أطلب الطلاق من زوجي لأني أعشقه!
الأربعاء، 24 يونيو 2020 03:29 م
احيانا تعرض قضايا كثيرة امام القضاء يغلب عليها الطابع الإنساني، وبعد الحكم فيها تعود لتأخذ مساحة من تفكير القاضي.
سألت المستشار رئيس محكمه الجيزة للأحوال الشخصية عن أغرب دعوى عرضت عليه من خلال عمله اليومى، فقال "هناك قضية لن انساها، تخص زوجة جميلة لم تتعدى الثلاثة والثلاثين من عمرها، جاءت للمحكمة طالبة الطلاق من زوجها رغم تمسكه بها بكل إصرار". تلقفت ما قاله القاضي وبحثت في كشف الرول عن رقم هذه الدعوى وجلست بين الصفوف اتابع الزوجين لمعرفة نهاية هذه الدعوى.
الزوجة في غاية الرقة والهدوء عرضت دعواها وأصرت على طلبها وقالت: نعم احبه لكن اخاف عليه.. خنقتها الدموع عندما قالت: سيدي انني اطلب طلاقي من زوجي الحبيب لاني امرأة ناقصة، أي رجل في الدُنيا عندما يقدم على الزواج يقصد الحب والدفء والأطفال، انا يا سيدي أعطيته كل شئ إلا الأطفال، منذ عشر سنوات وأنا زوجته طاف بي كل العيادات في مصر وسافرنا للخارج دون جدوى، وما أريده أن اريح ضميري، فهو طوال عشرتي كريم الخلق، ويُحِيطَني بكل الحب والرعاية، لكنني حرمته من كلمة "بابا"، وكنت أشعر بنار تحرقني كلما شاهدت نظرة الحرمان في عينيه عندما يرى أي طفل.
وأضافت الزوجة: سنوات طويله مرت وفشلت، لذلك أريد الطلاق، امام كرمه عرضت عليه الزواج بأخرى لكنه رفض، وعرضت عليه طلاق ورفض، أي ظُلم هذا الذي ارتكبه فى حقه، يضيع شبابه مع امرأه بائسه، انني عاقر طلقني حتى ارتاح.
جلست الزوجة الجميلة بين الصفوف ليخرج رجل لا يقل عنها وسامه وأناقة، ربت على كتافها في حنان الزوج وقال: أنني اُحبها وهي زوجتي وتملأ كل دُنياي، لا أريد اطفلاً، فهى عاشت الحرمان أكثر مني، فالأمومة كل شئ بالنسبة لها.. كيف أُطلقها بحكم من المحكمة، كان فى مقدوري أن أطلقها لو كنت أريد اطفالاً، أو أتزوج بأخرى فكل شئ ممكن، لكنني أُريدها هي لأننا عشنا قصة حب طويلة وسعيدة، انني لا اوفق على الطلاق.. أرفض أرفض أرفض الطلاق.
لم يكن أمام القاضي من حل قانونى أمام اصرار الزوج لا رفض دعوى الطلاق، وقال القاضي في اسباب حُكمه أن المحكمة ترى في موقف الزوجة بإصرارها على الطلاق دونما ضرر قد وقع عليها من الزوج موقف غريبٌ وغامض من حيث خروجه عن المألوف، لان الله قد شرَّع الطلاق لأسباب عديدة تستحيل معها الحياة الزوجية وليس من بينها عقم الزوجة او الزوج، لأنه سبب خارج عن إرادة كل منهما، وبما أن الزوج يرفض وبإصرار طلاق الزوجة لذلك فإن الدعوى مرفوضة.
خرج الزوجان متشابكى الأيدي ونظرة حب تجمع بينهما أرضت ضمير القاضي.