السودان قد يعيش في ظلام "دامس" بسبب سد النهضة: القطاعات الحيوية ستعطل

الخميس، 18 يونيو 2020 08:00 م
السودان قد يعيش في ظلام "دامس" بسبب سد النهضة: القطاعات الحيوية ستعطل

يوماً تلو الآخر تنكشف التداعيات الخطيرة لسد النهضة على السودان، والتي باتت أكبر المتضررين حال بناء هذا السد، لما يجعلها في وجه زلال ومشاكل بيئية كبيرة.
 
الأمر تؤكده تقارير كثيرة، منها تقرير مجلة "أفريقيا 24" الإيطالية، والتي سلطت الضوء على مخاطر سد النهضة الأثيوبي على السودان، قائلة: "يعتبر نهر النيل هو شريان الحياة للسودان ، فهو المسئول عن 80% من إنتاج الكهرباء فى البلاد،ولذلك يمثل سد النهضة خطرا كبيرا على البلد الأفريقى".
 
وقالت المجلة إن سد النهضة يمثل مخاطر عديدة على السودان ومنها حجز الطمي أمام السد، الذي سيوقف صناعة الطوب الأحمر في السودان، ولكن أزمة الكهرباء هي التي تمثل خطورة كبيرة، خاصة وأن السودان في الأساس تعانى من هذه الأزمة قبل ملئ أثيوبيا لسد النهضة فالأمر سيصبح في غاية الخطورة في الفترة المقبلة.
 
ووفق التقرير ستتعرض السودان أيضاً لمشاكل في القطاعات الحيوية، حيث ستتوقف تماما بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء ولفترات طويلة، الأمر الذي يتسبب بخسائر مادية في عدد من القطاعات التجارية والصناعية، خاصة وأن إثيوبيا أعلنت مؤخراً للجمهور أنها ستعطي الضوء الأخضر لملء GERD في يوليو ، على الرغم من الفشل في التوصل إلى اتفاق مع البلدان الساحلية.
 
وستستغرق المرحلة الأولى من التعبئة عامين، وسيسمح لخزان السد بالاحتفاظ بـ 18.4 مليار متر مكعب من المياه. يجب أن يسمح هذا التخزين باختبار محطة الطاقة من خلال إطلاق المياه في اتجاه المصب بشكل فعال.
 
بالإضافة إلى ذلك ، يتم التعبئة في غضون عامين، مع 4.9 مليار متر مكعب من الماء في العام الأول و 13.5 متر مكعب من الماء في العام الثانى،ويستمد هذا الحجم من المياه من متوسط تدفق النيل الأزرق، الذي يعادل 49 مليار متر مكعب من المياه.
 
ويبلغ إنتاج السودان السنوي من الكهرباء 3 آلاف ميجاوات، بجانب حصة أخرى تأتى من إثيوبيا ضمن اتفاقية بين البلدين تقضى بتصدير الخرطوم لفائض إنتاجه من البنزين إلى أديس أبابا مقابل تصدير الأخيرة الكهرباء للأولى.
 
وفي ظل تلك التداعيات، دعا أمس، القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير صديق يوسف الحكومة السودانية إلى ضرورة إدراج بند للتعويضات لأي آثار بيئية أو اجتماعية تنتج من إنشاء سد النهضة.
 
وعلق المحلل السياسى السودانى، محمد آدم إسحاق، بقوله إن السودان الآن في مرحلة مختلفة في تعاطيه مع قضايا السياسة الخارجية، عما كان متبعا فى عهد الرئيس السابق عمر البشير، مضيفاً أن هناك سياسة خارجية مختلفة عن السابق الذى كان متبعا فى عهد النظام السابق، مؤكدا أن السودان يحترم الجارتين إثيوبيا ومصر ومواقفهما.
 
وأوضح أن محاولة انتزاع حق السودان الأصيل فى الشراكة بمشروع سد النهضة أمر غير مقبول، لأن السودان طرف أصيل وينظر إلى مصالحه القومية والاستراتيجية والفوائد التى سيجنيها من بناء السد، وأن السودان شريك وليس وسيط ولن يميل إلى أى طرف على حساب الطرف آخر.
 
وأكد أن هناك آثار سلبية للسد على السودان وتتمثل بانخفاض منسوب النيل وهذا يكلف طاقة كهربائية أكبر، بالإضافة لحجز الطمى وحرمان السودان من الزراعة الطبيعية فى أطراف النيل وتضييق مساحة الأراضي، وأيضاً يمثل خطرا جزئيا على الثروة السمكية فى أطراف النيل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق