مفاتيح الشرق والغرب.. ما أهمية «سرت» للجيش الليبي بعد تحريرها؟
الثلاثاء، 07 يناير 2020 12:00 ممحمود علي
أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أمس تحرير مدينة سرت بالكامل، الأمر الذي يشكل نقطة تحول في معركة طوفان الكرامة التي بدأها الجيش الليبي في أبريل 2019 بقيادة المشير خليفة حفتر، ودخلت مرحلتها الثانية عقب إعلانه انطلاق ساعة الصفر في الشهر الماضي لتحرير العاصمة طرابلس من التنظيمات الإرهابية المسلحة.
لكن يبدو أن تحرير مدينة سرت بالكامل في هذا التوقيت يبعث بكثير من الرسائل التي تشير إلى اقتراب الجيش الليبي من حسم الصراع قبل دخول عدد كبير من القوات التركية العاصمة دفاعًا عن حكومة طرابلس الغير معترف بها من قبل مجلس النواب الليبي.
ورغم نفي ميليشيات الوفاق سيطرة الجيش الليبي على كامل سرت، إلا أن الصور والفيديوهات التي تداولت على نطاق واسع أظهرت انسحاب قواتها من تمركزاتها أمام المفاجأة العسكرية من قوات الجيش الوطني الليبي.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن الجيش الليبي يستهدف تأمين حياة المواطنين في مدينة سرت بعد تحريرها.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي له، عقب إعلان تحرير مدينة سرت: «سرت كانت حاضنة للمجموعات الإرهابية لمهاجمة الهلال النفطي، عملية تحرير سرت كانت خاطفة وجرت في غضون 3 ساعات وفق خطة محكمة والقوات المسلحة الليبية تطارد المجموعات الإرهابية التي هربت من المدينة الآن».
وتابع المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري: «تحرير سرت لا يستهدف تهديد أي مدينة ليبية ولكن لتطهيرها من الإرهابيين وحماية الهلال النفطي، نبارك للشعب الليبي تطهير سرت من المليشيات الإرهابية والقوات المسلحة الليبية مستعدة للتعامل مع أي تهديد في المنطقة الوسطى».
ولسرت أهمية كبيرة إذ إنها المدينة التي تقع وسط ليبيا، ويقول مراقبون إن من يسيطر عليها فلدية مفاتيح التحرك نحو شرق وغرب البلاد بحرية تامة، فموقعها الجغرافي المميز أعطاها أهمية كبيرة في ظل الصراع الدائر بين الجيش الليبي والجماعات المتطرفة التابعة لميليشيات الوفاق وجماعة الإخوان وتركيا.
مدينة سرت الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، تقع في منتصف الساحل الليبي تربط مدينتي طرابلس وبنغازي، كما إنها تقترب من حقول النفط الواقعة جنوب شرقها، وكذلك موانئ النفط الرئيسية في ليبيا مثل "البريقة، ورأس لانوف، والسدرة" وهو ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية الكبرى.
ويبلغ تعداد سكان المدينة نحو 128 ألف نسمة بحسب آخر إحصاء عام 2013، لكن ظلت سرت في الفترة التي تلت ثورة فبراير الليبية علامة فارقة، حيث اتخذها الرئيس الراحل معمر القذافي مقرًا له بعد أن فقدانه السيطرة على طرابلس، وبقى فيها حتى قُتل في 20 أكتوبر من نفس العام.
لتظل بعد اغتيال القذافي محور اهتمام الجميع حتى سيطر عليها التنظيمات المتطرفة والميليشيات إلى أن سيطر عليها تنظيم (داعش) في مايو 2015 بعد معارك استمرت نحو شهرين، كما إنها كانت شاهدة على الحادث الإرهابي المأساوي لإعدام 21 مصريًا، قبل أن تشن القوات المسلحة المصرية ضربة دقيقة للعناصر الإرهابية للثأر لضحايا الحادث الإرهابي.