتنقيب عن الآثار قامت لجنة من وزارة الآثار بمعاينة الحفرة الموجودة فتبين وجود حفرة دائرية الشكل "بقطر 1,5م وعمق 5 م" يوجد في نهايتها حفرتين، حيث تبين أن الحفرة الأولى جانبية بإتجاه الشمال الشرقي بطول 3 م، ويوجد به جدار من الحجر الرملى عليه رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش الغائر.
أما الحفرة الثانية فكانت في الاتجاه الغربى بطول 2 متر، تنتهى بسرداب فى الاتجاه الشمالى يقع بين جدارين من الحجر الرملى أحدهما عليه رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش البارز عليه خرطوشة تحمل اسم "الملك بطليموس" ونقش ملون للمعبودة "نيت" "من المعبودات الرئيسية لمعبد إسنا".
ولعل ومن أشهر الاكتشافات التي تمت صدفة في مصر كانت مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 كان هوارد كارتر على موعد مع أهم كشف أثري بالقرن العشرين، وهو الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون سليمة لم تمس، حيث يرجع هذا الكشف إلى "حمار" الصبي حسين عبدالرسول، وهو من العائلة التي كشفت عن خبيئة الدير البحري، الذي كان يحمل عليه جرار الماء للعمال وفي ذلك اليوم دخل الحمار إلى الوادي حاملا المياه ووراءه الصبي يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذي يعمل فيه العمال بعيدًا عن الأتربة، وتوقف في مكان ظليل، وبينما يحاول الصبي حسين عبدالرسول تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التي قادت هوارد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر".
وفي صيف عام 1997تم الكشف عن وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال بالصدفة أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بها؛ حيث كان الشيخ عبدالموجود حارس معبد "الإسكندر الأكبر" يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة في الأرض؛ وعندما نظر داخلها وجد وجوها من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
كما تم اكتشاف مقابر العمال بالصدفة بالقرب من منطقة الاهرامات عندما تعثرت قدم حصان تستقله سائحة؛ لتكون هذه هي بداية الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات.
ولعب ماعز الشقيقان أحمد ومحمد عبد الرسول دورا في اكتشاف بئرا لم يكن أحد يعلم بوجودها، وبعد النزول إلى البئر وجدا ممراً منحوتاً في الصخر فيه أهم مقبرة فرعونية، ضمت مومياءات وتجهيزات جنائزية لنحو خمسين شخصية من ملوك وأمراء ونبلاء، من أسر مختلفة تناوبت على حكم مصر، وقد حدث هذا الاكتشاف عام 1871، في منطقة الدير البحري، إلا أنه بقي سراً في محيط العائلة عشرة أعوام، يبيعون خلالها ما خف وزنه. إلا أن السر انكشف عام 1881 حين اشترى أحد مساعدي مدير الآثار المصرية قطعتين نادرتين منهما فجرى القبض على أحمد عبد الرسول، وتسلمت مديرية الآثار المصرية الخبيئة.
وفي سيناء تم الكشف عن كهف أثري يرجع تاريخه إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد في مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، وقد تم الكشف وعلي هذا الكهف الذي يقع في منطقة صعبة التضاريس تسمى "الزرانيج"، وهو من الحجر الرملي ويبلغ عمقه حوالي 3 أمتار وارتفاعه 3.5 متر بينما عرضه 22 متراً، ويعد هذا الكشف الأول من نوعه الذي يتم الكشف عنه بمنطقة جنوب سيناء، وقد تم العثور عليه بمحض الصدفة بناءً على إخطار أحد مغامري الصحراء في المنطقة.
وفي الواحات البحرية أعلنت وزارة الأثار عن العثور علي 14 مقبرة في منطقة عين الزاوية بالقرب من مدينة الباويطى فى الواحات البحرية، تعود للعصر اليونانى ( 300 قبل الميلاد)، وفيها مومياء مكتملة إلى جانب قطع أثرية أخرى.
وفي محافظة سوهاج تم الكشف عن مقبرة توتو وزوجته تا شيريت ازيس والتي جاء الكشف عنها بالصدفة البحتة عندما تم القبض علي 3 أشخاص بمعرفة رجال المباحث في منطقة الكوثر أثناء نزولهم من الجبل الشرقي وتبين بفحص هواتفهم وجود مقاطع مصورة لمقبرة وبحضور مباحث شرطة السياحة أرشدوا عن مكان المقبرة والتي أعلن اكتشافها وزير الآثار علي الهواء مباشرة في مؤتمر صحفي.
ومن أشهر الاكتشافات الأثرية التي تمت عن طريق الصدفة كانت عثور بعثة الإنقاذ الأثرية بقرية كوم شقاوة في مركز طما بمحافظة سوهاج على كتل حجرية كانت جزءاً من مقصورة للمعبودة أوزوريس في عهد الملك بطليموس الأول، وقد تم هذا الكشف أثناء تنفيذ مشروع للصرف الصحي بالقرية، وهو ما أدى إلى العثور من قبل على بقايا معبد الملك بطليموس الرابع.
عام 2014 تم اكتشاف معبد كامل، يرجع لتحتمس الثالث، بمنطقة تل العزيزية بـ"ميت رهينة"، أثناء قيام أحد المواطنين بالحفر، لتركيب "طلمبة" مياه بأرض يملكها، واكتشاف لوحة أثرية، وبقايا تمثال جرانيت الملك تحتمس الثالث.
وفي شهر يوليو 2018 تم اكتشاف تابوت من الجرانيت الأسود يزن عدة أطنانا بالصدفة أسفل عقار في شارع الكرملي بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية، وذلك أثناء الحفر لوضع أساس عقار، ورغم عدم العثور على قطع ثمينة به كما كان يتوقع البعض، فإنه اكتسب زخماً إعلامياً كبيراً وقتئذ بسبب اهتمام المصريين بمعرفة ما بداخله.