بعد تجاهل «الصحة».. أهالي مرضى العزل المنزلي يروون مأساة رحلة البحث عن عقار هيدوركسي

الأحد، 14 يونيو 2020 03:00 م
بعد تجاهل «الصحة».. أهالي مرضى العزل المنزلي يروون مأساة رحلة البحث عن عقار هيدوركسي
أدوية
رضا عوض

»» ابنة فريد شوقي فجرت الأزمة وأكدت الأدوية غير متوفرة في الصيدليات

»» الأهالي أكدوا أنهم فضلوا التعامل مع الطبيب الخاص بدلا من مستشفيات الصحة فكانت النتيجة رحلة شاقة للبحث عن الدواء

»» مرضى: السوق السوداء يوفر العلاج بأسعار مبالغ فيها والخط الساخن لا يوفر لنا الدواء


يبدو أن مرضى العزل المنزلي ممن اختاروا العلاج من فيروس كورونا على نفقتهم الخاصة قد سقطوا من حسابات وزارة الصحة، هذا ما أظهرته التجارب المريرة التي مر بها العديد ممن أصيبوا بفيروس كورونا وتعاملوا مع الطبيب الخاص بهم، والذي وصف لهم العلاج الذي اختفي تمامًا من الصيدليات، لتبدأ رحلة المعاناة والبحث عن الدواء والفيتامينات في السوق السوداء، في ظل عدم وجود مثل هذه الأدوية في الصيدليات، وتجاهل وزارة الصحة لهم بتوفير العلاج في الصيدليات .

المأساة فجرتها "عبير" ابنة الفنان الراحل فريد شوقي والتي أصيبت بفيروس كورونا، واضطرت إلى التعامل مع طبيبها الخاص، الذي كتب لها مجموعة من الأدوية لم تجدها في الصيدليات رغم أهميتها في علاج فيروس كورونا، ولعل أهمها دواء يسمى بلاكوينيل هيدروكسي كلوروكين، والذي يعد الدواء الأساسي في علاج فيروس كورونا والذي أقرته مصر ضمن بروتوكولات العلاج، حيث اضطرت إلى البحث عن الدواء في السوق السوداء واشترته بسعر مبالغ فيه في ظل تجاهل وزارة الصحة لها.

المأساة تكررت مع " ك ، ي" الذي قال إنه علم بإصابة والدته بالفيروس المستجد بعد أن طلب منها طبيبها الخاص إجراء صورة الدم وأشعة الصدر، حيث ثبت إصابتها بالفيروس، وفقام الطبيب بكتابة مجموعة من الفيتامينات ودواء هيدوركسي، وأخبرنا بأننا سنجد صعوبة في إيجاده لكن لا بديل عنه، لتبدأ رحلة شاقة يصاحبها التوتر والقلق من عدم إيجاده، حيث جرى البحث في كل الصيدليات الموجودة حولنا دون فائدة حتى أن أحد أصحاب سلسلة صيدليات قال لي "مش هتلاقيه بسهولة".

وتابع: أمام هذه الأزمة فكرت في الاتجاه لصيدلية الإسعاف والتي قيل أن العقار متوفر بها، إلا أنني وجدت أعدادًا كبيرة جدًا من البشر تقف أمام الصيدلية وعلى سلالم المترو وعلى الرصيف، علاوة على الخناقات والزحام الشديد والذي سيكون بيئة خصبة لانتشار الفيروس، وهو ما دفعني للتراجع لأتصل بوزارة الصحة وبالخط الساخن على أمل توفير هذا العقار دون مجيب".

وأوضح: في نفس الوقت كنت على اتصال دائم بعدد كبير من أصدقائي ممن لهم صلة بالقطاع الدوائي، وبعد رحلة شاقة وجدت الدواء في إحدى الصيدليات الصغيرة بمنطقة أرض اللواء بعد أن تحدث صاحب صيدلية أعرفه مع صاحبها والذي استطاع توفير شريط لي بسعر مبالغ فيه، إلا أنني كنت مضطرًا لشرائه مع وعد منه بأنه سيوفر لي شريط ثانٍ لإكمال مدة العلاج وهي الـ 7 أيام حسب نصيحة الطبيب.  

وقالت " م ، س" إنها بدأت رحلة صعبة للبحث عن هيدروكسي وبعض الفيتامينات التيس كتبها الطبيب الخاص لوالدها بعد إصابته بفيروس كورونا، حيث فضلنا الحجر المنزلي على الذهاب للمستشفيات العامة أو حتى الخاصة، موضحة: "كنت أعتقد أن العقار متوفر أو أن وزارة الصحة يمكن أن توفره لمريض العزل المنزلي إلا هذا لم يحدث، وتعرضنا لرحلة شاقة في البحث عن هذا العقار وبعض الفيتامينات، وكلمنا طوب الأرض عشان نجيب الدواء ده من غير فائدة، إلا أن وجدناه في إحدي الصيدليات مستخبي واشتريناه بأضعاف ثمنه".

من جانبه قال الدكتور "محمود ، ج" صاحب إحدى الصيدليات إن البحث عن هذا الدواء كالبحث في إبرة في كوم قش، حيث اختفى من الصيدليات تماما ولم يعد متوفرًا من الشركة المصنعة التي تكتفي ببيعه عن طريق فروعها فقط والتي تشهد زحامًا شديدًا، حيث كان من الأولى توزيعه على الصيدليات منعا لظهور السوق السوداء.

من جانبها قالت الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه يتم صرف الأدوية الخاصة بعلاج فيروس كورونا (مضاد حيوي، وخافض الحرارة، وفيتامينات) بروشتة الطبيب فقط، عقب تشخيص المرض من صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية، بعد أن شهد الطلب على تلك الأدوية ارتفاعا من المستهلكين بالصيدليات، ولجأ العديد من الأفراد لتخزينها فى المنازل تحسبًا لإصابتهم، ما أدى لنقص المعروض فى السوق.

وأكدت الشعبة العامة للأدوية أنها اتفقت مع حسين منصور، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، المعنية بملف المكملات الغذائية، على أن تقوم شركات الأدوية بإضافة نشاط تصنيع المكملات الغذائية كالفيتامينات، الموصى بها لرفع المناعة، التى يشهد بعضها زيادة فى الطلب ونقصاً فى المعروض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق