5 عمليات عسكرية لتركيا داخل الدول العربية من درع الفرات إلى مخلب النسر.. من الرابح والخاسر منها؟

الإثنين، 15 يونيو 2020 01:42 م
5 عمليات عسكرية لتركيا داخل الدول العربية من درع الفرات إلى مخلب النسر..  من الرابح والخاسر منها؟
أردوغان
محمود علي

لا يمر عاما دون أن تعلن تركيا عن إطلاق عملية عسكرية جديدة داخل إحدى الدول العربية دون موافقة من قبل إداراتها ما يعد مخالفة للقوانين الدولية وانتهاكاً لمبدأ عدم التدخل في شئون الجوار، لكن بعيدا عن ذلك فكم عملية أطلقتها الإدارة التركية ومن الرابح والخاسر جراء تنفيذها؟
 
وأطلقت تركيا تحت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 4 عمليات عسكرية في شمال سوريا الحدودية مع أنقرة بحجة تقييض حركة منظمة حزب العمال الكردستاني التي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا، بينما أطلقت أمس أول عملية عسكرية في العراق تحت مسمى مخلب النسر.
 
لكن يرى مراقبون أن الهدف الأساسي من إطلاق مثل هذه العمليات هو توسيع نفوذ تركيا داخل الدول العربية من أجل وضع قدم في كل بلد يربطها معها شريط حدودي، مستغله الأوضاع الأمنية والسياسية الغير مستقرة بداخلها للاستفادة من ثرواتها ومواردها الطبيعية.
 
ووجهت اتهامات عديدة لتركيا باستيلائها على الموارد النفطية لسوريا جراء هذه العمليات العسكرية الغير شرعية، حيث رصدت تقارير عدة عمليات نقل النفط بواسطة الجماعات المسلحة وتنظيم داعش المتطرف إلى تركيا بأسعار زهيدة دون أن تعلق الإدارة التركية بشكل رسمي على هذه التقارير أو تنفيها.

 درع الفرات
 
fırat1
 
في 24 أغسطس 2016، شنت تركيا عملية "درع الفرات" العسكرية في شمالي سوريا، وسط رفض دولي وعربي لهذه الخطوة التي جاءت لدعم مجموعة مسلحة معارضة عرفت باسم "جبهة النصرة" التي تنتمي لتنظيم القاعدة.
 
وبعد أيام قليلة من بدء هذه العملية، تمكن مجموعة مسلحة سورية بدعم الطيران والدبابات التركية من السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية، وبينما كانت تركيا تؤكد أن هدفها من هذه العملية إبعاد الأكراد السوريين عن الحدود التركية، خالفت تركيا تعهداتها واستمرت في اطلاق عملية تلو الآخرى حتى بعد أن أبعدت قوات سوريا الديمقراطية (الأكراد) عن حدودها.
 
فيما كانت الخسائر كبيرة في صفوف المدنيين جراء هذه العملية، فبخلاف نزوح مئات السوريين من مناطقهم بسبب هذه العملية، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المواطنين، وكان الرابح الأول من أطلقها الجماعات المسلحة التي ينتمي بعضا منها إلى تنظيم داعش في سوريا.

غصن الزيتون 
 
071604b4feec1d763e99e359b98c89d9
 
وبعد شهور قليلة من إعلان أردوغان نجاح عملية درع الفرات، تحت مزاعم تحقيق أهدافها، شنت تركيا  في 20 يناير2018 هجوما بريا وجويا تحت اسم "غصن الزيتون" ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين، في وقت أكدت الحكومة التركية أن الهدف من العملية هو إقامة "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومترا بدء من الحدود التركية.
 
لكن وبحسب الأمم المتحدة، فر نصف سكان المدينة البالغ عددهم 320 ألف نسمة أمام هجوم الجيش التركي، بعدما تخللتها العملية العسكرية أعمال نهب، فيما طالبت 
منظمة العفو الدولية بوضع حد للانتهاكات التركية الخطيرة لحقوق الإنسان في عفرين، متهمة أنقرة بـ"التغاضي" عن هذه الانتهاكات. 

نبع السلام 
 
665001584001_6093354055001_6093351886001-vs
 
وفي أكتوبر 2019، أطلقت القوات التركية عملية "نبع السلام" العسكرية، مستهدفة المسلحين الأكراد في شمال سوريا، لكن الغارات التي أطلقتها تركيا على مدينة رأس العين الحدودية أدت إلى نزوح عشرات المدنيين في دقائق معدودة ما زاد من معاناة الشعب السوري.
 
وقالت الحكومة التركية مع بدء العملية إن هدفها القضاء على إحدى الممرات الذي وصفته بالإرهابي المراد تشكيله على حدود تركيا الجنوبية ، لكن بعد 
ساعات قليلة من سماع دوي الانفجارات جراء العملية التي استهدفت بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن سقوط "إصابات" في صفوف المدنيين ، مشيرة إلى أن القصف عنيف أسفر عن نزوح عدد من المواطنيين السوريين.
 

درع الربيع 
 
1583180806rs2dG
 
وكانت آخر عملية أطلقتها تركيا في سوريا، في مارس من العام الجاري، واستهدف العملية العسكرية التركية تمركزات الجيش السوري في إدلب انتقاماً لخسائر تركيا الفادحة، وردا على إسقاط طائرة مسيرة تركية بعد إغلاق المجال الجوي فوق المدينة.
 
    
وأثارت هذه العملية خلافات بين أنقرة وموسكو، حيث طالبت الأخيرة تركيا بوقف استفزازتها في شمال سوريا، بينما قالت تركيا إن العملية لا تستهدف الدخول مع روسيا في حرب بل جاءت رداً على مقتل 36 جندياً تركياً وإصابة العشرات إثر هجوم شنته قوات الحكومة السورية على مواقعهم بمحافظة إدلب. 

مخلب النسر 
 
jvdh
 
ولم تقف تدخلات تركيا على سوريا فقط، بل أطلقت أمس عملية "مخلب النسر"، في شمالي العراق، قائلة إن طائرات تركية "تدمّر جحور الإرهابيين فوق رؤوسهم"،معلنة عبر حساباتها الرسمية مقتل اثنين من حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، في غارة جوية شمالي العراق.
 
وتأتي هذه العملية ضمن الانتهاكات المستمرة لتركيا في شمال العراق، حيث سبق وأن أثارت خلافا كبيرا مع الحكومة المركزية في بغداد، مشيرة الأخيرة أن أنقرة تواصل تدخلها في العراق دون إذن من إدارتها ما يعد انتهاكا لسيادتها  ومخالفة للقوانين الدولية ذات الصلة.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق