القضاء الأمريكي ينتصر لـ «بولتون».. وإدارة ترامب تتهم قطر بتمويل «الكتاب المسيء»

جون بولتون، المستشار السابق للرئيس الأمريكى للأمن القومى، شخصية مثيرة للجدل خلال الفترة الأخيرة في أمريكا خاصة بعد كتابه الذي نشر من خلاله فضائح عديدة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، ففي كل يوم يطلق بولتون إحدي قذائفه تجاه ترامب ليحتدم الصراع بينهما مع التوقعات بملاحقة الأول قضائيا والتلويح بعقوبته بالسجن لنشر أسرار الرئيس والبيت الأبيض من خلال كتابه «في الغرفة حيث حدث»، الذي أظهر الوجه الأخر للرئيس الأمريكي ومحاولاته غير الشرعية للتمسك بالرئاسة لولاية ثانية رغم عدم كفاءته للمنصب، وفقا لبولتون.

 

حاول الرئيس الأمريكي التصدي لنشر الكتاب بكل قوة من خلال دعوى قضائية انتهت بالرفض من قبل المحكمة، التي أكدت أن بولتون «قامر بالأمن القومي للولايات المتحدة و أيضا بتعريض بلاده للضرر ونفسه للمسؤولية المدنية وربما الجنائية»، لكن حكومة ترامب فشلت في إثبات وجود ضررا يتعذر إصلاحه ما يؤكد أحقيته في نشر الكتاب.

 

موقف بولتون من الانتخابات

 

وتعد تصريحات بولتون تأكيد علي عدم مساندة ترامب في الانتخابات المقبلة بعد وصفه بأنه غير مؤهل ولا يصلح لهذا المنصب وهو لا يمثل القضية التي دعمها، مما أثار التساؤل حول هل يدعم بولتون منافس ترامب جون بايدن في الإنتخابات الرئاسية فإن الإجابة جاءت مذبذبة بين النفي والتفكير في الأمر من قبل بولتون، فبعد خروج تصريحات تكشف تأييده لبايدن أعلن المتحدث باسمه نفي الأمر، وأنه لن يصوت لأحد في الانتخابات المقبلة.

 

ويعد بولتون أخر المنقلبين على ترامب وسياسياته حيث كشف عن العديد من المواقف الصادمة لسياسة ترامب الخارجية، وخاصة التعاون مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أونج الذى قال عنه بولتون، إنه أصبح أكثر تهديدا لأمريكا على الرغم من مبادرات ترامب للتواصل معه، مشيرا  إلى أن فكرة مجاملة هذا الديكتاتور الوحشى ستقنعه أن بإمكانه عقد اتفاق مع ترامب كانت «ساذجة» وخطيرة على حد السواء.

 

ووجه «بولتون» اتهامات مذهلة أخر ضمن كتابه، مُدعيًا أن ترامب طلب شخصيًا من الزعيم الصيني شي جين بينغ مساعدته في إعادة انتخابه، وأعرب عن دعمه لمعسكرات الاعتقال الصينية لسكانها الأويغور المسلمين، ضمن محادثات محرجة أخرى تتعلق بالسياسة والعلاقات الخارجية.

 

وبعد نشر مقتطفات من الكتاب نال بولتون نصيبه من الاتهامات والانتقادات من كلا من الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء بسبب هذا الكتاب، وإن كان لأسباب مختلفة، إلا أن وصفه بالخائن من قبل وزير الخارجية مايك بومبيو، ربما كان الأكثر تعبيرا عن الموقف الذى وضع فيه ترامب، وكذلك اتهامه بالحصول على تمويل من قبل قطر لإصدار كتابه المسئ للرئيس الأمريكي والبيت الأبيض.

 

يشار أن جون بولتون اصبح مستشار الأمن القومى لترامب فى أبريل 2018. غادر منصبه فى سبتمبر 2019، بعد اختلافه الشديد مع الرئيس حول كيفية التعامل مع التحديات الرئيسية مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.