"الحل السياسي" يشعل حرب داحلية في حكومة الوفاق.. صراع نفوذ بين حلفاء السراج
الإثنين، 08 يونيو 2020 04:10 م
صراعا جديدا يطفو على السطح داخل حكومة الوفاق، حول استمرار العمليات العسكرية لميليشيات حكومة الوفاق من عدمها، فبينما يؤيد الجانب الذي ينتمي إلى ميليشيات مصراتة استمرار العمليات العسكرية، يأمل طرفا آخر بالاستماع إلى دعوات الحل السياسي وآخرها "مبادرة القاهرة" الساعية إلى حل الأزمة الليبية.
ورغم المكاسب الميدانية التي سجلتها ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا بالأسلحة والمرتزقة مؤخراً، إلا أن هذا الخلاف الجوهري الحاد بين الأطراف الداخلية كان من الصعب إخفائه، وظهر تحديدا بين وزير الداخلية فتحي باشاغا والنائب في المجلس الرئاسي أحمد معيتيق.
وبدأت الخلافات بتسريب تقارير تشير إلى دعوة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد امعيتق، لقادة ميليشيات الوفاق بوقف عملية اقتحام مدينة سرت، بينما جاء الرد سريعاً من قبل وزير داخلية حكومة الوفاق ليلمح إلى أحقية رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وحده في تحديد مصير تحركات ميليشيات الوفاق العسكرية في الفترة المقبلة بما فيها عملية اقتحام مدينة سرت التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي.
وأظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً من قيادات ميليشيات حكومة الوفاق يلقون بياناً يعبرون عن رفضهم لاتصال هاتفي أجراه نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق احمد امعيتيق، لما تسمى بغرفة عمليات تحرير سرت أبلغهم فيها بإيـقاف جميع العمليات، بالتزامن مع المبادرة المصرية الساعية إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
وزعم وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، فيما يبدو أنه رد على دعوة معيتيق، أن: "قاعدة الوطية والقرضابية والجفرة وسرت وكافة مدن الغرب والجنوب ستكون تحت مظلة حكومة الوفاق التي يرسأٍها فايز السراج".
وأضاف في سلسلة تغريدات على موقع التدوينات القصيرة تويتر: "أرجو ألا نضطر لتسمية الأسماء بمسمياتها"، موجهاً حديثه لما أسماهم بالانتهازيين وضعاف النفوس بأنهم يخضعوا للإملاءات، وفق قوله.
وهدد باقتحام مدينة سرت واستمرار العمليات العسكرية، قائلاً: " سرت ستعود لحكومة الوفاق وتحت مظلة ما وصفها بالشرعية".
في نفس الوقت شنت حسابات موالية لإخوان ليبيا وميليشيات مصراته وتحسب على الوفاق هجوماً لاذعاً على معيتيق في وقت متقارب، لكن أغلبها تراجعت عن منشوراتها وقامت بحذفها، ما يُشير إلى احتمالية ورود تعليمات بذلك.
وعلق نائب رئيس المجلس الرئاسي احمد معيتيق على كل هذا الهجوم، قائلا:إن لقائه مع المسؤولين الروس في موسكو كان باتفاق مع رئيس المجلس الرئاسي وبتكليف منه.
وكشف معيتيق في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، عن أن كل التفاصيل التي نوقشت بلغ بها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بشكل رسمي، مضيفا: “ليبيا جزء من المنظومة الدولية ووصلتنا أمس رسالة واضحة وكان يجب إبلاغ الرئيس بها، ووضعنا القيادات العسكرية على تفاصيل الرسالة التي وصلتنا”.
وأكد معيتيق على أن التوجهات التي أصدرها للغرفة لم تتم بشكل فردي، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق تعمل بشكل جماعي وهي من تتحمل أعباء مسؤوليتها.