كواليس صفقة بيع ليبيا للأتراك.. إرهابي رئيسا للمخابرات وقاعدتين عسكريتين ونهب أموال الليبيين
الأحد، 05 يوليو 2020 12:22 ممحمود على
أثارت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى ليبيا الكثير من الجدل حول طبيعتها وأهدافها في ذلك التوقيت، في وقت بدا وكأن التدخل التركي الذي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يناير الماضي يحاصر من كل الجوانب جراء الرفض الشعبي الليبي تجاهه.
واتجهت كافة الترجيحات والتحليلات إلى أن وصول وزير الدفاع التركي العاصمة طرابلس والترحيب به من جانب حكومة الوفاق بهذا الشكل، يعني أن هناك أمرا في كواليس المشهد يتم صياغته، لمواجهة "إعلان القاهرة" الذي تم الإعلان عنه قبل أسابيع ولاقى ردود أفعال أيجابية واسعة من قبل المجتمع الدولي وأجبر تركيا على تجميد معاركها عند خط سرت الجفرة مع استمرار الدعم العسكري لحكومة الوفاق.
وانتقد عدد من نواب البرلمان الليبي المنتخب زيارة وزير الدفاع التركي، حيث علق سعيد أمغيب، عضو مجلس النواب، على الصورة المتداولة على نطاق واسع لوزير الدفاع التركي خلال زيارته للعاصمة الليبية طرابلس وإجرائه اجتماعا بعناصر من الجيش التركي داخل قاعدة معيتيقة الجوية.
وقال أمغيب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»،: "من رأى هذه الصورة ولم يتأثر أو يتكدر عليه أن يراجع نفسه، فهو حتماً قد استساغ الهوان واستعذب المذلة وفقد الانتماء"، متابعا بغضب "تباً لكم يا عملاء العملاء، ماذا تنتظرون أكثر من هذا لكي تفيقوا من غفلتكم؟".
من جانبه كشف عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني عن تفاصيل زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى طرابلس ومصراتة مؤكدا أنها تهدف للتنسيق حول خطة الهجوم على سرت والجفرة التي ستتولاها القوات التركية مباشرة بدعم من المرتزقة السوريين والميليشيات الليبية وقوى الإرهاب.
وأضاف العباني في تصريحات صحفية: "ليس بغريب أن يرسل أردوغان وزير دفاعه التركي إلى طرابلس وذلك لشأن يراه كبيرًا ألا وهو دعم آمر التسليح بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وآمر معتقل الهضبة سيئ السيط السابق، خالد الشريف لتنعينه رئيسًا لجهاز المخابرات الليبية.
وخالد الشريف هو أحد رجالات النظام التركي والمرتبط به ارتباطا وثيقًا، وكان قد ظهر كرئيسا لجهاز الحرس الوطني الليبي في عام 2012، ويعد أحد القيادات الكبرى بالجماعة الليبية المقاتلة، وأشار العياني إلى أن أنقرة تتخوف من أن يعين السراج تحت ضغوط شخصًا آخر غير خالد الشريف بعد أن رشحت معلومات تفيد بأن ميليشيات الزنتان تدعم بقوة تعيين عماد الطرابلسي لشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الليبية.
فيما تناولت صحف تركية وعالمية أهداف الزيارة التي ربما تشير إلى تطورات عديدة في الملف اللييي،، وكشفت صحيفة "أحوال التركية" كواليس أخرى حول زيارة خلوصى أكار قالت إنها لجنى ثمار التدخلات التركية في ليبيا عبر تعزيز الاقتصاد المتعثر، مشيرة أن دعم حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقراً لها في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي، يضع تركيا على رأس القائمة للفوز بعقود بمليارات الدولارات.
ووفقا لموقع دويتشه فيلا الألماني فأن الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق هدفه الأول بعد سيطرة الميليشيات على بعض المناطق العسكرية هو الاستثمار داخل ليبيا، حيث كشف التقرير عن تطلع شركات تركية للعب دور رئيسي في إعادة تعمير ليبيا بعد الدمار الذي حل نتيجة الحرب التي كانت تركيا عنصرا أساسيا فيها.
وتثير تحركات تركيا في شرق البحر المتوسط وتحديدا في السواحل الليبية الكثير من الجدل بشأن أهدافها، فبعد أيام قليلة من إعلان مسئول تركي عن اعتزام أنقرة التنقيب عن الغاز داخل ليبيا بناء على مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، كشفت صحف ووكالات عالمية عن نوايا تركية لإنشاء قاعدتين عسكريتين في طرابلس ومصراتة.
وكشفت تقارير صحفية عن مخططات تركيا في ليبيا، ومنها إنشاء قاعدتين عسكريتين في الأماكن التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق، وتكون مقراً مركزيا لقوتها التي بدأت في نشرها منذ يناير الماضي لدعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
ونقلت صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة التركية عن مصادر وصفتها بالإقليمية عن اعتزام تركيا إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في أراضي ليبيا، وذلك في إطار توسع نشاطتها في هذا البلد الشمال إفريقي.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسراً جوياً يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحدى واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لكن تركيا لم تكتف بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول أن تستقطب إحدى أطراف الأزمة الليبية، المتمثل في حكومة الوفاق من أجل أن يكون لها موضع قدم مستمر في ليبيا بغض النظر عن ما تؤول له تطورات الأزمة الليبية.
وقالت الصحيفة المعروفة بقربها من نظام أردوغان إنّ ما أسمته بالتعاون العسكري بين الوفاق وتركيا سيرتقي إلى مستويات أعلى، بعد الزيارة التي قام بها إلى أنقرة يوم 4 يونيو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، حيث التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
تفاصيل القاعدتين وأماكنهم تحدثت عنها الصحافة التركية إذا كشفت عن أن نظر تركيا حالياً يتجه إلى إعادة تشغيل قاعدة الوطية الجوية العسكرية التي يتم إصلاح بنيتها التحتية، لتكون متاحة لبناء تركيا قاعدة جوية فيها؛ حيث من المقرر أن تحتوي على طائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي تركية التي كانت شاركت في الهجوم على عدد من المناطق في طرابلس وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين.
القاعدة الثانية التي أكدت الصحف التركية أن نظام أردوغان لدية أطماع في أن تكون مقر لقواته البحرية في شرق المتوسط، ستكون في ميناء مدينة مصراتة الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.